تحديات تواجه الأسرة في حماية أبنائها من أخطار العالم الافتراضي
حذر مختصون وخبراء مشاركون في مجالس وزارة الداخلية الرمضانية، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، من إهمال معالجة التحديات التكنولوجية والإلكترونية التي تواجهها الأسر في الوقت الحالي، بما قد يؤثر في تربية الأبناء. وأكدوا أهمية تطبيق إجراءات وقائية لحماية الأطفال من أخطار العالم الافتراضي، وتعزيز دور الأسرة في حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والمحتوى غير المناسب، أو التواصل مع أشخاص غير معروفين.
وانطلقت الجمعة، مجالس وزارة الداخلية الرمضانية، برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وتناولت موضوع «الأسرة عماد المجتمع».
وتناولت الحلقة الأولى من المجالس التي ينظمها مكتب ثقافة احترام القانون، بالتعاون مع إدارة الإعلام الأمني في وزارة الداخلية، محاور: الأسرة حقوق وواجبات، والقيادة الأسرية الإيجابية، والتحديات العالمية التي تواجه الأسرة.
وفي المجلس الذي استضافه في أبوظبي، مبارك سعيد بخيت الراشدي، أكد مفتش عام وزارة الداخلية اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، أهمية مجالس وزارة الداخلية الرمضانية في التواصل المجتمعي الفعال، كما أكد مدير عام حماية المجتمع والوقاية من الجريمة بالإنابة، العميد سلطان بوعتابة الزعابي، أن مجالس وزارة الداخلية الرمضانية مستمرة كمنصة مجتمعية تلتقي فيها الآراء، في حوار حضاري يسهم في تعزيز جودة الحياة للمجتمع الإماراتي.
وتحدث مدير مركز سعادة المتعاملين بوزارة تنمية المجتمع، صالح طاهر البريكي، حول السياسة الوطنية للأسرة، الهادفة إلى الارتقاء بقدرات الأسرة الإماراتية لبناء أجيال واعدة تتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع والوطن.
وأوضح رئيس قسم الوقاية والتوعية في مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل، النقيب عبدالرحمن عبدالله النعيمي، أن الرقابة الوالدية للأطفال على الإنترنت، تعد ضرورية لحمايتهم من المخاطر المحتملة، مثل التعرض للمحتوى غير المناسب، أو التواصل مع أشخاص غير معروفين، كما يجب على الآباء توجيه وتوعية الأطفال بمخاطر الإنترنت، وتعزيز السلوكيات الآمنة عبر التواصل المفتوح والتحفيز على الإبلاغ عن أي موقف يثير القلق. وقال الواعظ الديني سيف المسكري، إن الأسرة الصالحة تغذي المجتمع بالأفراد الصالحين.
وأكد المتحدثون في المجلس الذي استضافه الدكتور عارف الشيخ عبدالله الحسن في دبي، ضرورة مراقبة الأطفال المستمرة لحمايتهم من الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية. وقال كبير المفتين، مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد، إن الأسرة هي أولى لبنات الحياة، والمؤثر الأول في تشكيل الشخصية الإنسانية، والمحيط الذي من خلاله تُبنى المجتمعات السليمة. وشددت الدكتورة موزة غباش على ضرورة أن تتخذ الأسر إجراءات لحماية للأطفال من أخطار العالم الافتراضي.
وأكدت المتحدثات في المجلس النسائي الذي استضافته الشيخة عائشة خالد سلطان القاسمي في عجمان، على ضرورة التعامل مع النزاعات الأسرية بشكل بناء، وإيجاد حلول تلبي احتياجات جميع الأفراد. وتحدثت الرائد وفاء خليل إبراهيم الحوسني، عن التحديات التحديات التكنولوجية، مثل الاعتماد المفرط على الأجهزة اللوحية والأجهزة الذكية، وتأثيرها على العلاقات الاجتماعية، وضعف التواصل بين الأمهات والآباء بسبب الحياة المعاصرة، مؤكدة على ضرورة التواصل الفعّال بين الآباء والأبناء.
وقالت الدكتورة رقية الريسي، إن التواصل الفعّال يلعب دوراً حيوياً في توجيه سلوك أفراد الأسرة، وتعزيز الحوار الصحي والتفاعل البناء. وأكد المتحدثون في مجلس أم القيوين، الذي استضافه الدكتور أحمد علي سعيد آل علي، أن وسائل التواصل الاجتماعي ذات تأثيرات إيجابية وسلبية في الوقت نفسه، مشددين على الحاجة الماسة للاستفادة هذه الوسائل بإيجابية.
وقال مدير إدارة المؤسسة الإصلاحية والعقابية بأم القيوين، العقيد الدكتور سيف سالم زيد، إن المسؤولية القانونية تُلزم الآباء بإبعاد الأبناء عن أي ضرر، وتربيتهم التربية الصحيحة، موضحاً أن الإخلال بالواجبات له الأثر الكبير على اختلاف سلوك الأبناء.
وأوضح رئيس قسم الشرطة المجتمعية بشرطة أم القيوين، المقدم ناصر سلطان بن يوسف، أن الأسرة تواجه تحديات، أهمها بطء عملية التواصل بين المدرسة والأسرة، ما يؤثر سلباً على تكوين أسرة هادئة وآمنة، منوهاً بأن الأجهزة الإلكترونية تسهم في عزلة الأبناء عن محيطهم، وتقلل جلسات الحوار الأسري.
وفي مجلس رأس الخيمة الذي استضافه عضو المجلس الوطني الاتحادي، سلطان سالم بن يعقوب الزعابي، ناقش المتحدثون التحديات التي تواجهها الأسرة مع العالم الافتراضي. وقال مدير إدارة الشرطة المجتمعية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، العقيد الدكتور ناصر محمد البكر، إن الأسرة تواجه تحديات كثيرة، أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تؤدي إلى التفكك الأسري، وتمنع التواصل الفعال، ودعوا إلى مواجهتها عبر الالتزام بالقيم والثوابت، وتجنب التقليد الضار.
وفي المجلس النسائي، الذي استضافته عائشة خميس الظنحاني، عضو المجلس الوطني الاتحادي في الفجيرة، أوضحت المتحدثات أهمية تعزيز القدوة الحسنة في الأسرة، والتعريف بالتراث الثقافي والعادات الإماراتية، وتعزيز الحوار الأسري حول تأثير برامج التواصل الاجتماعي على الأبناء.
وشددت الشيخة عائشة سعيد عبدالله الشرقي على ضرورة المتابعة الأسرية للأبناء وتوجيههم نحو السلوكيات الصحيحة، لحمايتهم من مخاطر قد تواجههم في الحياة اليومية، مثل التعرض للمحتوى غير المناسب على الإنترنت، أو التعرض للضغوط النفسية في المدرسة.
وقالت الرائد الدكتورة مريم الهاشمي، من وزارة الداخلية، إن التكنولوجيا تثير تحديات عديدة في تربية الأبناء، فقد يؤدي الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية إلى انعزال الأطفال عن العالم الحقيقي والتفاعل الاجتماعي، كما يمكن أن يتعرض الأطفال للمحتوى غير الملائم عبر الإنترنت.
وشددت الرائد الدكتورة مريم الكعبي على أهمية وضع سياسة في المنزل لتحديد استخدام الأجهزة الإلكترونية، واستغلال التطبيقات التعليمية في تطوير مهارات الأبناء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم