اخبار السودان

توقعات بكساد محصول الذرة في القضارف عن الموسم القادم

عزا خبير زراعي كساد محصول الذرة لتوقف مصانع الإنتاج الحيواني في الخرطوم جراء الحرب حيث كانت تستهلك كميات كبيرة من الذرة بجانب الإشكاليات في مجال الصادرات؛ بسبب صعوبات الترحيل وزيادة أسعار الوقود

الخرطوم: التغيير

حذر مزارعو القضارف من العواقب الوخيمة لكساد محصول الذرة خلال الموسم الحالي معربين عن مخاوفهم من تأثيره في الموسم القادم؛ مما يمكن أن يؤدي إلى اتساع رقعة المجاعة.

وقال الخبير الزراعي وعضو اللجنة العليا لمياه القضارف، عادل عركي، إن كميات الذرة المتوفرة لدى المزارعين خلال الفترة الحالية تبلغ 5 ملايين جوال، حيث لم يتمكن المزارعون من بيعها بسبب الكساد وانخفاض الطلب.

وعزا الخبير،كساد محصول الذرة لتوقف مصانع الإنتاج الحيواني في الخرطوم جراء الحرب حيث كانت تستهلك كميات كبيرة من الذرة بجانب الإشكاليات في مجال الصادرات؛ بسبب صعوبات الترحيل وزيادة أسعار الوقود، وقال إن كساد المحاصيل، وسيؤدي إلى عدم توفر السيولة للتحضير، وسيضر بالموسم القادم؛ مما يؤدي إلى مزيد من التعقيدات.

وأشار نقلاً عن (راديو دبنقا)، إلى توقف الإنتاج الحيواني خاصة الدواجن وتسمين الأبقار؛ بسبب الحرب في الخرطوم مبيناً أن الإنتاج الحيواني يسهم بتوفير الأمن الغذائي.

ودعا المنظمات العاملة في المجال الإنساني لتخصيص ميزانية لشراء الذرة من المزارعين بالقضارف وتوزيعه كمساعدات للمحتاجين.

ولفت إلى أنها بذلك توفر الأمن الغذائي للمحتاجين، وتساهم في ضمان لحاق المزارعين بالموسم المقبل، وحذر من أن يؤدي ذلك لزيادة رقعة المجاعة.

وحول الموسم الماضي، وصف المزارع عادل عركي، الموسم الزراعي السابق بأنه ناجح، وإن الإنتاج الزراعي كان وفيراً، رغم عقبات التمويل وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج.

وقال إن إنتاج الذرة خلال الموسم الماضي بلغ 8 ملايين و272 ألف جوال بزيادة قدرها نحو مليوني جوال عن موسم 2022. فيما بلغت إنتاجية السمسم 3 ملايين و960 ألف قنطار بزيادة قدرها نحو مليون ونصف عن موسم 2022. وقال إن السبب الرئيسي لنجاح الموسم هو ارتفاع مستوى هطول الأمطار واستمرارها لفترة طويلة حتى أكتوبر الماضي.

وقال إن الرقعة الزراعية في ولاية القضارف تبلغ 8 ملايين و500 ألف فدان، والمساحة المزروعة 7 ملايين و701 ألف و91 فداناً، بينما بلغت المساحة المنتجة أكثر من 5.5 مليون فدان بما يقل عن سعة المساحة المزروعة بمليوني فدان، وأرجع تقلص المساحة المزروعة إلى تدني الأمطار في المناطق الشمالية؛ مما أدى إلى فشل الزراعة بتلك المناطق.

وأكد أن المساحة المزروعة بالذرة بلغت 5 ملايين 708 آلاف و500 فدان، بينما بلغت المساحة المنتجة 3 ملايين و858 ألف فدان، مشيراً إلى أن تقلص المساحة المنتجة؛ بسبب خروج المنطقة الشمالية المتخصصة في الذرة من دائرة الإنتاج شح الأمطار.

وأكد عادل عركي إن إنتاجية الفدان بلغت 3.8 جوال وذرة، 4.6 قنطار سمسم مما يؤكد نجاح الموسم الزراعي، على الرغم من العقبات.

نقص التمويل

وأشار إلى تقلص التمويل الزراعي خلال العام الماضي عن الموسم الذي سبقه ب 4.4 تريليون جنيه حيث بلغ 41.4 تريليون ونبه إلى الارتفاع الكبير في معدلات سعر الصرف؛ مما يشير إلى الضعف الشديد في التمويل. وعزا تقلص المساحات المنتجة إلى مشكلة التمويل حيث لم يحصل أغلبية المزارعين لم يحصلوا على التمويل الكافي في الوقت المناسب مشيراً إلى إحجام البنك الزراعي عن التمويل ودخول بنك النيل بدلاً عنه.

وقال إن عدد المستفيدين من التمويل خلال الموسم الماضي بلغ 6,695 مزارعاً بما يقل عن الموسم الذي سبقه بنحو 3500 مزرع.

وأشار أيضاً إلى ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج مثل الوقود حيث ارتفاع سعر برميل الجازولين إلى 140 ألف جنيه بدلاً عن 70 ألفاً، وارتفع سعر السماد من 7 آلاف إلى 40 ألفاً، كما تعسر عدد كبير من المزارعين في تسديد القروض السابقة مبيناً أن البنك لاحقهم وزج ببعض المزارعين في السجون.

من جانبه كشف المدير العام لوزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية، عمر محمد أحمد البشير،  عن الخطة التأشيرية للموسم الزراعي المطري بولاية القضارف (2024 _2025) والتي تستهدف زراعة (7.5) مليون فدان بالمحاصيل الزراعية المختلفة.

وأشار مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية القضارف خلال في خيمة الصحفيين الأسبوع الماضي حول تحديات الموسم الزراعي والتمويل التركيز على زيادة مساحات محصول الذرة إلى خمسة ملايين فدان، و(750) ألف فدان للدخن، و(1.2) مليون فدان للسمسم، بجانب مساحة (300) ألف فدانا فول سوداني، و(100) ألف قطن مطري، ومساحة (56) ألف فدانا فول الصويا، ومائة ألف فدان بالمحاصيل الأخرى.

وأعلن مدير القطاع الشرقي للبنك الزراعي عن الدخول للموسم الزراعي الجديد من خلال تمويل مساحات (3.5) مليون فدان بالجازولين وتوفير السماد والمبيدات مشيرا للإجراءات المتواصلة الآن في وضع السياسات التمويلية الجديدة، والتي لا تختلف كثيرا عن العام الماضي في ظل الظروف الراهنة بالبلاد.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *