هن.. كوكب الشرق أول نقيب للموسيقيين واحتفظت بالمنصب لسبع دورات متتالية
أول من وضع لبنة نقابة للموسيقيين فى 11 نوفمبر عام 1942 عندما طلبت من أعضاء فرقتها جمع كل الموسيقيين فى مكان واحد أملاً منها فى حل مشاكل الموسيقيين، واحتفظت بمنصب النقيب لسب دورات متتالية، إنها سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم، أهم الأصوات المصرية والعربية في كل الأزمان، فاطمة بنت الشيخ المؤذن إبراهيم السيد البلتاجي، ولدت في محافظة الدقهلية بالخديوية المصرية في 31 ديسمبر 1898م أو رسميًا حسب السجلات المدنية في 4 مايو 1908م.
نشأت فاطمة لأسرة متواضعة في قرية ريفية تسمى طماي الزهايرة، في مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، الخديوية المصرية، كان والدها الشيخ إبراهيم إماماً ومؤذناً لمسجد في القرية، ووالدتها فاطمة المليجي تعمل كربة منزل، تضاربت مصادر تاريخ ميلادها الدقيق، فبعض المصادر تشير إلى أن تاريخ ميلادها يعود لتاريخ 31 ديسمبر 1898م، ومصادر أخرى ترجح أن ميلادها يرجع لتاريخ 4 مايو 1908م وهو المذكور في سجل مواليد المحافظة.
عاشت عائلة ثومة في مسكن صغير مُشيد من طوب طيني، وكان الدخل المادي للأسرة منخفض، حيث إن المصدر الرئيس للدخل هو والدها الذي يعمل كمُنشد في حفلات الزواج للقرية، ومع ذلك لم يكن مجموع دخله من عمله الاصلي كمؤذن وعمله الاضافي كمنشد يتجاوز العشرين قرشا، رغم الحالة المادية الصعبة إلا انها تعلمت بكتّاب القرية، بعد إلحاح منها لكي تتعلم مثل أخيها، وبعد عدة أشهر استيقظت على صوت والدها وهو يهمس لوالدتها بعد صلاة الفجر بأنه لا يستطيع دفع مصاريف كتّاب ام كلثوم، ولا يملك الا قرشًا واحد لأخيها، لكن والدتها ألحت عليه أن يدبر القرش الآخر كي لا ينكسر قلب الفتاة الصغيرة، كان والداها لا يكشفان عن هذا الضيق والفقر إلا بالهمسات بعد صلاة الفجر عندما يكون الطفلان نائمان، كي لا يشعراهما بالفقر والحاجة، هذه الحادثة أثرت بأم كلثوم التي أدركت في وقت مبكر واقع حياتها لكن لم تكن تعرف حينها كيف تساعد والداها الا بأن تدعو لهما.
بعد ان توفي الشيخ عبد العزيز معلم كتّاب القرية اضطرت للانتقال لكتّاب آخر، فكانت تسير كل يوم ثلاث كيلومترات برفقة اخيها خالد وابن زوج اختها وفتى من قرية مجاورة للوصول إلى الكتاب، تعلمت تلاوة القرآن من الكتّاب ومن والدها، وذكرت أنها قد حفظته عن ظهر.
بدأت كوكب الشرق مشوارها الفني في سن الطفولة، فكانت تحفظ العديد من القصائد وتغنيها مع أخوها خالد وبدأت الغناء عندما بلغت العاشرة من عمرها واشتهرت في مصر وفي عموم الوطن العربي، فى عام 1916 تعرّف واالدها على كل من الشيخ زكريا أحمد وأبو العلا محمد اللذين أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة مع ابنته وكانت هذه أول خطوة في طريقها الفني فأحييت ليلة الإسراء والمعراج في قصر عز الدين باشا، وفي عام 1921 عادت إلى القاهرة واستقرت فيها بشكلٍ نهائي وفي عام 1923 غنّت في حفل غنائي جمع كبار القوم، وغنّت في حفل آخر اجتمع فيه مطربات كبيرات من أبرزهم منيرة المهدية التي كانت تلقب بسلطانة الطرب.
