اخبار السودان

وسط حرب الجنرالين.. كيف تبدو خريطة الصراع في السودان؟

نحو عام من الحرب في السودان، شطر البلاد بين مناطق يسيطر عليها الجيش، أغلبها في الشمال والشرق، وأخرى تُسيطر عليها قوات الدعم السريع في جنوب البلاد وغربها، بينما تحتدم في الخرطوم ونواحيها معارك أحدث نتائجها استعادة الجيش السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان على الضفة الغربية للنيل.

ويُعاني السودان من مجاعة كبرى وأزمة نزوح ولجوء دفعت الملايين خارج بيوتهم بعد نحو عام من الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع التي تمردّت على الجيش إثر خلاف بينهما على سلطة انتزعها الجنرالات بانقلاب عسكري أواخر 2021؛ شلّ الانتقال الديمقراطي في البلاد بعد نحو عامَين من الإطاحة بعمر البشير الذي حكم السودان ثلاثة عقود.

ونشبت الحرب التي اندلعت منتصف أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على إثر خلافات بين العسكريَيْن أبرزها خطةُ دمج “الدعم السريع” في الجيش النظامي للبلاد.

مناطق سيطرة الجيش وحلفائه

على الأرض، لم يستطع أي طرف هزيمة الآخر، إذ لا يزال الجيش يُسيطر على معظم أرجاء البلاد، خاصة في الشمال والشرق.

ويحافظ الجيش على مراكزه وسط الخرطوم، في القيادة العامة، ومعسكر سلاح المدرعات، ومعسكر سلاح المهندسين في أم درمان الذي تمكّن من فك الحصار عنه في منتصف فبراير/ شباط الماضي

وتُسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان الشمال، وحركة تحرير السودان، المتحالفتان معه، على مناطق من جنوب كردفان والنيل الأزرق وشمال دارفور.

مناطق سيطرة الدعم السريع

تتركز سيطرة “الدعم السريع” في جنوب البلاد وغربها؛ في مختلف ولايات دارفور، وغرب وشمال كردفان، والجزيرة والنيل الأبيض، وأجزاء محدودة من ولايات الشمالية وشمال دارفور والقضارف وسنّار.

ومنذ أشهر الحرب الأولى، يسيطر “الدعم السريع” على القصر الجمهوري في الخرطوم، وعدد من الوزارات. ويُحاصر المنطقة العسكرية وسط العاصمة التي لا يزال يسيطر على مطارها الدولي.

وقال هاري فيرهوفن العضو المشارك في قسم السياسة والعلاقات الدولية في جامعة أكسفورد: “تخضع دارفور وكردفان المنطقتان الكبيرتان جدًا في غرب السودان، بصورة شبه كلية لسيطرة قوات الدعم السريع التي حقّقت نجاحات مُعتبرة أيضًا في وسط السودان، في المناطق جنوب الخرطوم المهمّة من وجهة نظر زراعية، وهي مناطق يسكنها كثير من الناس تاريخيًا؛ أما معاقل الجيش فهي أساسًا في الأجزاء الشمالية والشرقية من السودان ذات الكثافة السكانية الأقل بكثير”.

وتُعدّ مصر التي تربطها بالسودان حدود برية يتجاوز طولها 1200 كيلومتر، أبرز الداعمين للبرهان والجيش السوداني.

وبينما لا تعلن أي دولة دعمها لحميدتي، نقلت مصادر تلقّي قواته دعمًا من اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وهو ما نفاه حفتر لاحقًا. كما نُقل تلقّي “الدعم السريع” دعمًا من ميليشيا “فاغنر” الروسية، وانضمت إليه أخيرًا حركة التحالف السوداني في دارفور؛ واتهم الجيش السوادني الإمارات بدعمه.

التلفزيون العربي

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *