اخبار السودان

«التغيير» تحاور نازحة فقدت إبن خالها وأصيب أقاربها في حرب السودان

 تمتلي دفاتر مراكز إيواء الفارين من حرب السودان بالعديد من قصص الموت والمآسي الحزينة التي عايشها النازحون في مناطق الحرب، (التغيير) جلست إلى إحدى النازحات القادمات من جحيم خرطوم والتي كشفت عن فقدانها لابن خالها بقذيفة مباشرة وإصابة 3 من أقاربها بإصابات متفاوتة لتغادر مدينة أم درمان إلى دار إيواء بالولاية الشمالية حيث تصف وضعها في الدار وتحكي عن المشكلات التي تواجهها رفقة النازحين.

الولاية الشمالية: التغيير

من أين قدمت إلى الولاية الشمالية؟

كنت أقيم في مدينة أم درمان بمنطقة الجخيس.

متى قررتي مغادرة أم درمان؟

في البدء كانت الأوضاع لا بأس بها والمنطقة تحت سيطرة الجيش السوداني غير ان عناصر من القوات المسلحة كانت تتردد على بائعة خمور بلدية تسكن بالقرب منا وتحدث مشاجرات وإطلاق نار عشوائي تسبب لنا في ذعر كبير مع أجواء الحرب كما أن هنالك طائرة تم اسقاطها بالقرب منا فقررنا النزوح.

هل فقدت أحد أقاربك في هذه الحرب؟

نعم توفي ابن خالي وهو بعمر 18 عاما وهو كان قد انضم للمستنفَرين وتعرض لاصابة مباشرة بقذيفة، كما ان لي ابن خال آخر أصيب أيضا في رجله وتعرضت لكسر، بالإضافة الى عمي واخي اللذين أصيبا أيضا بطيران الجيش.

كيف جمعتم مبلغ السفر من الخرطوم؟

للأسف اضطررنا لبيع أسرّة المنزل لنتمكن من جمع مبلغ التذاكر، سافرت رفقة زوجي وأطفالي الـ 6 مقابل 50 دولار للشخص الواحد، وخفضوا لنا المبلغ بعد أن أجلسنا الأطفال على أرجلنا ووصلنا إلى مناطق جنوب الولاية الشمالية وأقمنا بها لفترة قبل ان نستقر في مدينة دنقلا.

ماذا كنتم تاكلون في الأيام الأولى للحرب؟

كنا نتناول الأرز والعدس نسبة لتوفرهما في رمضان حيث كان لدينا مواد استهلاكية منحت لزوجي بحكم عمله كموظف في إحدى الوزارات.

ما هو موقف الأسواق وقتذاك؟

كانت الأسواق تعمل في البداية ولكن لاحقا تسبب جنود الجيش في مشاكل باطلاقهم للرصاص العشوائي كما ذكرت لك في السوق وفي بعض المناطق ثم انتشرت العصابات التي تحمل الأسلحة البيضاء (السواطير) في ظل غياب الشرطة ما أدى إلى إغلاق الاسواق وبعد ذلك لم نعد نستطيع الحصول على الخضروات واللحوم والخبز .

كيف هو الوضع الان في دار الايواء  بالشمالية؟

حاليا في شهر رمضان لا توجد أدنى مشكلة فيما يخص الغذاء لكن نحتاج للاطباء من مختلف التخصصات لا سيما العيادات النفسية، كما أنني متخوفة من توقف الغذاء بعد انتهاء شهر رمضان وغير متفائلة باستمرار تقديم المساعدات من المنظمات الإنسانية والمجتمع المدني والخيرين.

ماذا عن انسياب بقية الخدمات في مركز الإيواء؟

في هذه المدرسة الجميع من يعاني من شح الماء، سابقا وقبل شهر رمضان كانت المياه متوفرة والآن شبه منعدمة ولا تتوفر إلا في أوقات متأخرة من الليل.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *