هل تنجح القاهرة في إنهاء حرب السودان؟
وقال عبدالعظيم لـ”إرم نيوز”، إن “مصر سيكون دورها فاعلًا في الوساطة لحل الأزمة السودانية، بيد أن الأجواء ما زالت محتقنة في السودان، ولم تتهيأ بعد لجلوس الأطراف على طاولة التفاوض”.
وأوضح شوقي أن “كل من طرفي الصراع العسكري يعتقد أنه قادر على حسم المعركة عسكريًا لصالحه، خاصة الجيش الذي حقق بعض التقدم في أمدرمان، قد يرى أنه من الضروري الاستمرار في الحرب”.
وأشار شوقي إلى أن العامل الأبرز في عرقلة مساعي الحل السلمي للصراع السوداني هو انخراط جماعة الحركة الإسلامية، وحزب المؤتمر الوطني المنحل في الحرب، موضحًا أن الحركة الإسلامية تصر على استمرار الحرب حتى تتغير جميع المعادلات لصالحها.
وأضاف أن “رؤية الاسلاميين الإستراتيجية هي الاستمرار في الحرب حتى يعودوا إلى السلطة وإعادة مشروعهم السياسي، خاصة أن لديهم، الآن، حليفًا وهو إيران التي منحتهم مساعدات عسكرية وتنتظر تفوقهم العسكري”.
وذكر أن ذلك يجعل الأجواء غير مواتية لنجاح لقاء “البرهان وحميدتي” لجهة أن لقاءهما يعني عمليًا إنهاء الحرب، وهزيمة كل السرديات الداعمة لاستمرار الحرب، مؤكدًا أن هنالك قوة ما زالت تسيطر على قرار الجيش، تعمل بجد على ألا يتم اللقاء بين “البرهان وحميدتي”.
يشار إلى أن لقاء البرهان وحميدتي، كان مقترحًا قديمًا طرحته منظمة “إيقاد” الأفريقية، وكان محددًا له، تاريخ 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في دولة جيبوتي، لكنه تعرقل قبل أن تنهار لاحقًا جهود وساطة “إيقاد” في حل الأزمة السودانية، نتيجة رفض البرهان وتجميده عضوية السودان في المنظمة الأفريقية.
كروت ضغط
من جهته يقول المحلل السياسي علاء الدين بابكر، إن القاهرة، الآن، مؤهلة لعقد اللقاء بين البرهان وحميدتي، لأنها تمتلك كروت ضغط على قادة الجيش السوداني، كما أن قوات الدعم السريع أبدت استعدادها للتعامل مع مصر وقبول وساطتها لحل الأزمة السودانية.
وأكد بابكر في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن الطريق لوقف الحرب في السودان يكمن في تسريع عقد اللقاء بين “البرهان وحميدتي”، لأن المشكلة أصبحت كأنها شخصية بينهما أكثر من كونها حول قضية، موضحًا أن الصراع بات واضحًا أنه صراع نفوذ ومصالح بينما الشعارات المرفوعة من الطرفين زائفة.
وأوضح أن الأجواء أصبحت مهيأة لعقد اللقاء بين الجنرالين، لأن الطرفين وصلا إلى نتيجة استحالة حسم المعركة عسكريًا، لكنه حذّر من نفوذ جماعة الحركة الإسلامية وسط الجيش السوداني، مؤكدًا أنها ستعرقل إكمال اللقاء.
وذكر بابكر أن سيطرة الإسلاميين على قرار الجيش قد تدفع تجاه استمرار الحرب لأن إيقافها ليس في مصلحتهم، وزاد “هم سيدفعون في اتجاه استمرارها أو إيقافها بشرط أن يكونوا جزءًا من المعادلة السياسية والسلطة”.
المصدر: صحيفة الراكوبة