حرص أميركي على إشراك “تقدم” في مفاوضات وقف الحرب في السودان
تقول أوساط سياسية سودانية إن اللقاء الذي جمع بين المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو مع وفد من تنسيقية القوى المدينة الديمقراطية “تقدم”، يعكس حرصا أميركيا على إشراك المكون المدني في السودان في مفاوضات وقف الحرب.
وتشير الأوساط إلى أن اللقاء يترجم في جانب منه نجاح تنسيقية تقدم التي يرأسها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك في فرض نفسها على المعادلة القائمة، الأمر الذي يهيئُها للعب أدوار متقدمة.
والتقى المبعوث الأميركي الأربعاء في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بوفد من تنسيقية تقدم. وقال بيان للتنسيقية عقب اللقاء إنه جرت مناقشة جهود إنهاء الحرب، والأخطار الوشيكة على “الحالة الإنسانية الناجمة عن الصراع”.
كما تطرق الطرفان لـ “خارطة الطريق الموضوعة لإنهاء الحرب وفق مبادئ رؤية التنسيقية”. وأضاف البيان “تطابقت أطروحات الجانبين حول أهمية توحيد المبادرات الدولية الرامية لإنهاء الصراع الدامي، فضلا عن ضرورة العمل لمشاركة القوى المدنية في مفاوضات إيقاف الحرب، وبناء عملية سياسية شاملة لا تستثني إلا المؤتمر الوطني (حزب الرئيس السابق عمر البشير) والحركة الإسلامية وواجهاتهما”.
وشدد المبعوث الأميركي، وفق البيان، على “دعم الولايات المتحدة للشعب السوداني والقوى المدنية التي تسعى لإنهاء الحرب”.
ودعا بيرييلو “جميع الجهات المعنية إلى تعبئة الجهود لوقف الحرب فورا ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة، والانخراط في بناء عملية سياسية تؤدي إلى تأسيس حكم مدني ديمقراطي”.
من جهة أخرى قال المبعوث الأميركي إنه التقى بمجموعات من الشباب والنساء السودانيين. وأشار إلى اطلاعه على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأسر في مناطق الحرب. وأضاف في تغريدة على منصة إكس “يشجعني تصميمهم ليس على إنهاء هذه الحرب فحسب، بل على بناء السودان الذي يستحقه شعبهم”.
الولايات المتحدة تخشى من أن يؤدي استمرار النزاع السوداني إلى تعقيدات إضافية في ظل وضع إقليمي ملتهب وتحفز قوى معادية للدخول على خط الأزمة
وبدأ بيرييلو، جولة في أفريقيا والشرق الأوسط، من 11 إلى 23 مارس الجاري، تشمل كلا من كمبالا وأديس أبابا ونيروبي والقاهرة وجيبوتي والرياض وأبوظبي، وذلك من أجل توحيد الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع في السودان.
وفي 26 فبراير الماضي، أعلنت الولايات المتحدة تعيين بيرييلو، مبعوثا خاصا جديدا للسودان، وذلك في إطار مساعي واشنطن لإنهاء الحرب التي دمرت أجزاء من البلاد، وأودت بحياة آلاف الأشخاص.
ويعد لقاء المبعوث الأميركي بوفد من تنسيقية تقدم الأول له مع أطراف سودانية منذ تسلم مهمته الجديدة، ما يؤشر إلى اهتمام أميركي بالجهود التي تبذلها تقدم لوقف الحرب والتي ترجمت في التحركات النشطة لقياداتها على الساحة الأفريقية، بالتوازي مع محاولة توسيع قاعدتها بدعوة قوى سياسية وحركات مسلحة إلى الانضمام إليها.
وتضم “تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية”، أحزابا ومنظمات مدنية أبرزها؛ قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، وتكونت التنسيقية بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، على أمل توحيد المدنيين بهدف الضغط لإنهاء الأزمة.
ويرى مراقبون أن إشراك المكون المدني في جهود إنهاء الحرب السودانية أمر ضروري، مشيرين إلى أن جولات التفاوض السابقة من خلال منبر جدة، اقتصرت فقط على طرفي النزاع، وهذه كانت إحدى نقاط الضعف.
وتتواصل في السودان منذ 15 أبريل الماضي، حرب بين الجيش و”الدعم السريع” شبه العسكرية، خلّفت نحو 13 ألفا و900 قتيل، وما يزيد عن 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
ولم تفلح حتى الآن الجهود الدبلوماسية في تحقيق أي اختراق يوقف الحرب، ويرى متابعون أن الإشكال الرئيسي هو أن الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، يرفض أي تفاوض ويراهن على الحسم العسكري رغم إدراكه بصعوبته.
وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن يؤدي استمرار النزاع السوداني إلى تعقيدات إضافية في ظل وضع إقليمي ملتهب وتحفز قوى معادية للدخول على خط الأزمة.
العرب
المصدر: صحيفة الراكوبة