اخبار السودان

الليلة السودانية بمقهى هيفان في محايل عسير

كتب ـ د. الفاتح كامل

في مبادرة مميزة من نوعها، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز أمير منطقة عسير رئيس هيئة تطوير المنطقة قبل أيام، مبادرة “أجاويد2” في نسختها الثانية، والتي انطلقت مطلع شهر رمضان المبارك وهي مبادرة رمضانية يشترك فيها جميع شرائح المجتمع في منطقة عسير.

في ليلة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معان، ليلة معطرة بالمحبة أصلت للعلاقات الراسخة الجذور الممتدة ما بين المملكة العربية السعودية، مملكة العطاء والأيادي البيضاء التي تنثر رحيقها حول العالم، وسودان العزة والكرامة المتوثب دوما للعلياء التي تطال عنان السماء، شهد سعادة محمد بن فلاح القرقاح محافظ محايل عسير بجنوب المملكة العربية السعودية الليلة السودانية من ليالي أجاويد العربية، وقد شارك سعادة المحافظ في كل أجزاء الفعالية، والتي بدأت بعادة “البرش الرمضاني”، تلك العادة السودانية الأصيلة والتي يتفرد بها شعب السودان عن غيره، والتي تقوم بقطع الشارع بصورة إيجابية على المارة لمشاركة عابر الطريق في الطعام الذي يقدم لحظة إفطار الصائم وهي من عادات بلادي الجميلة العريقة، ثم تجول سعادة المحافظ في الأركان التي أقامها أبناء الجالية السودانية احتفاء بتلك الليلة الرمضانية المباركة وبمقدمه، طاف سعادة المحافظ القرقاح في أركان التراث السوداني التي حفت بالليلة، حيث شهد الجرتق السوداني وطقوس الحناء وزار ركن القهوة السودانية وشهد طقوسها المختلفة، وختم بركن المكتبة السودانية، حيث أهديته الكتاب الجديد الذي أصدرته محبة في هذا البلد الطيب المبارك، كتاب “السعودية عبق الماضي والحاضر”. بعدها شارك سعادة المحافظ القرقاح طعام الإفطار الذي أقامته الجالية السودانية بمحايل عسير بقيادة ربانها المعطاء الأستاذ فضل صغيرون ابن البلد الأصيل، وشهادة لله محافظ عسير سعادة محمد بن فلاح القرقاح شهدته وهو يشارك أبناء محافظته في كل المحافل بنفسه، حيث يشارك أبناء المحافظة في كل احتفالاتهم، شهدته وهو يكرم احتفالية قوى وهي تكرم ذوي الاحتياجات الخاصة وأشهده الآن يحضر كل ليالي أجاويد العربية تلك المبادرة الفريدة كما أسلفت والتي أطلقها صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز أعانه الله وهو يرعى كريم المبادرات التي تسعى لإسعاد المواطن والمقيم في هذا الجزء الحبيب من أراضي المملكة المعطاءة.

استمرت بعد ذلك الليلة الرمضانية السودانية التي تميزت ببساطة إنسان السودان والتي أفتحها بأداء الأذان وإقامة صلاة المغرب الدكتور الفاتح عبد اللطيف صاحب الصوت المشحون بطلاوة أهل السودان المحب للقرآن. في كلمته التي أعقبت الإفطار عبر الأستاذ فضل صغيرون رئيس الجالية السودانية بمحايل عسير، عن ترحيبه بالحضور الذي تقدمه سعادة المحافظ القرقاح، ومعبرا عن امتنانه للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا لما ظلت تقدمه من ترحاب وحفاوة بإنسان السودان متمثلا في جاليته وعبر مدن المملكة المختلفة، بعدها ألقى الشاعر السوداني عمر سيد أحمد والذي قدم خصيصا للمناسبة من منطقة أبها البهية، قصائد نالت استحسان الحضور، قصائد عبرت عن محبة خالصة لبلده الأم وللبلد الذي احتضن كل هذا الطيف الكبير من أبناء السودان، حيث طوف سيد أحمد في قصيدة شاملة غطت أغلب مدن منطقة عسير المفعمة بالطبيعة والحياة. ثم تنوعت بعد ذلك الفقرات من تقديم الجوائز للأطفال الذين كانت مشاركتهم متفاعلة مع الأستاذ مجاهد وهو يبدع في فقراته الاستعراضية التي أسعدتهم. في ختام الليلة كانت الندوة التي أقيمت بعنوان “قراءة في المشهد الثقافي السوداني”، والتي قمت بتقديها مع الدكاترة الأفاضل هاشم منصور أحمد والسيد محمد شقف، والذي أجاد كل في مجاله في تأطير العلاقات المتجذرة ما بين السودان والسعودية، وكان الختام الأروع تلك القصائد التي ألقاها على مسامع الحضور الشاعر السعودي القادم من منطقة جيزان عيسى السلامي، وهو مثال حي لعلاقات الدم الأزلية التي تربطنا بالمملكة وشعبها المفضال، فهو متزوج من دكتورة سودانية تقدم العطاء لطلاب المملكة العربية السعودية في جامعة الملك خالد بأبها. كانت ليلة تاريخية بحق وحقيق في المحبة والإخاء السوداني السعودي…

وتعد هذه الليالي التي يشرف عليها قادة فريق المبادرة : الأستاذ عبد العلام الفلقي الإعلامي المعروف ورئيس اللجنة الثقافية بمحايل عسير، والأستاذ محمد الناشري الإداري المعروف، والأستاذ الحسين الأخرش الناشط المعروف، والأستاذ محمد الحسن الشهري صاحب مقهى هيفان، وتهدف هذه الليالي لإثراء قيم التفاعل والتشارك بين المواطنين والمقيمين في شهر الخير، وتحقق ذلك عن طريق رفع مستوى جودة الأنشطة والفعاليات المجتمعية في رمضان الفضيل، واستنهاض الهمم نحو خدمة المجتمع ودفع عجلة التنمية، ووضع برامج رمضان على جادة طريق استراتيجية قمم وتوثيق للروابط الاجتماعية بين مختلف الجاليات العربية المقيمة بأرض المملكة العربية السعودية، التي تشهد نشاطا ملحوظا في حركتها السياحية والثقافية، وذلك نتيجة العناية الخاصة التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله”، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان “رعاه الله”، لهذه النهضة الشاملة التي تشهدها مختلف مدن المملكة.

 

رئيس تحرير مجلة “النخبة الرائدة”

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *