تفاصيل استعانة الاحتلال بفتح لإدخال المساعدات لغزة ومحاصرة حماس وطن
وطن كشفت صحيفة “israelhayom” العبرية أن مجلس الحرب الإسرائيلي صادق في الأسابيع الأخيرة على قرار الاستعانة برجال أمن من سكان غزة المتعاونين مع حركة فتح، لتأمين إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع؛ ومنع حركة المقاومة الفلسطينية حماس من الوصول إليها.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل نسقت هذه الخطوة مع المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية رئيس المخابرات العامة ماجد فرج.
ووفقاً لمصادر أمنية إسرائيلية، فإن الأفراد المراد تعيينهم سيكونون مسلحين بالهراوات فقط وليس بأسلحة نارية. ومع ذلك، تشير التقارير الواردة من غزة إلى أن بعضهم قُتل على يد عناصر حماس خلال عملية تسللهم ألأخيرة، تقول الصحيفة.
وفي الأسابيع الأخيرة، وافق مجلس الحرب الإسرائيلي على الاستعانة بسكان غزة المنتمين إلى حركة فتح بالسلطة الفلسطينية، لتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع ومنع حصول حماس على أي منها.
وتشمل هذه الخطوة أفراد أمن في غزة مرتبطين بفتح وكذلك جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
ماجد فرج رجل السلطة
وقامت إسرائيل بتنسيق هذا الجهد مع المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية.
ويوم الأحد الماضي، قامت هذه العناصر التابعة لفتح، بتأمين دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى مدينة غزة. ووفقا لمصادر أمنية إسرائيلية، كان الأفراد مسلحين بالهراوات فقط وليس بأسلحة نارية.
ومع ذلك، تشير التقارير الواردة من غزة إلى أن بعضهم قُتل على يد أعضاء حماس خلال العملية، كما تقول الصحيفة. وقبل ثلاثة أسابيع، أفاد الصحفي “سليمان مسودة” أنه في مناقشات مغلقة، تم اقتراح اسم فرج من قبل وزير الدفاع يوآف غالانت كشخص يمكن تعيينه مؤقتًا للإشراف على الحياة المدنية لسكان غزة وتأمين توصيل المساعدات الإنسانية.
ويعتبر ماجد فرج حليفا وثيقا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
لا حماس ولا فتح
ويبدو أن التعاون مع فتح يتعارض مع تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي قال مراراً وتكراراً إنه في أعقاب الصراع الحالي في غزة، لن تكون هناك “حماستان” ولا “فتحستان” تحكم المنطقة، وفق زعمه في إشارة إلى حماس وفتح.
وقد رفض نتنياهو ظاهرياً أي دخول للسلطة الفلسطينية إلى غزة بعد انتهاء الأعمال العدائية. ولكن خلافاً لموقفه العلني، وافق مجلس الوزراء الحربي على تجنيد عناصر فتح في غزة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية.
ولكن حقيقة أن حماس تمكنت من قتل بعض أفراد فتح الذين تم جلبهم لتأمين المساعدات تؤكد ادعاء نتنياهو ـ أنه ما دامت حماس محتفظة بالسيطرة، فلن يكون من الممكن نقل سلطة الحكم في غزة إلى أي جماعة أخرى.
وقال مسؤول أمني لصحيفة “israelhayom” إن “نتنياهو يعارض دخول فتح لغزة في اليوم التالي للحرب، ولكن الآن الوضع مختلف عندما يكون الجيش الإسرائيلي داخل القطاع، فمن الأفضل وضع عناصر محلية في المقدمةكبش فداء لتأمين القوافل.
يفضله الاحتلال على دحلان.. “الصندوق الأسود” لماجد فرج الساعي لدخول غزة على ظهر دبابة إسرائيلية
ومما زاد من التناقضات أن وزير دفاع الاحتلال غالانت أخبر مجلس الوزراء الحربي الموسع مؤخراً بضرورة تعزيز حكم العناصر الفلسطينية المحلية في غزة، “حتى لو كانوا يتطلعون نحو رام الله من وقت لآخر” مما يشير إلى أن الحكم ـ من وجهة نظر إسرائيلية ـ من قبل الجماعات المتحالفة مع فتح سيكون مقبولاً.
وترفض إسرائيل فتح معابر بضائع إضافية إلى غزة، من بين مناطق أخرى في شمال قطاع غزة.
ومنذ منتصف شهر مارس/آذار، سمحت بدخول عدد صغير من الشاحنات إلى شمال غزة عبر “البوابة 96″، ولكن هناك حاجة إلى حركة مستمرة للمساعدات وعلى نطاق أوسع بكثير للبدء في معالجة مشكلة الجوع في المنطقة.
وتمنع إسرائيل بشكل منهجي مرور وفود المساعدات إلى المناطق الواقعة شمال غزة، حيث يقيم نحو 300 ألف مواطن يعانون من مجاعة وصفت بحسب المنظمات الإنسانية بأنها كارثية.