جِراحة العطا وبتر هجو !
علي أحمد
إذا لم تكُن مؤمناً وأردت أنْ تتأكّد إنّ الله قادرٌ على كلِ شيء فأنظر إلى “التوم هجو”، ذلك الرجل العَدمْ، الناقص من أي شيء وكل شيء، الذي لم تهذبه حياة الريف ولم يعلمه التمدُّن شيئاً، يعيش بلا أدنى مؤهل أخلاقي أو فكري أو حتى إنساني، لا يملك سوى ذمة صَدئة وصوت مشروخ يعيش ويميل به أينما مال ميزان القوى، وكأن الله خلقه مع المخلوقات الضارة الأخرى المنوط بها حفظ التوازن البيئي، فلا كسب له ولا قضية يناضل من أجلها، وليس لديه ما يضحي من أجله، يعيش كزائدة دودية على جسد الوطن وكحشوٍ متعفن في الفراغ الإنساني العريض، بلا عمل له أو أعمال يتركها من بعده في هذه الحياة، لا ينقصه سوى عَرق العاهرات ليصبح عاهرة كاملة الأوصاف .
وهجو هذا ظاهرة .. ظاهرة ليست حكراً على بلادنا بل عرفتها كل البلدان التي شهدت فوضى الإنتقال التي تحدث دائماً بعد ثورات الشعوب وتوقها للحرية الكاملة؛ بعد عهودٍ طويلة من القمع والكبت، وما يصاحبها من ارتباك؛ فيرتفع صوت هذه الظاهرة ويعلو ضجيجها، كما تفعل الطفيليات والحشرات القذرة التي لا تنمو إلاّ في وحل وسبخ المستنقعات وتلوثها، ودائما ما يتصدرها أصحاب الحد الأدنى والمتدني من كل شيء، والمتفوقون دائماً في قلة الحياء والوقاحة والصفاقة والجرأة الحيوانيّة، مهمتهم الرئيسية هي شيطنة دعاة الديمقراطية والحرية وتمجيد العسكر بوصفهم أدوات الأمن والاستقرار، بالتشويش على الحقيقة لصالح العسكر وضد التيار المدني ودُعاة الحرية والديمقراطية.
قبل يومين ظهر الظاهرة “التوم هجو” في حضرة الفريق الركن المهيب مُحرر الإذاعة ومطعم عوضية سمك والقائد الشرفي لكتائب البراء، وقد وقف أمامه وهو يذكره بالخيانة القديمة التي جمعتهما مع آخرين مُنحطين مثلهما ويزيد، وخاطبه قائلاً له: ” كُنا معكم في غرفة عمليات 25 أكتوبر ويقصد الانقلاب على ثورة الشعب ولكن نحن كنا مساعدين “وإنتو كنتوا الجراحين”، والآن معكم، ونطالبكم بأن تكون الجراحة هذه المرة نجيضة والبتر يكون نهائي”!
هذا ما قاله “التوم هجو” نصاً، وهو بلا شك حديث لا يتفوه به من كان بين جنبيه مثقال ذرة من أخلاق وشرف، ومع ذلك تبقى الحقيقة الدامغة أن ما يسمى بـ “الكُتلة الديمقراطية” ما هي إلا صنيعة عسكرية أمنية كيزانية لوأد أحلام الشعب في الحرية والديمقراطية، ولن يطول الوقت لنسمع منهم بألسنتهم في هذا الصدد، فالخيانة كاسمها، والخونة طال الوقت أم قصر تشهد جوارحهم ضدهم، ومن لم يصدق فلينتظر جوارح الفاسد “أردول”، آخر صنم مُنهار من أصنام الكيزان وعسكرهم!
أما ياسر العطا الذي يستأسد انتفاخاً فتستأسد معه أمه الزواحف؛ فلن ينتظر كثيراً حتى تشهد عليه جوارحه، وسيقف قريباً أمام “سناء حمد” مُحققة معه في تقصيره بمهمته في إخلاء الساحة “نظيفة” إلا من كتائب البراء والضراء ومليشيا هيئة عملياتهم، حينها سيعلم “عمي ياسر” أي منقلب انقلب.
المصدر: صحيفة الراكوبة