أجندات دولية شرقي السودان.. ما علاقة البرهان وحمدوك؟
يمر السودان بفترة كارثية في تاريخه الحديث، فالأزمات والصراعات المتكررة بين الأطراف المدنية والعسكرية على السلطة أوصلت البلاد الى مرحلة صعبة سواء على الصعيد الإمني أو الإنساني أو الإقتصادي أو الإجتماعي.
تهدّد الحرب في السودان بالوصول إلى شرق البلاد، الذي كان لا يزال بمنأى حتى الآن عن المعارك، في السياق يقول الدكتور ناصر الإبراهيمي، الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي، إن نقل العاصمة إداريًا الى بورتسودان بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم، وهذا ما ساهم بحدوث خلافات بين مكونات مؤتمر البجا في شرق السودان، حيث أصبحت الأحزاب الإسلامية داخل المؤتمر مؤيدة وداعمة لرئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، وبنفس الوقت تعارض بعض الأحزاب الأخرى سياسات البرهان وتعاونه مع “فلول” النظام السابق في حرب الخاسر الوحيدة فيها هو الشعب.
نظرة عن قرب
ويُشير الدكتور ناصر الإبراهيمي، الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي، إلى الأحزاب المكونة لمؤتمر البجا أصبحت أما مدعومة من الحركة الإسلامية في السودان التي يمثلها حزب الميثاق الإسلامي، وكذلك من غالبية قيادات الجيش التابعين للأحزاب الإسلامية، أو مدعومة من الدول الغربية، حيث تسعى بعض الدول الغربية لفرض سياساتها في السودان للوصول الى مصالحها وأهدافها بالمنطقة وهذا عن طريق بعض الأحزاب المدنية التابعة لها.
ويُضيف، الإبراهيمي خلال تصريحاته، أنه منذ وصول الجيش إلى بورتسودان لقيادة الفترة الحالية بعد خسارة الخرطوم في بداية الحرب مع قوات الدعم السريع، وخصوصًا بعد خروج البرهان من الحصار المفروض على القيادة العامة، تم الإتفاق بين الإسلاميين والجيش على التعاون ضد قوات الدعم السريع، وفي شرق السودان الأمر لا يختلف كثيرًا، حيث يعتمد البرهان على الأحزاب الإسلامية دخل مؤتمر البجا.
عودة حمدوك
على الجانب الأخر عاد رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك الى الواجهة من جديد، حيث يسعى لتقديم مبادرة تسوية بالتعاون مع أطراف مختلفة، لتكون ضمن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» بقيادة حمدوك نفسه.
وكان المجلس الأعلى لنظارات البجا قد رفض سابقًا مخرجات إتفاق جوبا للسلام، وهو إتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، لحل عقود من الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق والتي أدت إلى تشريد الملايين ووفاة مئات الآلاف.
ومع تفاقم الأزمة السودانية، وارتفاع صوت السلاح بديلا عن السلام، يحاول المبعوث الأمريكي المُعين حديثا، إحداث اختراق في جدار التصعيد الميداني، بدعوة لاستئناف المحادثات، تزامن ذلك مع جولة منذ أسابيع لحمدوك في النطاق العربي وعرض صيغة للسلام.
المصدر: صحيفة الراكوبة