الهبوط إلى مصر أم الصعود اليها؟!! السودانية , اخبار السودان
عيسى ابراهيم
السودان يقع صعيد مصر التي تشكل سافلا [منخفضا] جغرافيا له..لذا جاء في الننزيل: “اهبطوا مصر بفومها وعدسها وقثائها….” هذا من ناحية ولكنها الآن لاستقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي تعتبر تحديا ماثلا امام تدهور السودان في تلك المجالات الحيوية التي استطاعت مصر تحقيق قفزات متسارعة ومتقدمة ومتصاعدة ومؤمنة بعكس ما عليه نحن في السودان منذ فجر الاستقلال والى يومنا هذا بين أنظمة ديمقراطية سريعة الذوبان عسكريا وأنظمة عسكرية منفردة وأنظمة حزبسكرية مدمجة شكلت خارطة السياسة في السودان وعطلت نموه السياقتصاجتماعي!!.
** مصر منذ ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ والى الان يحكمها نظام سياسي واحد ما عدا فترة حكم مرسي الاسلاموية التي لم تعمر طويلا..وتعدد رؤساؤها بين فترة محمد نجيب ثم عبد الناصر ثم السادات فحسني مبارك ثم السيسي إلى الآن!!
** اذا اتجهنا إلى إجراء مقارنة بين الدولتين لبرزت المجهودات المصرية أعظم شأنا.. فتعداد سكان مصر ثلاثة أضعاف سكان السودان [40 مليون في السودان مقابل 120 مليونا في مصر] يعيشون في مساحة تقل عن نصف مساحة السودان حتى بعد انفصال الجنوب..موارد السودان غير المستغلة أضعاف ما تملكه مصر من موارد..السودانيون يلجأون إلى مصر للعلاج والتعليم والفرار من رهق المعيشة في السودان وشظف عيشه..
** السودانيون يهاجرون من السودان ولعلهم يهجرونه بكثرة (هل هو هروب؟!)..هم الآن في ألمانيا وبريطانيا وامريكا وفرنسا ويقال إن مصر بها أكثر من خمسة ملايين سوداني يقيمون فيها!!..
** من المؤكد ان هناك ميزات لمصر لا تغيب عن عين المراقب مثل موقعها المميز على شاطئين لبحرين مهمين يتوسطان العالم هما الأحمر والأبيض المتوسط يتوسطان صرة العالم اتاح لها عددا مقدرا من المواني المهمة كما ان قناة السويس بموقعها الاستراتيجي المميز عالميا له حضوره المعين ولكن كل ذلك لا يشكل العنصر المعين على تقدمها الذي ذكرناه فالجهد مقدر ومعجز!!..
** يبدو لي احيانا ان الكثيرين منا نحن السودانيين نفأخر مصر بأننا بلد ديمقراطي رغم ضالة الفترات الديمقراطية التي تمنعنا بها مقارنة بالأنظمة العسكرية التي حكمتنا طوال
68 عاما منذ الاستقلال حيث حكمنا العسكر ما يقرب من 84% من ازمان الحكم الوطني في السودان..ثم هل كانت احزابنا (التي هي بلا مذهبية ولا برامج) وديمقراطياتنا
مبرأة من العيوب اذ أن [الانظمة الديمقراطية تنجح وتزدهر مع ارتفاع وعي ممارسيها وخائضيها وتتدهور وتنتكس مع قلة الوعي وسيطرة الطائفية]!!..
المصدر: صحيفة التغيير