بعد توثيق وجودهم في السودان.. القوات الأوكرانية تنشط بالصومال
تتوالى الأنباء بشكل شبه يومي، عبر وسائل الإعلام، عن التقدم الروسي الأخير والمتسارع، على الجبهة الأوكرانية مقابل تراجع كبير لقوات كييف، وخسائر متتالية في صفوفها، وبالتوازي مع مرور كييف في أسوأ أوضاعها عسكرياً واقتصادياً، إلى جانب إعلانها بشكل دائم، عن حاجتها الشديدة للدعم العسكري الغربي، تتزايد الأنباء والمعلومات عن انتشار لوحدات خاصة من القوات الأوكرانية في السودان والصومال وعدّة دول أفريقية بأوامر من واشنطن.
وجود أوكراني موثق
يقول الدكتور محمد عوض الله، المحلل السياسي السوداني، إن فلسفة السياسة الأمريكية في إفريقيا وكل دول العالم تقوم على إشعال الحروب والصراعات بالوكالة، ودعم النزاعات السياسية والقبلية والطائفية، بما يحقق مصالحها ويسهل عليها السيطرة ونهب ثروات الشعوب، وهذا ما حدث في العراق وغيرها من الدول.
ويرى الدكتور محمد عوض الله، أن توثيق وجود القوات الأوكرانية في السودان وافتضاح الأمر، بالتزامن مع إعلان زيلنسكي الحاجة إلى تجنيد 500 ألف عسكري احتياط، آثار ضجة إعلامية كبيرة، ووضع قادة كييف أمام موقف محرج جداً، لذا لم يبقى أمامهم إلا الاعتراف بالأمر.
لتصدر لاحقاً بعض التصريحات عن مسؤولين أوكران تؤكد وجود قوات أوكرانية في السودان بحجة قتال ” العدو الروسي” في أفريقيا، حسب قولهم؛ ليس ذلك فحسب، بل انتشرت أيضاً في الأيام القليلة الماضية، بعض الأنباء، حول وجود قوات أوكرانية في الصومال، تبع ذلك انتشار صور ومواد تدعم هذه الأنباء وتوثقها.
وفي هذا السياق، أكد رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، في وقت سابق، المعلومات التي تم تداولها، عن وجود قوات أوكرانية في السودان، مشيراً إلى أن “أوكرانيا بالفعل تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان بالفعل”، وأضاف، بأن “الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على “العدو الروسي” في كل مكان يمكن تصوّره على وجه الأرض”، حسب قوله.
وتعتبر تصريحات بودانوف، أول اعتراف رسمي من كييف بوجود قوات أوكرانية في السودان، بذريعة محاربة قوات مدعومة من روسيا هناك. ويأتي ذلك في سياق الدعاية الأوكرانية التي تروج لها كييف بتوجيهات من واشنطن لتبرير عمل قواتها كمرتزقة لواشنطن.
إلى جانب ذلك، كان النائب في البرلمان الأوكراني أليكسي جونشارينكو في حوار مع شبكة سي ان ان الأمريكية، في فبراير شباط الماضي، قد أكد استعداد كييف للقتال مع واشنطن في أي بقعة من العالم، حيث قال: “وفي المستقبل، سيكون الأوكرانيون على استعداد لمحاربة إيران أو الصين أو كوريا الشمالية أيضاً، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، إذا لزم الأمر، لذلك، يجب على واشنطن الاستمرار في تقديم المساعدة لكييف”.، في إشارة غير مباشرة لاستخدام واشنطن للقوات الأوكرانية كـ “مرتزقة” للقتال في أفريقيا شريطة الحصول على الدعم الأمريكي.
يُذكر أن، الكثير من الشبكات والوسائل الإعلامية المحلية والعالمية، مثل صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية، و”سي ان ان” الأمريكية، وموقع “الايكونمست”، والغارديان، وبعض المواقع التركية، قد نشروا في وقت سابق تقارير ومعلومات توثق وجود القوات الأوكرانية في السودان.
تقارير تكشف المستور
في هذا السياق، انتشرت بعض التقارير والمعلومات، نقلاً عن مصادر محلية وعسكرية صومالية، بوصول دفعة جديدة من “المرتزقة الأوكران” إلى العاصمة الصومالية مقديشو، وبحسب شهود عيان، فقد تم تسجيل وصول المجموعة الأولى من “المقاتلين الأوكران” إلى بعض القواعد العسكرية في مقديشو انطلاقاً من الخرطوم، للمشاركة في القتال هناك بإشراف أمريكي.
في سياق متصل، نشرت بعض وسائل الإعلام نقلاً عن مصادر عسكرية صومالية، وبعض شهود العيان، أنباء عن تحطم طائرة تابعة لقوات الاتحاد الأفريقي “أتميس”، أول أمس الاثنين، في مطار “جوهر” شمالي العاصمة مقديشو بنحو90 كم، أثناء هبوطها بسبب مشاكل فنية.
وبحسب شهود عيان ومصادر ضمن المطار، فقد كان على متن الطائرة ضابطان أوكرانيان لم يُعرف مصيرهم، كما شُوهد إلى جانب حطام الطائرة صندوق يحمل سلاح “جافلين”.
وبحسب الباحث في الشؤون الأفريقية، تاج الدين قمرة، فإن كل الأنباء التي تتحدث عن وجود قوات أوكرانية في الصومال هي مؤكدة، بناءً على اعتراف المسؤولين الأوكرانيين رسمياً بوجود قواتهم في السودان، بعد انتشار كثير من الأنباء في وسائل الاعلام حول هذا الموضوع.
وبحسب بعض الخبراء والمراقبين، “إذا كانت حجة المسؤولين الأوكران، لتواجد قواتهم في السودان، هي قتال جماعة “فاغنر” وأي قوة مدعومة من روسيا، فما هو مبرر وجود قوات أوكرانية في الصومال، سوى العمل كمرتزقة لدى واشنطن؟؟.
المصدر: صحيفة الراكوبة