البحر الأحمر ولعبة التوازنات.. توافق مصري تركي نحو الدور الروسي
حملت الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الى جمهورية مصر العربية، أهمية كبيرة في الوقت الحرج الذي تمر به المنطقة، حيث كان الهدف الرئيسي للزيارة الأول من نوعها منذ ما يقارب 12 عام، هو مناقشة المخاطر التي تحيط بمصر خصوصًا في خضم الأزمات التي تمر بها الدول المجاورة كفلسطين والسودان وليبيا.
كان الملف الفلسطيني وتهجير سكان قطاع غزة هو الملف الأبرز للحوار التركي المصري، ودعم اردوغان الموقف المصري بما يخص عدم السماح لإسرائيل بتهجير سكان قطاع غزة الى شبه جزيرة سيناء. ولكن الخطر الذي يهدد المنطقة يتعدى هذه الأزمة، فالتوتر على البحر الاحمر وهجمات الحوثي والتدخل الأمريكي المرتقب ينذر بنتائج كارثية على المنطقة ككل، خصوصًا على مصر وأمنها القومي، لذلك يسعى عبد الفتاح السيسي لإيجاد حليف قوي للمساعدة في مجابهة هذا الخطر المتوقع.
في السياق يقول حسام الدين الصادق الباحث في الشأن الدولي بمركز الوشم الأوسط للدراسات، إن تركيا لديها أيضًا مصالح معينة في المنطقة، وتتلاقى المصالح المصرية التركية في الملف السوداني، فكلا الطرفين يدعمان القوات المسلحة السودانية ( الجيش السوداني ) بقيادة عبد الفتاح البرهان، وكان هذا الملف أحد أهم القضايا التي تم مناقشتها بين كلا الرئيسين، واتفق الطرفان على إيجاد حل سريع للصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وأوضح حسام الدين مشهور، خلال تصريحاته للراكوبة أن هناك صراع دولي على السودان وخيراتها، وهو ما يزيد من عمق الأزمة الحالية، التي تتخذها واشنطن كذريعة لإثارة الفوضى والعنف في إفريقيا بالكامل، وهو ما يدفع جميع دول الإقليم إلى إيجاد نوع من أنواع التوازن الدولي أمام واشنطن.
وكانت موسكو وقعت مع حكومة الرئيس المعزول عمر البشير عام 2017 اتفاقية تسمح للبحرية الروسية بإقامة قاعدة عسكرية في بورتسودان والاحتفاظ بها لمدة 25 عاما، مع تمديد تلقائي لمدة 10 سنوات في حال لم يعترض أي من الجانبين.
وينص الاتفاق آنذاك على إقامة منشأة بحرية روسية في السودان قادرة على استقبال سفن حربية تعمل بالطاقة النووية، حيث ستكون المنشأة الجديدة المقرر بناؤها بالقرب من ميناء بورتسودان، قادرة على استيعاب ما يصل إلى 300 عسكري ومدني، كما يسمح للمنشأة استقبال أربع سفن في وقت واحد.
المصدر: صحيفة الراكوبة