سرية تامة تحيط بأماكن وظروف اعتقال أهالي غزة الذين أسرهم الاحتلال وطن
وطن منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، شنت إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، أدت إلى مقتل أكثر من ثلاثين ألف فلسطيني، وكجزء من تلك الحملة، اعتقلت إسرائيل أيضًا آلاف الفلسطينيين من غزة.
ووصف السجناء المفرج عنهم الانتهاكات الجسدية واسعة النطاق على أيدي قوات الاحتلال، وقد توفي بالفعل ما لا يقل عن 27 معتقلاً من غزة في الحجز العسكري. وفي الوقت نفسه، اعتقلت القوات الإسرائيلية آلاف الفلسطينيين الآخرين، معظمهم من الضفة الغربية، وتفيد التقارير بأن عشرة منهم على الأقل ماتوا في سجون الاحتلال.
ووفق تقرير لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية فإن السرية الكثيفة لا تزال تحيط بأماكن وظروف اعتقال الفلسطينيين من غزة الذين أسرهم الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من الطلبات الملحة التي قدمتها المنظمات غير الحكومية المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان لم يسمح لها باللقاء معهم أو معرفة ظروف اعتقالهم.
ولا يكشف جيش الاحتلال عن عدد الأسرى الفلسطينيين أو هوياتهم ويرفض التعليق على الاتهامات بسوء المعاملة التي أثبتتها شهادات دامغة لضحايا فلسطينيين.
ولم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر حتى الآن من الوصول إلى القواعد العسكرية. التي يتم استجوابهم فيها، وذلك لعدة أسابيع في كثير من الأحيان، بعد القبض عليهم.
قاعدة سدي تيمان
وأضاف المصدر أن الجيش الإسرائيلي لم يكشف عن عددهم أو هوياتهم، ويرفض التعليق على اتهامات سوء المعاملة التي تتسرب من هذه المعسكرات. وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فقد استشهد 27 أسيراً من غزة هناك منذ 7 أكتوبر.
وزعمت الصحيفة العبرية أن كل حالة وفاة ستكون موضوع تحقيق يعهد به إلى مكتب المدعي العام العسكري.
قصة مسن طالب ضابطا إسرائيليا بقتله في غزة.. من تحقيق الروبوت إلى إطلاق سراحه
ويقع المعسكر الرئيسي الذي حددته وسائل الإعلام الإسرائيلية في قاعدة سدي تيمان، على مسافة ليست بعيدة عن بئر السبع في صحراء النقب.
وهناك مراكز اعتقال أخرى، تقع في مستوطنة “عناتوت”، التي تؤوي بشكل خاص النساء المعتقلات وكذلك الفلسطينيين من غزة الذين كانوا في أراضي الـ48 أو الضفة الغربية صباح يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
فظائع تحدث في مجمع الشفاء.. جنود الاحتلال اغتصبوا نساء وقتلوهن! (شاهد)
اعتقال متطوع في الهلال الأحمر
وأكد العديد الفلسطينيين أنهم تعرضوا للاعتداء أو حتى للتعذيب أثناء اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقال بهاء أبو ركبة، البالغ من العمر 24 عاماً لموقع “فرانس إنفو“: “أقسم لك أنني أشعر وكأنني أمضيت أكثر من 20 عاماً في السجن بسبب التعذيب. ولا أعرف حتى أين كنت… ولم أر النور ولو مرة واحدة”.
وبهاء أبو ركبة، عامل إسعافات أولية متطوع في الهلال الأحمر تم اعتقاله في وقت مبكر من بعد ظهر يوم 21 ديسمبر/كانون الأول، في مقر الجمعية شمال غزة وأمضى ثلاثة أسابيع رهن الاحتجاز.
تفاصيل تنكيل جندي إسرائيلي بمواطن فلسطيني بعد تجريده من ملابسه في غزة وتعليق أمريكي (شاهد)
وقال للمصدر: “كنا نقضي أكثر من 20 ساعة يوميا راكعين على ركبنا. لقد فعلوا بنا أشياء لا يمكن تصورها. قالوا لي: “أنت عضو في حماس”. أجبت بأنني أعمل في منظمة إنسانية. لم يصدقوني وعذبوني”.
وتابع المتطوع في شهادته التي نقلها الصحفي “تيبو لوفيفر”: “لقد جعلوني عارياً تماماً، ومقيد يدي وقدمي. وضربوني على أعضائي الخاصة. سأوفر لكم التفاصيل، لكنني عانيت من معاملة مهينة جداً”.