اخبار السودان

العالم الافتراضي _ عالم وسائل التواصل الاجتماعي

أرسل لي أحد الأصدقاء فيديو قديم لأحد الممثلين الهنود

تم تسجيل الفيديو في العام ١٩٩٩، أي منذ حوالي ربع قرن من الآن، يتحدث الممثل عن أن الهاتف المحمول سيتحكم تماما في حياة البشر، وسيذهبون به إلى الحمام (أكرمكم الله)، وإلى الفراش، وسيكون الناس في حالة تمرير بأصابعهم على هواتفهم،

سبحان الله، تحققت النبوءة بنسبة مئة بالمئة، تحكمت الهواتف المحمولة في حيواتنا بصورة كبيرة وخطيرة، ومع ازدياد منصات التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك، الانستغرام وخلافها، أصيب الكثيرون بما يشبه انفصام الشخصية، وأصبحوا يعيشون بشخصياتهم الحقيقية في مجتمع الأسرة، الدراسة والعمل، وشخصية أخرى مختلفة تماما على هذه المنصات،

وأصبحت الميديا بمثابة آلية تتيح للكثيرين الظهور كما يتمنون، وإن اختلفت هذه الصورة عن ذواتهم الحقيقية، وتفشى الخداع  الإسفيري، فأنت تعكس صورة مغشوشة لا تشبهك في شئ، لا شكلا ولا مضمونا في أحايين كثيرة، وبين هذه الشخصية وتلك، عمت الفوضى واختلط الحابل بالنابل، وبعضهم حاول تقمص الشخصية الإسفيرية، فتحول إلى مسخ غير محدد الملامح،

وقد تفاجأك الصدف بمعلومات صادمة، وتجد أشخاصا قد قضيت عمرا وأنت  تعرفهم حق المعرفة، قد تقمصوا شخصيات إسفيرية جديدة لا تشبه حقيقتهم، لا من قريب ولا من بعيد، وتفاجأ بتصرفات غريبة لم تتخيل أنها قد تصدر منهم ولا في أسوأ كوابيسك، وتجد أنك قد وقعت ضحية الاحتيال الإسفيري، وتم الزج بك في مكان غير لائق تماما وفقا للمسار الذي اخترته لحياتك،

لا أشك مطلقا أن كل جديد يخترعه أو يصنعه البشر يأتي في معيته بإيجابيات وسلبيات، وحتى الدواء الذي يشفينا من الداء العضال والأمراض المستعصية، لو ذهبنا وقرأنا أعراضه الجانبية لصرفنا النظر عن أخذه لما فيها من أهوال لا تخطر على البال،

والتكنلوجيا جلبت الكثير المفيد وجلبت أيضا سلبيات وإشكاليات يجب أخذها بالكثير من الاعتبار عند التعامل معها،

ويظل الفيصل في هذا الخضم الذي قد تعمه الفوضى، ويستحيل التمييز بين الخير والشر او الطيب والخبيث، هو السلوك القويم الذي يجب أن يكون هو ديدننا في الحياة، سواء كان مجتمع حقيقي أو مجتمع إفتراضي يتكون من شخصيات إسفيرية كثيرا ما تكون وهمية،،،،

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *