اخبار السودان

نتنياهو يقر بأن غارة إسرائيلية “غير مقصودة” قتلت سبعة من موظفي مؤسسة “المطبخ المركزي العالمي” الخيرية

نتنياهو يقر بأن غارة إسرائيلية “غير مقصودة” قتلت سبعة من موظفي مؤسسة “المطبخ المركزي العالمي” الخيرية

صدر الصورة، Getty Images

اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن غارة إسرائيلية “غير مقصودة” قتلت “أبرياء” في غزة، وذلك بعد مقتل سبعة أشخاص يعملون في مؤسسة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية للمساعدات الغذائية.

وقال في رسالة مسجلة بالفيديو: “للأسف، خلال الـ 24 ساعة الماضية، كانت هناك حالة مأساوية إذ ضربت قواتنا الأبرياء دون قصد في قطاع غزة”.

وأضاف: “يحدث ذلك في الحرب، ونحن نتحقق من ذلك حتى النهاية، ونحن على اتصال مع الحكومات، وسنفعل كل شيء حتى لا يحدث هذا الشيء مرة أخرى”.

وطالب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، بإجراء تحقيق “سريع ومحايد” في مقتل عاملي الإغاثة، وقال خلال مؤتمر صحفي في باريس “تحدثنا مباشرة إلى السلطات الإسرائيلية (…) لقد طالبناهم بإجراء تحقيق سريع ومحايد لنفهم ما حصل بالضبط”.

وقررت مؤسسة “وورلد سنترال كيتشن” المطبخ المركزي العالمي الخيرية للأغذية، تعليق عملياتها في غزة بعد مقتل سبعة من موظفيها في غارة جوية إسرائيلية.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

وقالت المؤسسة الخيرية إن القتلى كانوا ضمن قافلة مساعدات كانت تغادر أحد المستودعات وسط غزة.

وقال جيش الدفاع الإسرائيلي إنه يجري “مراجعة شاملة” للحادث.

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

كما ألقى المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في غزة باللوم على إسرائيل.

وتعد المؤسسة الخيرية واحدة من الموردين الرئيسيين للمساعدات التي يحتاجها قطاع غزة بشدة.

وقالت إنها “ستتخذ قرارات بشأن مستقبل عملها قريبا”.

وقد أسس تلك المنظمة الخيرية الشيف الإسباني الأمريكي الشهير خوسيه أندريس وزوجته باتريشيا في عام 2020 بعد الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي.

وتشارك المؤسسة في إطعام المجتمعات المتضررة من النزاع.

وقالت “كوجات”، هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق توصيل المساعدات إلى غزة، إن المؤسسة الخيرية مسؤولة عن 60 في المئة من المساعدات غير الحكومية التي تدخل إلى القطاع.

وقالت المؤسسة في بيان صدر مؤخرا إنها قدمت أكثر من 42 مليون وجبة لسكان غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول، وأنها مستعدة لتقديم أكثر من مليون وجبة أخرى.

وقد تصدرت المؤسسة الخيرية عناوين الأخبار مؤخرًا لتقديمها مئات الأطنان من المواد الغذائية لسكان غزة التي نقلت على متن سفينة الإسعافات الأولية في شهر مارس/آذار.

وبدأت وكالات الإغاثة في توصيل المساعدات عن طريق البحر من أجل زيادة الكمية التي تصل إلى المنطقة، التي تقول الأمم المتحدة إنها على شفا المجاعة.

إحدى السيارات التي دمرتها الغارة

صدر الصورة، EPA

ماذا حدث؟

وتقول المؤسسة الخيرية إن قافلة المساعدات تعرضت للقصف خلال مغادرتها مستودع دير البلح “حيث كان الفريق يفرغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التي جلبت إلى غزة عبر الطريق البحري”.

وكانت القافلة مكونة من ثلاث مركبات، من بينها اثنتان مدرعتان. وعلمت بي بي سي أن الثلاث مركبات أصيبت في الغارة.

وقالت المؤسسة إنها نسقت تحركات القافلة مع الجيش الإسرائيلي عندما تعرضت للقصف.

وقال مصدر طبي فلسطيني لبي بي سي إن الموظفين كانوا يرتدون سترات واقية من الرصاص تحمل شعار المؤسسة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها انتشلت جميع الجثث السبعة من مكان الحادث بعد “عملية صعبة استمرت عدة ساعات”.

وأضافت المجموعة الإنسانية أن الجثث نقلت إلى مستشفى أبو يوسف النجار جنوب غزة تمهيدا لإجلائها عبر معبر رفح الحدودي إلى مصر.

والموظفون الذين قتلوا ينتمون إلى جنسيات أسترالية، وبولندية، وبريطانية، وفلسطينية، وأمريكية كندية.

وقالت إيرين جور، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الخيرية، في بيان: “أشعر بالحزن والفزع لأننا فقدنا أرواحًا جميلة اليوم بسبب هجوم مستهدف شنه الجيش الإسرائيلي”.

وأضافت أن “الحب الذي كان لديهم لإطعام الناس، والتصميم الذي جسدوه لإظهار أن الإنسانية تسمو فوق كل شيء، والأثر الذي أحدثوه في حياة عدد لا يحصى من الناس، سوف نتذكره ونعتز به إلى الأبد”.

نقل عمال الإغاثة القتلى إلى أحد مستشفيات غزة

صدر الصورة، Reuters

ماذا قالت إسرائيل؟

وعد الجيش الإسرائيلي بإجراء تحقيق في أعقاب الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل سبعة من موظفي الإغاثة في غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن التحقيق ستجريه هيئة مستقلة.

وكان من بين السبعة موظفون يعملون في منظمة الغذاء العالمية الخيرية، المعروفة باسم المطبخ المركزي العالمي وينتمون إلى أستراليا وبريطانيا وبولندا، ومواطن أمريكيكندي وفلسطينيون.

وقال رئيس المؤسسة الخيرية، إيرين جور، إن “قلبه ينفطر ويشعر بالفزع” لأنه فقد أرواحا جميلة بسبب ما وصفه بـ”هجوم مستهدف من الجيش الإسرائيلي”.

وأضاف: “سنبدأ تحقيقا في الحادث الخطير بشكل أكبر. وهذا سيساعدنا على تقليل مخاطر وقوع مثل هذا الحدث مرة أخرى”.

وتابع: “سيتم التحقيق في الحادث من خلال تقصي الحقائق وتقييمها، وتجريه هيئة مستقلة ومهنية وخبيرة”.

وقال: “سوف نصل إلى جوهر ما حدث وسوف نشارك النتائج التي توصلنا إليها بشفافية”.

وأعرب الأدميرال هاغاري عن أسف الجيش الإسرائيلي قائلا: “تحدثت للتو مع مؤسس الجمعية الشيف خوسيه أندريس، وأعربت عن أعمق تعازي الجيش الإسرائيلي للعائلات وأسرة المطبخ المركزي العالمي بأكملها. كما نعرب عن حزننا الصادق للدول الحليفة لنا التي فعلت وما زالت تفعل الكثير لمساعدة المحتاجين”.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن حادثة قصف فريق “المطبخ المركزي العالمي” هي الأسوأ بالنسبة إلى إسرائيل على المستوى الدولي. وقالت إن نشاط المطبخ العالمي قرب دير البلح كان يتم بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.

جثث بعض الضحايا

صدر الصورة، EPA

ردود فعل دولية

بريطانيا

دعا وزير الخارجية البريطاني، لورد كاميرون، إسرائيل إلى تقديم “تفسير كامل وشفاف” بعد الغارة الجوية التي أدت إلى مقتل سبعة من موظفي الإغاثة، الذين كان من بينهم مواطن بريطاني.

وقال: “إن أنباء الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل موظفي الإغاثة في المطبخ العالمي المركزي في غزة أمر محزن للغاية”.

وأضاف: “وردت أنباء عن مقتل مواطنين بريطانيين، ونحن نعمل بشكل عاجل للتحقق من هذه المعلومات وسنقدم الدعم الكامل لأسرهم”.

وتابع: “هؤلاء هم الأشخاص الذين كانوا يعملون على توصيل المساعدات المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها”.

وقال: “من الضروري أن يتمتع العاملون في المجال الإنساني بالحماية وأن يكونوا قادرين على أداء عملهم”.

وأضاف: “وطالبنا إسرائيل بالتحقيق الفوري وتقديم تفسير كامل وشفاف لما حدث”.

البيت الأبيض

وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، على منصة إكس: “نشعر بالحزن والانزعاج العميق بسبب الضربة التي أدت إلى مقتل موظفي الإغاثة في المؤسسة الخيرية في غزة”.