تعرفت شمس الأصيل في عام 1924 على أحمد رامي الذى كان الاساس في ابراز نجوميتها، وفى نفس العام قام الفنان الكبير محمد القصبجي بتشكيل أول فرقة موسيقية لها لتكون فنانة ذات طابع جمالي، وفى عام 1928 غنت مونولوج (ان كنت اسامح وأنسى الأسية ) لتحقق اعلى مبيعات وقتها، وفى 31 مايو 1934 تم افتتاح الاذاعة المصرية وكانت اول من غنت فيها، في عام 1935 غنت ‘ على بلد المحبوب وديني ‘من الحان رياض السنباطي الذي ظل يلحن لها لمدة 40 عاما .
تعاونت خلال مشوارها الفني مع مجموعة من كبار الملحنين والمؤلفين أمثال أحمد رامي – رياض السنباطي – محمد القصبجي- كمال الطويل – بليغ حمدي – سيد مكاوي – بيرم التونسي – الشيخ زكريا أحمد – محمد عبد الوهاب، مما جعلها تقدم لوناً غنائياً حققت من خلاله نجاحاً ليس له مثيل ، ومن أشهر أغانيها : هو صحيح الهوى غلاب ، انت عمرى، سيرة الحب، والله زمان يا سلاحي، الاطلال ، أمل حياتي كما خاضت تجربة التمثيل في 6 افلام ( وداد ، نشيد الامل، دنانير، فاطمة، عايدة، سلامة ).
في عام 1943 أسست أول نقابة للموسيقيين وكانت ثومة أول نقيب لها وبعد تولى أم كلثوم منصب النقيب بدأ عبد الوهاب فى منازعتها المنصب، وأعلنت أم كلثوم تحديها لعبد الوهاب فى الانتخابات لتفوز أم كلثوم فى النهاية بالمنصب لتحتفظ به لسبع دورات متتالية وظلت في المنصب لمدة عشر سنوات، الى جانب العمل الفني كان لأم كلثوم إسهام فعال في العديد من المواقف الصعبة سواء في مصر أو المنطقة العربية حيث ساهمت في تمويل أول ثورة فلسطينية عام ١٩٣٦، وشاركت في فعاليات إنشاء جامعة الدول العربية عام ١٩٤٦ كما تبرعت بكل أموالها لمصر بعد أن أصدرت قوى العدوان الثلاثي قرارًا بتجميد الأرصدة المصرية في الخارج وعقب هزيمة ٥ يونيه ١٩٦٧ كانت أم كلثوم تجوب البلاد العربية وبعض الدول الأجنبية لتجمع الملايين من أجل مصر وجيشها للتبرع بها الى المجهود الحربى لذلك حصلت عن جدارة لقب “فنانة الشعب” عام ١٩٧٢ غنت الست على مسرح الأولمبيا أشهر المسارح على الاطلاق عام 1967.
نالت قيثارة الشرق خلال مشوارها الفني العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1960 ووسام الأرز من لبنان عام 1959 ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من سوريا، ووسام الجمهورية الأكبر من تونس كما أهدتها مصر قلادة النيل وجواز سفر دبلوماسياً كأول جواز من نوعه يمنح لفنان بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية التي تنازلت عن قيمتها لصالح صندوق معاشات الفنانين. حصلت على وسام الرافدين من الحكومة العراقية عام 1946. كما حصلت على وسام النهضة من ملك الاردن عام 1975. وحصلت على وسام الجمهورية من الرئيس التونسي بورقيبة 1968
و تزوجت الدكتور حسن الحفناوي عام 1954 الى وفاتها، عانت صاحبة العصمة من رحلة علاج قاسية لمرضها بالغدة الدرقية ( وكان هذا المرض هو سبب ارتدائها النظارة السوداء بسبب جحوظ عينيها ) لكنها رفضت إجراء العملية الجراحية لتأثيرها على الحبال الصوتية بينما أدى تناولها الكثير من الأدوية لإصابتها بتليف الكلى ثم بدأت صحتها تسوء عام 1971 فانقطعت عن تقديم الحفلات وكانت اغنية ليلة حب أخر ما غنت به الى ان توفت في 3 فبرابر 1975 لم تتمكن من غناء اغنية أوقاتي بتحلو معاك حيث سقطت صريعة للمرض اثناء بروفات هذه الاغنية ثم غنتها وردة بعد ذلك.