“إجراءات الاعتراف بالإسلام قيد الدراسة على مستوى السلطات الإيطالية”
أكد الأستاذ فريد منصوري، رئيس المركز الإسلامي في بارما ورئيس اتحاد جمعيات الجزائريين في إيطاليا، في حوار لـ”’”، أن “حال الجالية الجزائرية في رمضان حال كل الجاليات المسلمة المقيمة في الغرب، والأشياء التي تكون في هذا الشهر الفضيل تكون مشتركة، لأن الشهر شهر عبادة وشهر لتزكية النفس والسمو بالروح وإقامة صلاة التراويح وإطعام الطعام”، مشيرا إلى أن الجالية المسلمة “تعيش استقرارا وتطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة” وأن المساجد “أصبحت منصة للحوار والندوات والزيارات، ما يخدم التعايش السلمي وبناء الثقة بين المسلمين وغيرهم من الديانات الأخرى والمجتمع المدني بصفة عامة”.
كيف تصف وضع الجالية المسلمة في إيطاليا؟
تعيش الجالية المسلمة استقرارا وتطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وأصبح لها وجود له قيمة وتأثير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولم تؤثر الحرب العدوانية القائمة ضد إخواننا في فلسطين على واقع المسلمين وعلاقاتهم مع المجتمع المدني.
وأصبحت المساجد منصة للحوار والندوات والزيارات، ما يخدم التعايش السلمي وبناء الثقة بين المسلمين وغيرهم من الديانات الأخرى والمجتمع المدني بصفة عامة.
أين وصلت مسألة مطلب الاعتراف بالدين الإسلامي في إيطاليا؟
فيما يتعلق بقضية حقوق المسلمين والاعتراف بالإسلام في إيطاليا، هناك خطوات عملية قامت بها المؤسسات التي تمثل المسلمين وعلى رأسها اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا، وهذه المساعي والإجراءات العملية هي قيد الدراسة على مستوى السلطات الإيطالية. وما بقي إلا انتظار الرد على الطلب الرسمي الذي قدمه الاتحاد من طرف الحكومة الإيطالية. ونأمل أن يكون الرد في أقرب الآجال.
ماذا بشأن الجالية الجزائرية والتي تترأسون اتحاد جمعياتها في إيطاليا؟
اتحاد جمعيات الجزائريين في إيطاليا يعتبر مشروع وطني يعمل على تنظيم الجالية وجمع شملها وخدمة مصالحها وخدمة الوطن وتقوية الروح الوطنية لدى الشباب وتعزيز الانتماء للوطن الأم والولاء له.
خلال عامين بعد تأسيس الاتحاد، عملنا على توسيعه وتدعيمه بإنشاء جمعيات جديدة، حيث يقوم الاتحاد بتذكير الجالية في المناسبات الوطنية بتاريخ بلادهم والتضحيات الجسام التي قدمها أجدادهم وبطلاتهم في سبيل الحرية والكرامة وتحرير البلاد من المستدمر الفرنسي الغاشم. كذلك الحث على واجب المساهمة في تنمية الوطن الأم وتقديم الدعم الاقتصادي والعلمي. كما نظم الاتحاد أول مخيم للشباب المقيم في إيطاليا، وكان موضوعه المواطنة وتوّج المخيم بنجاح مما أثار إعجاب الجالية. الجالية الجزائرية المقيمة في إيطاليا وفي الخارج بصفة عامة تحتاج إلى عناية وإلى حماية وتواصل من طرف السلطات الجزائرية من خلال برامج دقيقة واضحة المعالم، ولابد للدولة أن تستثمر في الطاقات الكامنة للجالية لنقل كل ما يستفاد منه من خبرة مكتسبة في شتى المجالات.
الجالية تريد أن يُفتح لها الطريق وتذلل لها العقبات لكي تنتقل إلى أرض الوطن باستمرار لكي تواصل الأجيال القادمة على نفس المنهاج ونفس المبادئ التي كان عليها الآباء، ولكي يرسخ في قلوبهم حب الوطن.
كيف تصف وضعها في شهر رمضان المبارك؟
حال الجالية الجزائرية في رمضان حال كل الجاليات المسلمة المقيمة في الغرب، والأشياء التي تكون في هذا الشهر الفضيل تكون مشتركة لأن الشهر شهر عبادة وشهر لتزكية النفس والسمو بالروح وإقامة صلاة التراويح وإطعام الطعام.
لا شك أن الأجواء في البلدان الغربية تختلف مقارنة بأجواء رمضان في البلدان الإسلامية وفي الوطن بين أهلك وذويك.
ما مدى التنسيق بينكم وبين اتحاد جمعيات الجزائريين في إيطاليا وسفارة الجزائر في روما؟
العلاقات مع السفارة الجزائرية بروما والقنصليات هي علاقة ودّية أساسها الثقة والتعاون. ونأمل في المستقبل أن تتطور هذه العلاقة لتصبح شراكة حقيقية لما يخدم المصالح العليا للبلاد ويخدم الجالية الجزائرية المقيمة في إيطاليا. ونحن دائما في خدمة مؤسسات الدولة الجزائرية ونريد أن نكون الممثلين على المستوى الشعبي وممثلين حقيقيين للوجود الجزائري في إيطاليا ولمصالح الجزائر بإيطاليا.
منذ افتتاح المركز الإسلامي في بارما بإيطاليا، العام الماضي، ماذا قدّم للجالية المسلمة بمدينة بارما؟
أعاد فتح المركز الإسلامي ببارما البهجة والسرور في نفوس المسلمين بعد غلق دام لمدة سنتين. ومنذ إعادة فتحه باشرت الإدارة عملها وقامت ببرمجة كل النشاطات والخدمات التي تم تعطيلها من تدريس وتعليم وإقامة الدروس التربوية والتعليمية والدينية وتقديم المساعدات للعائلات المعوزة والتواصل مع المجتمع المدني والهيئات الدينية والجمعيات الثقافية والسلطات المحلية. والعودة إلى منصة الحوار والتعارف لتوطيد العلاقات وتقوية الثقة المتبادلة.
ما مستوى تنسيقكم مع باقي الهيئات الدينية المسلمة وغير المسلمة في إيطاليا؟
نحن على تواصل دائم مع اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا للاستشارة والتوجيه في المجال القانوني، ومع الجمعية الإيطالية للأئمة والمرشدين في المجال الديني والعلاقات ممتازة مع كلا الجمعيتين.
كيف تتعاملون مع خطاب العنصرية والكراهية المتنامي في إيطاليا؟
الخطاب العنصري يتم التسويق له وإثارته من طرف الصحافة وخاصة اليمينية منها والحزب اليميني المتطرف المعروف برابطة الشمال الذي كان يبث سموم حقده وكراهيته في الماضي على سكان الجنوب الذين انتقلوا إلى الشمال بحثًا عن العمل، وبعدها وجدوا ضالتهم لتحقيق مآربهم وحملاتهم الانتخابية في الوجود الإسلامي وفي المهاجرين.
طبعا التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا يحتاج إلى الحكمة والصبر واختارت المؤسسات الإسلامية التعامل معها بالقانون وبالرد المتوازن وأحيانا أخرى بالتجاهل لكي لا تقع في المصيدة.
فيما يتعلق بعامة الشعب الإيطالي، فالعلاقة أصبحت عادية والوجود الإسلامي أصبح مألوفا يقوم على التعايش السلمي.