اخبار السودان

تحت سيطرة الدعم السريع.. حالات اغتصاب وترويع للمدنيين بمدينة الرهد شمال كردفان

 

شهدت مدينة الرهد حالات من الفوضى وعمليات النهب المسلح عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها في مطلع مايو من العام الماضي

 

التغيير الأبيض

سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الرهد الواقعة بولاية شمال كردفان غرب السودان بعد أكثر من «20» يومًا منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي.

ويعيش سكان المدينة منذ ذلك الوقت تحت سيطرة قوات الدعم السريع لأكثر من «340» يوما أي ما يقارب عاما كاملا على الصراع الذي ما يزال مستمرا في البلاد.

وقال مواطنون في إفادتهم لـ «التغيير» إن المدينة شهدت أعدادا كبيرة من جرائم الاغتصابات التي ارتكبتها تلك القوات بحق الفتيات تحت سن «18» وأخريات كبار في السن والمسجل منها داخل مستشفى المدينة لم يتجاوز «10» حالات اغتصاب.

وتواصلت فصول المعاناة للمدنيين داخل المدينة بكافة أشكالها ومنها ما وثق مدى معاناتهم الإنسانية والانتهاكات التي ظلوا يتعرضون لها لفترات مستمرة إلى جانب سوء الأوضاع الصحية والأمنية.

ووفق مصادر تحدثت لـ «التغيير» أنه على الرغم من سيطرة الدعم السريع إلا أن المدينة منذ غرة شهر رمضان تشهد حالة هدوء كامل بجانب حركة طبيعية للمدنيين والتجار داخل أسواقها.

وكانت الرهد شهدت حالات من الفوضى وعمليات النهب المسلح عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها في مطلع مايو من العام الماضي.

وقالت المصادر إن المجموعات المناصرة لقوات الدعم السريع ظلت لفترات ماضية تعمل على ترويع المدنيين ونهب منازل الذين فروا من هربا من الموت إلى مدينة الأبيض ومدن أخرى.

وشملت الفوضى العديد من أعمال النهب والتخريب إلى جانب حرق عدد من المقار والمؤسسات الحكومية تزامنا مع دخول القوات للمدينة في تلك الفترة.

ولم يسلم المواطنون من استباحة تلك القوات ومناصريها للحياة العامة بعد أن اتخذوا من المدينة مسرحا للانتهاكات والجرائم بحق العشرات من المواطنين.

وقال شهود عيان إنهم وجدوا أنفسهم تحت طائلة الرعب والخوف من خلال الذخائر التي كانت تطلقها القوات وسط المدينة بشكل عشوائي ويومي لشهور قليلة ماضية.

في ذات الصدد أكدت المصادر أن أغلبية سكان المدينة كانوا قد نزحوا بأعداد كبيرة خارج المدينة منهم من عادوا مجددا وآخرون لم يعودوا حتى اللحظة.

وأضافت بأن النزوح شمل جميع أفراد الأجهزة النظامية الأخرى بأسرهم بما فيهم قوات الشرطة الذين كانوا قد واجهوا مضيقات كثيرة من قوات الدعم السريع بعضها انتهى بالقتل والتصفية.

وظل السوق الكبير داخل المدينة في الفترات الماضية في حالات توقف متقطع ومستمر نسبة للأوضاع الأمنية التي مرت بها المدينة مع انتشار تجارة السلاح بداخله مؤخرا.

وأشار شهود عيان إلى أن الحياة باتت شبه طبيعية داخل المدينة خصوصا بالتزامن مع شهر رمضان الذي انخفضت فيه أسعار السلع الاستهلاكية إلى حد ما بعد أن كانت مرتفعة قبيل قدوم الشهر الفضيل.

وتنشر قوات الدعم السريع ارتكازات لها في بوابات المدينة حيث تعمل على تحصيل الجبايات من المركبات التجارية القادمة من وإلي الرهد.

ومنذ اندلاع الحرب لم يتحصل المدنيون داخل المدينة على المساعدات الإنسانية سوى «6 كيلوات» من الدقيق لكل مواطن وكانت الأولى والأخيرة بحسب حديث مواطنين لـ «التغيير».

ونشطت في تلك الفترة مبادرات شبابية عبر جهد ذاتي ومجتمعي داخل مدينة الرهد تعمل في تقديم المساعدات للمواطنين من مأكل ومشرب وبعض المساعدات المتعلقة بالجوانب الصحية.

وأفاد مواطنون لـ «التغيير» أن قوات الدعم السريع بعد أن فرضت سيطرتها على المدينة حاولت ضبط الحياة بالداخل عبر قانون أشبه بقوانين الغابة.

وفي هذا الشأن قال شهود عيان لـ «التغيير» إن الدعم السريع حاول استخدام طريقة لضبط الحياة عبر محاكمات تقليدية أشبه بمحاكم الشيوخ بعد أن قامت بتكوين حراسات بالقرب من المدينة.

تقع مدينة الرهد في ولاية شمال كردفان وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي «379» كيلو مترا، وعن مدينة الأبيض حاضرة الولاية «30» كيلومترا .

وتمثل المدينة مركزا حضريا لتجمعات الرعاة الرحل بالمنطقة وتعد ثاني أكبر محلية في شمال كردفان من حيث الموارد بعد محلية شيكان.

وتعتبر الرهد محطة رئيسية لخط السكك الحديدية الرابط بين شرق ووسط السودان وغربه وسوقا للمحاصيل خاصة الكركدي وكذلك الماشية.

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *