صباح محمد الحسن .. أيقونة السلام والأعلام البيضاء
ضفاف شاردة
محمد الأمين جاموس
منذ أن شبت الحرب في الخامس عشر من أبريل العام الماضي 2023م لم يكن هنالك نُذر خير على البلاد ، إذ بدأت كحرب مشاكسات بين طرفي الشراكة العسكرية التي وأدت الفترة الانتقالية بانقلابها المشؤوم في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م ، ومنذ إطلاق الرصاصة الأولى نادى حكماء السياسة بأهمية إعمال صوت العقل وعدم الانصياع لمخططات تدمير السودان بأيدي بنيه، ولكن للأسف الشديد كان السعي لانتصار الذات و(الأنا) هو العنوان الأبرز في الحرب ؛ والضحية الأول المواطن قتلًا وتشريدًا ونزوحا ، وعشرات القصص والجرائم اللاإنسانية التي أدمت قلوب كل من له رحمة ؛ هذه هي نتائج توفير بيئة الحروب، والآن يتم توزيع صكوك الخيانة والعمالة على من يعمل سلميًا لوقف الحرب.
في غياب المعلومة الصحيحة والتحليل المنطقي للأحداث ، سعت الأستاذة صباح محمد الحسن من خلال واجبها المهني في بلاط صاحبة الجلالة كسلطة رابعة لدعم وتعزيز ثقافة السلام وإبعاد الجناح العسكري من السلطة وتركها للمدنيين حتى تتحقق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة في مضامينها الكبرى (حرية وسلام وعدالة) كاستحقاق طبيعي للسودانيين ، ومن ثم يتفرغ الجيش لمهمته النبيلة في حراسة البلاد والمحافظة على استتباب الأمن المستدام ، لذلك دعمت بشدة الأصوات التي نادت بوقف الاقتتال تحت شعار (لا للحرب) ، وهذا الموقف لا يحتاج إلى تفسير أو تبرير فهذه هي أصل الفطرة السليمة ، ولكن فلول المؤتمر الوطني يدعمون استمرار الدمار ونفخ كير الحرب وقصم ظهر الوطن مرة أخرى بالعودة لكرسي الحكم ولو على جثث الموتى ولعنات من بقى على قيد الحياة من أبناء الشعب.
يحدونا التضامن مع الأستاذة صباح محمد الحسن في البلاغات الكيدية التي تتعرض لها من قِبل سّدنة الانقلابيين مع عدد من زملاء المهنة وقادة “تقدم”؛ لبيس لوقفتها السياسية القوية من خلال زاويتها “أطياف” فحسب ؛ بل للروح والحس الوطني العالي الذي تتمتع به ؛ إذ تحمل هم وطنها أكثر مما تحمل هم نفسها ، تلحظ صدق ذلك حتى من خلال نبرات صوتها ، هذا الإحساس النبيل والشعور بأنها تملك طاقة إيجابية دفعها لإطلاق “مبادرة الأعلام البيضاء”، وهي مبادرة مدنية هدفها وقف هذه الحرب العبثية قبل أن تتمدد في بقية ولايات السودان ، لأننا نؤمن أنها استنزافية ستقضي على أخضر ويابس مقدرات هذا البلد ، وقد كان ، ولازالت “الأعلام البيضاء” تواصل مساعيها لتبصير الناس بأهمية السلام الفاعل والقوي الذي يؤسس دولة سودان المستقبل بعيدًا عن الحكومات الشمولية والانقلابات العسكرية والوصايا الدولية.
نشطت كذلك صباح محمد الحسن في العمل الطوعي الإنساني فحققت نجاحًا جعل الدعوات الصادقات تلاحقها بظهر الغيب، وليس هنالك أجمل من أن ترسم ابتسامة في وجهٍ أرهقته دروب الحياة ، وأن تُعيد الأمل لمن هدّ اليأس مروءتهم.
ختامًا:
البلاغات الجنائية في حق قادة “تقدم” وبعض الصحفيين هي حجر لرمي الثمار اليانعة في علياء الشجر ، لن تثني فرعًا ولن تكسر جزعًا.
طيف أخير:
ياجبل ما يهزك ريح .. فالثوب النقي لن يُدنس .. والأعلام البيضاء لن تُنكس.
المصدر: صحيفة الراكوبة