امرأة من تنظيم غير مسجّل تستجوب قادة الجيش البواسل!!
د. مرتضى الغالي
الذي ذكرته الأستاذة الكوزة “سناء حمد” لم يفاجئنا ولم يغر قناعاتنا حول قيادة الانقلاب، ومَنْ يحتلون قيادة الجيش و(اللجنة الأمنية) ومن يضعون الآن أنفسهم في مواقع السيادة.! أنه (تحصيل حاصل يؤكد ما هو حاصل. ولا مفاجأة.!
إلا أن ما ذكرته يصيب في مقتل أولئك الذين يقفون الآن مع القيادة الانقلابية في حربها ضد شعب السودان. ويكيل السجم والرماد على تبريراتهم المخاتلة اللولبية الانسداحية الباركة. والمخجلة الفاسدة في الوقت ذاته. وقولهم إن المشكلة ليست في الكيزان، وأن حرب قتل السودانيين وتهديم البيوت على رؤوسهم هي حرب كرامة.!
إذاً فليمت من يموت ولتُدَمَّر مؤسسات الدولة وتهديم بيوت المواطنين ولتنتشر الجثث في الشوارع…! ما هي المشكلة.؟ فحتى الذين ألقوا قنبلة هيروشيما قالوا إنها من أجل إنهاء الحرب وتحقيق السلام.!
يا لفجيعة ما ذكرته هذه المرأة على هؤلاء التبريريين أصحاب (خالف تلمع.! وما كشفته من خنوع “القادة العظام” الذين يقودون الحرب اليوم لاستجوابها حرياً بأن يصيب هؤلاء الإخوة المثقفين (بارتفاع حاد في البولينا.!
لا ينسى التاريخ لهؤلاء المثقفين و(معهم آخرون) أنهم وقفوا مع قيادة انقلابية ضد الحياة المدنية في السودان. واصطفوا مع البرهان، وياسر العطا والكيزان في أمر فيه دماء مسفوكة وأبرياء يقتلون وأطفال يوادون ونساء يُغتصبن أمام آبائهم وأزواجهم وشيوخ يُداس على رؤوسهم بالأحذية. وفساد وتدمير طال كل مقوّمات الوطن. وخراب واستباحة لا أول لها ولا آخر.!
نكاية في قيادة الجيش الكيزانية، فإن “الزبير أحمد حسن” رئيس حركتهم التي يسمونها إسلامية لم يكلف لجنة معتبرة من رئيس وأعضاء للتحقيق مع هؤلاء”القادة”. بل أرسل إليهم امرأة واحدة لتستجوبهم واحدا بعد الآخر. ثم تجبرهم للتوقيع على إفاداتهم بخط أيديهم. نعم تحقق معهم هذه المرأة وهم مصطفون كل واحد ينتظر (في أدب) دوره في الاستجواب. وعلى انفراد.!!
لقد استجابوا جميعا لهذا التحقيق، ولم تكن لدى أحدهم نخوة عسكرية ولا كرامة ذاتية ولا نفحة من احترام النفس، حتى يرفض مثل هذا التحقيق الذي يأتي من خارج الجيش، ومن امرأة مدنية (ليست في العير ولا في النفير)، ولا تملك أي حيثية قانونية أو قضائية. إنما هي مضللة تحمل السلاح، وتتمنطق به وكأنه (لعبة من البلاستيك المقوّى. وكثيراً طاب لها التهديد بالحرب واستخدام العنف حتى قبل إشعال الكيزان حربهم المدمرة الفاجرة هذه. وهي لا تدري خطورة ما تدعو إليه..!
سبق لهذه المرأة أن قامت بالتحريض المكثف والمباشر على العملية السياسية خلال فترة الانتقال، وهددت صراحة بتنفيذ أعمال إرهابية وتحويل السودان إلى بؤرة فوضى؛ وقالت بالحرف “سيتحوّل السودان إلى جحيم، وإلى حلقة جديدة تنضم إلى حلقات الإرهاب”.!
يا لفساد ما صنعته الإنقاذ بإيصال مثل هذه الشاكلة إلى مناصب الجيش العليا.!! كلما تأملنا هذه الحالة تعجبنا من تصاريف الأقدار وأحوال الدنيا، وتذكرنا الحكمة التي تقول إن المراكز الشاهقة لا تصل إليها إلا النسور. أو الزواحف.!! وبعض الناس يقولون إن هناك وسيلتين لبلوغ المراتب العليا؛ أما المواهب الذاتية أو غباء الآخرين..! ولكن هل هؤلاء الذين استجوبتهم هذه الفتاة هم أذكياء قواتنا المسلحة.؟!
هل يجوز أن يخضع قادة جيش وطني لاستجواب من امرأة واحدة تابعة لتنظيم غير مسجل…؟! هل هناك من فضائح الدنيا ما هو أكثر عُرياً من هذه الفضيحة المدوية.! ثم من هي هذه المرأة. وما مرجعيتها في إطلاق الاستجوابات.؟ وما كان مصير تقريرها؟ وماذا حدث بعد استكمال الاستجواب.؟!
حدثني عن أي هلاهيل وخيالات مآتة وفزّاعات طيور و(مدافع دلاقين) يمكن أن تستجيب لتحقيق مثل هذا. وهي تحمل أعلى مراتب الجيش السوداني، وتقبل أن تجلس لاستجواب من امرأة لا وظيفة رسمية لها. جاءت إليهم في القيادة العامة بمفردها وكأنها (مندوبة مبيعات.!
هل لهذه المرأة أي علاقة بالجيش، حتى يسمحوا لها ليس بالدخول فقط. إنما باستجواب قائد عام الجيش ونوابه وجنرالاته وأركان حربه واحداً تلو الآخر.؟!!
أحد الساخرين من أبناء الوطن الأحرار أرسل مفارقة موجعة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت توقيع “العمدة”. أعاد فيها تسلسل الرتب العسكرية في السودان كالتالي: (ملازم/ ملازم أول/ نقيب/ رائد/ مقدم / عقيد/ عميد/ لواء/ فريق/ فريق أول/ مشير/ سناء حمد.. الله لا كسّبكم.!!
المصدر: صحيفة التغيير