وأضافت: “يجب حماية موظفي الإغاثة الإنسانية أثناء قيامهم بتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، ونحث إسرائيل على التحقيق بسرعة فيما حدث”.

أستراليا

وأكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أن موظفة الإغاثة لالزاومي “زومي” فرانككوم كانت من بين القتلى وقدم تعازيه لعائلتها وأصدقائها.

وقال في بيان: “كانت تتطوع في الخارج لتقديم المساعدة من خلال هذه المؤسسة الخيرية للأشخاص الذين يعانون من حرمان هائل في غزة. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق”.

وقال إن أستراليا تتوقع “المساءلة الكاملة”، مضيفا أنها “مأساة لم يكن ينبغي أن تحدث أبدا”.

ويُدعى الفلسطيني الذي قُتل في الغارة باسم سيف أبو طه، وهو سائق إحدى السيارات في القافلة التي تعرضت للقصف.

أسبانيا

طالب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إسرائيل بـ”التوضيح في أسرع وقت ممكن” بشأن الغارة التي أسفرت عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة الذين كانوا يفرغون المواد الغذائية التي هم في أمس الحاجة إليها في غزة.

وقال سانشيز أثناء زيارة لمخيم جبل الحسين للاجئين الفلسطينيين في الأردن المجاور: “لقد ماتوا أثناء قيامهم بما كانت تفعله هذه المنظمة غير الحكومية منذ سنوات، وهو إطعام الناس وسط الكثير من الدمار”.

وأضاف “أتوقع وأطالب الحكومة الإسرائيلية بتوضيح ملابسات هذا الهجوم الوحشي الذي أودى بحياة سبعة من عمال الإغاثة الذين لم يفعلوا شيئا سوى المساعدة في أسرع وقت ممكن”.

قبرص

كما دعا الرئيس القبرصي إلى إجراء تحقيق فوري في مقتل موظفي الإغاثة السبعة، قائلا إن جمعية المطبخ المركزي العالمية الخيرية ومقرها الولايات المتحدة كانت “شريكا مهما” في مبادرة إيصال المساعدات إلى القطاع عن طريق البحر.

وقال نيكوس خريستودوليدس بعد اجتماع مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا: “نحن بحاجة إلى مضاعفة الجهود لتوصيل المساعدات إلى غزة”.

بولندا

وطلبت بولندا من إسرائيل تفسيرا عاجلا للتقارير التي تفيد بأن بولنديا كان من بين موظفي الإغاثة الذين قتلوا في الغارة الإسرائيلية.

وكتب وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: “طلبت شخصيا من السفير الإسرائيلي، ياكوف ليفني، تفسيرا عاجلا. وأكد لي أن بولندا ستتلقى قريبا نتائج التحقيق في هذه المأساة”.

وأضاف: “أشارك في إرسال التعازي إلى عائلة متطوعنا الشجاع وجميع الضحايا المدنيين في قطاع غزة”.

وفي وقت لاحق، قال الرئيس أندريه دودا إنه يجب تفسير ما حدث والوفيات.

وكتب الرئيس دودا على منصة إكس: “علمت بألم عميق بوفاة متطوعين من منظمة المطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة، ومن بينهم مواطن بولندي. مشاعري مع أحبائهم”.

وأضاف: “هؤلاء الأشخاص الشجعان غيروا العالم إلى الأفضل بخدمتهم وتفانيهم من أجل الآخرين. هذه المأساة ما كان ينبغي أن تحدث أبدا ويجب تفسيرها”.

وقال عمدة برزيميل، الواقعة جنوب شرق بولندا، إن موظف الإغاثة البولندي الذي توفي هو داميان سوبول، وهو من المدينة القريبة من الحدود مع أوكرانيا.

إحدى السيارات التي دمرت

صدر الصورة، Reuters

وقد قُتل أكثر من 196 من موظفي الإغاثة في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لسجلات بيانات أمنية لموظفي الإغاثة التي تمولها الولايات المتحدة، وتسجل حوادث العنف الكبرى ضد موظفي الإغاثة.

وتعرض جزء كبير من قطاع غزة للدمار خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بعد أن هاجم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

ولا يزال حوالي 130 من الرهائن في الأسر، ويُفترض أن 34 منهم على الأقل في عداد الموتى.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 32845 شخصا قتلوا في غزة منذ ذلك الحين.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *