نية فرنسا الاستثمار بالصحراء المغربية يثير “جنون” البوليساريو
يبدو أن التطورات التي شهدتها قضية الصحراء المغربية في الآونة الأخيرة، ولعل آخرها تجديد الجمهوية الفرنسية لدعمها لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، لم ترق “جبهة البوليساريو” الوهمية، خاصة بعد إعلان باريس عن نيتها للاستثمار بالمناطق الجنوبية، وتحرك عجلت العلاقات الثنائية بين البلدين من جديد بعد أزمة صامتة اعتبرت الأطول من نوعها في تاريخ العلاقات المغربية الفرنسية.
واستنكرت “ميليشيات البوليساريو” الوهمية بشدة نية فرنسا الاستثمار وتمويل مشاريع بالمناطق الصحراوية، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل دعماً صريحاً للمغرب اللاشرعي وخرقاً سافراً للقانون الدولي والالتزامات فرنسا الدولية.
وفي بيان لها اعتبر الكيان الوهمي أن “إعلان الجمهورية الفرنسية فرنسا عن نيتها الاستثمار وتمويل مشاريع من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، في المناطق الصحراء يعد خطوة استفزازية وتصعيداً خطيراً للموقف الفرنسي العدائي تجاه الشعب الصحراوي وقضيته العادلة”، حسب تعبيرها.
وأورد البيان الذي اطلعت “العمق” على نسخة منه، أكدت الجبهة أن الدعم الفرنسي للمغرب يؤكد “من جديد على أن فرنسا مصرة على أن تكون المتآمر والشريك المباشر في الجرائم التي يرتكبها المغرب، بما ذلك من الخرق السافر لحقوق الإنسان ونهب الثروات الطبيعية الصحراوية وسياسة الأرض المحروقة”، حسب ما جاء في نص البيان.
ودعت جبهة البوليساريو، فرنسا إلى ضرورة احترام الوضع الدولي للصحراء، وإلى أن تكون مساهماً بناءً في البحث عن الحل السلمي والعادل والدائم للقضية.
جدير بالذكر أن وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، جدد قبل أسابيع، دعم بلاده “الواضح والمستمر” لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لحل النزاع حول الصحراء المغربية.
وقال سيجورنيه، في ندوة صحفية عقدها رفقة ناصر بورطة على هامش زيارته للمغرب: “بإمكان المغرب أن يعول على الدعم الواضح والمستمر لفرنسا لخطته للحكم الذاتي، سبق أن قلنا ذلك وسأكرره اليوم ربما بقوة أكبر، لقد حان الوقت للتقدم، سأسهر على ذلك شخصيا”.
وأكد المتحدث ذاته أن “الصحراء رهان وجودي بالنسبة للمغرب وفرنسا تعرف ذلك، وهناك مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب منذ سنة 2007، والمغرب يجب أن يعتمد على دعم فرنسا الواضح والدائم لهذا المخطط وموقفنا البحث عن حل سياسي ومستدام وفق مقررات مجلس الأمن”.
وأشار سيجورنييه أن “فرنسا كانت أول دولة بادرت لدعم خطة الحكم الذاتي التي قدمها الملك محمد السادس سنة 2007″، مضيفا أن “الأوان حان للتقدم في هذا الملف انطلاقا من حل واقعي ومستدام ومقبول و يتوافق مع قرارات مجلس الأمن”، داعيا “الأطراف الأخرى التي لها علاقة بالملف بالعودة للموائد المستديرة للمضي قدما في هذا الملف”.ذ
هذا، وشدد المسؤول الفرنسي على أن بلاده فرنسا تريد مواكبة التنمية في المنطقة دعما للجهود المغربية في هذا الصدد، مضيفا: “”نعرف إنه رهان وجودي بالنسبة للمغرب”، مشيرا إلى “اقتراح باريس إقامة شراكة للثلاثين عاما المقبلة مع المغرب”.
المصدر: العمق المغربي