فلاحون بطاطا يطلبون رفع الحظر عن زراعة البطيخ ويشتكون تأثير الرياح
في الوقت الذي شكلت فيه التساقطات الأخيرة “بشرى” للفلاحين في مناطق متفرقة من المملكة، عانت مزروعات نظرائهم في الجنوب الشرقي، تحديدا بمدينة طاطا، من رياح شديدة ضاعفت من زحف الكثبان الرملية، ما أدى إلى إتلاف نسبة من محاصيلهم.
ويراقب فلاحو منطقة طاطا كنظرائهم في الجنوب الشرقي استمرار حظر السلطات زراعة البطيخ، الذي يعتبرونه “الفاكهة الوحيدة المناسبة في هاته الظروف الجوية، حيث تستطيع الصمود في وجه الرياح، والنمو بسرعة”.
ولم تحصل بعض مناطق الجنوب الشرقي على حصصها من خيرات السماء الأخيرة، على غرار زاكورة وطاطا، وغيرها من المناطق التي تعاني من الجفاف وكانت تعرف أساسا بزراعة البطيخ، وهي فاكهة تستهلك، وفق السلطات “الكثير من المياه”.
لكن مع صعوبة صمود زراعات مثل الطماطم والبصل أمام الرياح وزحف الكثبان الرملية، وجد الفلاحون أنفسهم مدفوعين لمطالبة السلطات بالتراجع عن قرار حظر زراعة البطيخ.
تأثير التساقطات الأخيرة
مساعف الحسن، عضو في الجمعية الفلاحية لفلاحي وفلاحات منطقة طاطا، قال إن “التساقطات الأخيرة التي همت العديد من مناطق المملكة، خاصة في الشمال، عادت علينا برياح شديدة وكثبان رملية ضاعفت من مشاكلنا”.
وأضاف مساعف، ضمن تصريح لهسبريس، أن مياه التساقطات الأخيرة التي تم تخزينها في سد المنصور الذهبي، لن تصل إلى فلاحي طاطا إلا بعد مرور فترة 3 أشهر، وأن “المخزون الذي نستفيد منه حاليا يتألف من التساقطات الأخيرة التي هطلت بعد فترة زلزال الحوز”.
واعتبر المتحدث أن قرار السلطات الإبقاء على منع زراعة البطيخ في المنطقة، “غير صائب، ونطالب بالتراجع عنه في أقرب وقت”، موضحا أن “الرياح وزحف الرمال الذي تصاعد مع التساقطات الأخيرة، أمر يبرز أن زراعة البصل والطماطم لا تتناسب مع هاته الوضعية، وأن البطيخ هو الزراعة المناسبة”.
ورغم أن الخسائر الناجمة عن الرياح وزحف الرمال لم تكن كبيرة، وفق العضو في الجمعية الفلاحية لفلاحي وفلاحات منطقة طاطا، إلا أنه دعا إلى “ضرورة استحضار استراتيجية جديدة من لدن السلطات في مواجهة هاته الظاهرة التي تؤثر كثيرا على المحصول”.
عودة البطيخ مطلب الفلاحين بطاطا
وحول ما إن كان مطلب رفع الحظر يتعارض والوضعية المائية المتأزمة التي تعرفها الفرشة المائية بالمغرب، قال محمد بوليلة، فلاح بمنطقة طاطا، إن “الفرشة المائية بطاطا تشكل نسبة 80 بالمائة، ولا تعاني من مشكل كبير. كما أن زراعة البصل والبطاطا، وفق حقيقة ميدانية، أكثر استهلاكا للمياه من البطيخ”.
وأضاف بوليلة، في تصريح لهسبريس، أن ضيعته توجد فيما وصفه بـ”الطريق السيار للرياح”، التي تتشكل فور تساقط الأمطار في مناطق أخرى من المملكة المغربية، وتأتي بعوائد سلبية على المحصول، وتزيد من تأثير الرمال في إتلاف الغلة، موضحا أن “هذا السيناريو هو ما حدث بالضبط مؤخرا”.
وبين المتحدث أن الخسائر التي يكلفها هذا الأمر، رغم أنها ليست بالحجم الكبير، تلقي الضوء على “عدم صواب قرار منع زراعة البطيخ بالمنطقة”.
وشدد بوليلة على أن “قرار الحظر لم ينصف الفلاح في الجنوب الشرقي، ولم يأخذ بعين الاعتبار أن زراعة البطيخ هي المحرك الأساسي لمصدر عيش الفلاحين بالمنطقة”، مؤكدا أن البطيخ هو الزراعة الأساس في المنطقة، ومن الصعب تعويضها.
وزاد أن “زراعة البطاطس والطماطم والبصل تستهلك خمس مرات ضعف ما يستهلكه البطيخ، كما أن هكتارا واحدا من الطماطم يتطلب عشرة آلاف جذر، في وقت يتطلب الهكتار الواحد من البطيخ ثلاثة آلاف”.
المصدر: هسبريس