الفنان في الأصل مناضل السودانية , اخبار السودان
ترى المطربة الشابة تسابيح الأمين، أن الفنان في الأصل هو مناضل، وهو صوت مجتمعه، وتؤمن (بيحا) كما يحلو أن يناديها معجبوها، بأن المسافة الممتدة بين تخصصها العملي (التخدير) وبين الفن كان رصفها صعبها، غير أن الكفة مالت نحو الغناء.
تسابيح المولودة في السعودية، تصر على أن تكون إحدى حلقات الوصل بين السودان (زمان) والآن.
(بيحا) تحدثت في حوارها مع «التغيير» عن مشروعها القائم على المساهمة في تغيير المجتمع وتثبيت هويته، وعن دور الأسرة في مشوارها الفني، والعديد من النقاط التي أجابت عنها بشفافية كبيرة.
التغيير: عبد الله برير
تسابيح، ولدت ودرست في السعودية حتى الثانوية، كيف تعرفت على السودان؟
نعم نشأت في المملكة العربية السعودية. ودرست فيها حتى المرحلة الثانوية، وهذه كانت بداية تعرفي على السودان من بعيد في محاولات لبناء جسر بيني وبينه من خلال العطلات السنوية، انتقلت للسودان بعد ذلك، وجلست لامتحان الثانوية العليا، ثم التحقت بجامعة الرباط الوطني قسم (التخدير. وهنا بدأت رحلة الاستكشاف الحقيقية للسودان وثقافاته بشكل قريب، وهنالك التحقت بكورال الجامعة حيث كانت الانطلاقة الفنية.
كيف كان دور الأسرة تجاه مشوارك الفني؟ هل تجدين التشجيع أم المعارضة؟
مثل أي أسرة سودانية كانت أسرتي ترى أن (القصة) سوف تنتهي بانتهاء الجامعة مثلما يحدث في الدورات المدرسية، خاصة وأنني أدرس تخصصاً صعباً، ويتطلب عملاً كثيراً، لكن بحمله استطعت أن أوفق بين الجانبين.
طبعا المعارضات موجودة والدعم كذلك، انقسم الناس بخصوص المشروع، لكن ما يهم أن حرية الاختيار كانت موجودة.
هل جربت التلحين لإنتاج أعمال خاصة أم أنك ما زلت في طور الاعتماد على الغناء المسموع؟
جربت التلحين لبعض الأعمال التي هي في طور النشأة الآن، وسترى النور قريباً، أنا بصدد إصدار أغاني خاصة قريباً إن شاء الله.
علام يستند مشروعك الفني وما هي خططك المستقبلية للتطوير؟
الفكرة الأساسية هي المساهمة في تغيير المجتمع وتثبيت هويته التي بدأ يفقدها رويدا رويدا في ظل تعاقب النكبات والشتات، أعمل من أجل بناء قادر على جذب الأجيال التي نشأت خارج الوطن ليكون تواصلها معه قوياً.
أريد أن أعبّر عن أفكار الجيل الخاص بنا. إنني أحاول أن أكون حلقة وصل بين (سودان زمان وسودان الآن.
كيف رصفت المسافة بين تخصص التخدير كمجال طبي وعلمي جامد وبين مشروع الغناء؟
كانت هذه الرحلة صعبة للغاية. وهي مسافة مستحيلة، كما قال الفنان الراحل محمود عبد العزيز، لكن الكفة أحيانا تميل إلى الغناء أكثر.
تسابيح محاطة بعدد من الأصدقاء المحبين الداعمين، كيف كان دورهم في مشوارك؟
الأصدقاء (ركائز) لا سيما حينما يكونون مسكونين بالفن والفنون. دعمهم لي لا متناه، سواء على مستوى الموسيقى أو الأشعار أو التلحين، حباني الله بأصدقاء من الوسط الفني لهم ذات الاهتمامات والأفكار المتقاربة، نفكر بصوت واحد، ونخضع كل شيء لـ(ورشة. ورأي الأغلبية هو الأرجح دائماَ.
اخترت الاستقرار بكمبالا بدلاً عن مصر، ما هو تأثير الغربة على الفنان؟
في الحقيقة كانت مصر هي تكون خياري الأول، لكن صعوبة الإجراءات جعلتني أصرف النظر عنها، واخترت كمبالا لسهولة الدخول.
في يوغندا عرفت أن الله يسر لي زيارة أماكن تشبهني. الطبيعة والجو والإنسان الطيب. كل ذلك.
جعلني أشعر باستقرار سريع، وسحرني المكان حرفياً.
أما بخصوص الشق الآخر من السؤال فكما يُقال، فإن الغربة (ميتة ممرحلة) وهي طبعاً مؤثرة، وتفصلك عن واقعك ومجتمعك وناسك. لكن أحياناً هذا الفقد يكون سبباً أساسياً للإبداع.
كيف كان تأثير المواكب الاحتجاجية عليك، ماذا يغرس النضال في الفنان؟
المواكب كانت الأساس الحقيقي لكل شيء، الحرية، الإبداع، القرار، فالفنان أصلاً مناضل. لأنه يمثل صوت مجتمعه المظلوم وحقه المهضوم.
في الفترة التي واكبت فيها الثورة التي كنا دوماً ندعو فيها للتغيير والحريات شعرنا أن أوان مطالبنا قد حان التعبير عنه، كنا نفكر في كيفية مجابهة الواقع، هذا كله أثر في وجداننا كفنانين إلى حد بعيد، وجعلنا قادرين على أن ننتج ونوثق لتلك الفترة الممتدة حتى اللحظة.
المصدر: صحيفة التغيير