اخبار الكويت

الفاتحة فوائد ولطائف يوثقها د أحمد الهيفي في كتيب جديد

فوائد ولطائف ودرر يرصدها د.أحمد الهيفي في مؤلفه الجديد والبديع، فما أبدع الإبحار في ترصد الجمال والجلال والعظمة في أعظم سورة في القرآن الكريم، السبع المثاني والمقرونة بعظمة كلام الله، وكما يقدم د.الهيفي للكتيب بأن قراءة الفاتحة واجبة في كل ركعة من ركعات الصلاة فرضا كانت أو نفلا، ومن هنا سعى الى «تقديم بعض فوائد ولطائف هذه السورة العظيمة»، متقربا الى الله بهذا الجهد، مؤملا منه سبحانه الأجر والمثوبة.

كتيب صغير من بضع وأربعين صفحة، جمع ورصد فيها د.أحمد الهيفي 100 فائدة ولطيفة ودرة في هذه السورة العظيمة، مستهلا بمقصدها، وهو مقصد عقدي اصيل، تحقيق التوجه لله تعالى بكمال العبودية له وحده سبحانه، ومعرجا على سبب تسميتها، وهو افتتاح كتاب الله الكريم بها، وايضا تسمى «أم القرآن» لاشتمالها على موضوعاته من توحيد لله، وعبادته، وإشارة إلى القصص، وغير ذلك.

ويركز المؤلف على تعيين الفاتحة في كل ركعة لكل احد على العموم «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»، وتفتتح بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والاعتصام به سبحانه، والاستجارة بجنابه من هذا العدو اللعين، ثم البسملة، الله اكبر اسمائه سبحانه وأجمعها، والرحمن ذو الرحمة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة، ثم يتبع سبحانه ذلك بالحمد المستحق، مدللا على ذلك بالحديث الذي رواه الإمام مسلم عن تقسيم الفاتحة بين الله تعالى وعبده.

ويستغرق د.أحمد الهيفي في التطرق للطائف «رب العالمين»، الرب الملك المتصرف، والعالمين اسم لكل ما سوى الله تعالى، وذلك ذكر في اول المصحف للألوهية والربوبية والملك وهي لله تعالى وحده، ثلاثة أوصاف ذكرها سبحانه في موضوع واحد في أول القرآن.

ويصف سبحانه نفسه بأنه «الرحمن الرحيم» للترغيب بعد الترهيب، وهما اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وهو «مالك يوم الدين»، فالكل مدين بعظمته، خاضع لعزته، منتظر لمجازاته، راج ثوابه، خائف من عقابه.

ويشير د.الهيفي الى فائدة للعلامة الشنقيطي في تفسير «إياك نعبد»، وهي تحقيق معنى لا إله إلا الله، ويرصد ما ذكره الإمام القرطبي والشيخ محمد الأشقر، موضحا ان العبادة كمال المحبة وكمال الخضوع والخوف والذل، و«إياك نستعين» التبرؤ من الحول والقوة والتفويض الى الله عز وجل، أي لا نطلب العون إلا منك وحدك، لأن الأمر كله بيدك وحدك.

ومن تفسير الشيخ محمد بن عبدالوهاب، يرصد د.الهيفي قوله في تفسير «اهدنا الصراط المستقيم»، فهو الدعاء الصريح الذي هو حظ العبد من الله وهو التضرع إليه والإلحاح عليه ان يرزقه هذا المطلب العظيم، أما «صراط الذين أنعمت عليهم» ـ والتفسير مازال للشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أما «غير المغضوب عليهم ولا الضالين»، فيورد د.الهيفي اتفاق اغلب المفسرين على انهم اليهود والنصارى على التتابع، وان كان الشيخ محمد بن عبدالوهاب يذهب الى ان المغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم، والضالون هم العاملون بلا علم، فالأولى صفة اليهود، والثانية صفة النصارى.

ثم يتم التعقيب على هذه الآيات بـ «التأميم» (آمين) حيث الرحمة والمغفرة.

وفي النهاية، يرصد د.احمد الهيفي فوائد سورة الفاتحة وذلك من «المختصر في تفسير القرآن الكريم» و«تفسير ابن كثير» موردا حديثا في صحيح البخاري عن الأمر للمأمومين بقول «آمين» بعد تلاوة الإمام «غير المغضوب عليهم ولا الضالين»، مستفيضا في ذكر فوائد السورة في القرآن بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى.

ومن فوائد هذه السورة العظيمة «الرقية».

فهذه كانت بعض الإضاءات على هذه الفوائد الجمة واللطائف البديعة والدرر المكنونة التي استخرجها د.أحمد الهيفي من بطون التفاسير للعلماء العظام في تبسيط بديع ينفع الله به المنتفعين.

المصدر: جريدة الأنباء الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *