اخبار السودان

البرهان والبجا.. مسلسل الكر والفر بين الحلفاء مستمر

مع اقتراب الحرب في السودان من إنهاء سنتها الأولى في أبريل المقبل، أكد نائب القائد العام للجيش شمس الدين كباشي، أنهم لن يدخلوا أي عملية سياسية قبل غلق الملف العسكري.

ووجه كباشي قادة الجيش بأن تكون عمليات صرف السلاح حصرياً تحت إدارتهم وجمع السلاح الذي لا يقع تحت إشراف القوات المسلحة فوراً.

يشار إلى أنه كان من المفترض أن يشهد شهر رمضان الحالي وقفاً لإطلاق النار بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، إلا أن المساعي باءت بالفشل على الرغم من أن مجلس الأمن أقر مطلع الشهر الحالي (مارس 2024) مشروع قرار يدعو إلى هدنة برمضان، وأيدته 14 دولة ولكن ماذا يحدث؟

مخطط البرهان

كشفت وسائل الإعلام في الأسابيع القليلة الماضية عن تقارير ومعلومات بشأن خطط رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان للتعامل مع مطالب قبائل البجا، والتي تعاني منذ عقود من تهميش سياسي واقتصادي.

حيث أشارت المصادر وقتها إلى أن البرهان يخطط للحصول على دعم الأحزاب والفصائل الإسلامية في مؤتمر البجا، والاتفاق معها ضد القوى المدنية الديمقراطية، إلى جانب اعتقال قيادات بارزة في المؤتمر مثل موسى محمد أحمد من قبيلة الهدندوة، وآمنة ضرار من قبيلة بني عامر لفرض سياساته كما جاء في تسريبات لم يتسنى لنا تأكيد مصداقيتها.

في هذا السياق، نشرت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، صورة ضوئية لوثيقة مسرّبة صادرة عن مجلس السيادة الانتقالي، تنص على تكليف قائد كتيبة البراء بن مالك المصباح أبو زيد باعتقال بعض القادة في مؤتمر البجا.

وبحسب الوثيقة، فإن مجلس السيادة السوداني يكلّف قائد كتيبة “البراء بن مالك” المصباح أبو زيد بالقبض على محمد محمد نور محمد “همداويا” وموسى محمد أحمد والقيام بالإجراءات المناسبة لحفظ الأمن في ولاية البحر الأحمر، حيث يتخذ البرهان من مدينة بورتسودان عاصمة له.

يشار إلى أن الوثيقة المسربة، صادرة بتاريخ 21 مارس الحالي، وموقعة من رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، ولا نعرف ما اذا كانت حقيقية أم مزورة، حيث انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي وثائق مزورة عديدة في الآونة الأخيرة.

وفي سياق متصل، عبر عدد كبير من الصحفيين والمراقبين والحقوقيين عن استنكارهم الشديد لهذا التصرف من قبل مجلس السيادة والطريقة اللا إنسانية التي يتعامل بها البرهان مع مطالب الناس المحقة، وذلك بعد انتشار الوثيقة على مواقع التواصل الاجتماعي.

أزمة البجا

تعيش قبائل البجا في شرق السودان منذ آلاف السنين. ولم تدعم بشكل كاف الثورة الشعبية التي قادت إلى الإطاحة بالبشير في 2019، إلا من بعض المشاركات الشبابية المحدودة، بل استخدم النظام القديم بعض مكونات البجا بقيادة ناظر قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك في النيل من حكومة الثورة الانتقالية بقيادة عبد الله حمدوك، حيث قام أنصاره بتحريض منه بإغلاق ميناء بورتسودان الميناء الرئيسي في البلاد، قبل الانقلاب الذي قام به المكون العسكري ضد المدنيين في 25 اكتوبر 2021، ما عده مراقبون بان الاغلاق كان جزءا من اجراءات الانقلاب.

#تحالف_العسكر_ترك
القارئ الحصيف للراهن السوداني وتحديدا قضية الشرق وتعنت الناظر #تُرك ومحاولته البائسة للي زراع الحكومة لتنفيذ مطالب اولياء نعمته #الكيزان العسكريين في السيادي عن طريق إغلاق الطريق وإغلاق الميناء ماهي إلا إستراتيجية لإشاعة الفوضى بالبلاد لتمديد فترتهم بالسيادي !! pic.twitter.com/a1nQLHl8k1

محمد زاهر أبوشمة (@Aboshma1979) October 6, 2021

ويعتبر “مؤتمر البجا” الذي تأسس بنهاية خمسينيات القرن الماضي أقدم المكونات السياسية لقبائل البجا.

في الوقت الحالي تمثل البجا بأكثر من 7 أحزاب وكتل سياسية. وبطبيعة الحال يشير هذا الانقسام إلى نقطة أساسية وهي ان البجا لا يمثلون قبيلة واحدة متجانسة فكرياً وعرقيا وسياسياً، كما توجد اختلافات ثقافية كبيرة بين مكونات البجا، خصوصاً بين الناطقين بلغة (البداويت) و( التقراييت)، وتتمثل في قبائل الهدندوة التي تتحدث بلغة البداويت وقبائل البني عامر والحباب الناطقة بالتقرايت.

يشار إلى أن مكون صغير من مكونات قبائل البجا يمثلون الهدندوة والبني عامر، حمل السلاح ضد البشير بين 1994 و2006، لينتهي الصراع وقتها بتوقيع اتفاق سلام مع الحكومة في العاصمة الإريترية أسمرا. قبل ان تتذمر قبائل البجا من الاتفاقية، معتبرة أنها “ضعيفة” ولا تلبي طموحات البجا

آخر التطورات

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من تبعات كارثية في ولايتَي الخرطوم والجزيرة، جنبا إلى جنب مع إقليمَي دارفور وكردفان، حال استمر الصراع واستمرت عمليات النزوح في ظل محدودية وصول المساعدات والخدمات إلى المنكوبين.

وأشار المكتب في بيان له إلى أن السودان يأوي أكبر عدد من النازحين داخليا على مستوى العالم، بأعداد تتجاوز 6.5 مليون شخص، فضلا عن 2 مليون سوداني نزحوا إلى الدول المجاورة.

وحذّر البيان من “أزمة جوع كارثية” في السودان ما لم تتوقف الأعمال العدائية فورا، وتدخل المساعدات الإنسانية إلى سكان ولايتَي الخرطوم والجزيرة وإقليمَي دارفور وكردفان.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن إجمالي 4.86 مليون نسمة في السودان، اعتبارا من مارس/آذار 2024، يعانون سوء تغذية حاد، بينهم 3.66 مليون طفل دون سن الخامسة و1.2 مليون امرأة بين حامل ومُرضع.

وأشارت اليونيسيف إلى أن تلك الأعداد تعكس زيادة بنسبة تتجاوز 22 في المئة مقارنة ببداية عام 2023.


المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *