لا أُشبه عبد الإله بنكيران .. وأتمسك بمقولة “حل الروبيني ينزل الما”
قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، إنه “لا علم له” بأيّ مقارنة ظلت رائجة له مع عبد الإله بنكيران كشخصية سياسية “كانت تصنع الحدث”، مبينا أن “طباع الناس تختلف، وكل شخص له طبيعته التي خلقه الله عليها، ويتعيّن أن يتصرف الإنسان على طبيعته وسجيته وأن يكون مرتاحا لذلك. وأما اصطناع أمور ليست من طبيعة الإنسان، فهذا هو ما يخلق القلق”.
العثماني وهو يتحدّث في برنامج “شهادات للتاريخ” الذي تبثه هسبريس خلال شهر رمضان المبارك، أفاد بأن “مجموعة من البرلمانيين السابقين أتوا ليستفيدوا من حصص من الدعم النفسي في عيادته”، نافيا أن “يكون لذلك علاقة مباشرة بعملهم السياسي، لأن عوامل الأمراض النفسية تتجاوز المنظور، وليس دائما ما نراه هو السبب، فليست هناك وظيفة أو مجال للعمل يكون فيه المرض النفسي متفشيا أكثر من غيره من المجالات”.
وأضاف العثماني، مجيباً عن أسئلة الإعلامية نعيمة المباركي، أن زادهُ في علم النفس كان “ربما مفيداً” في تدبيره “النزاعات السياسية” سواء كرئيس للحكومة أو كأمين عام لـ”بيجيدي”، موضحا أن “الإنسان عندما يمارس السياسة يستعين بجميع ما لديه من معطيات علمية أو معارف أو ثقافة، إلخ. غير أن هذه الاستعانة تكون لا واعية وتلقائية، لكن الحسم في الموضوع يحتاج إلى مراقب خارجي ليقوم بالتحليل”.
ولفت الأخصائي النفسي الذي قاد الائتلاف الحكومي في سياقات سابقة إلى أنه “ليست هناك فئة داخل المجتمع يمكن اعتبارها أكثر تعرضا للانتكاسات النفسية دون فئة أخرى”، مبرزا أن “المرض النفسي له أسباب وعوامل موضوعية لا يكون القلق وحده حاسما فيها (…) فضغوط الحياة يمكن أن تسبب القلق، لكن الأخير ليس دائما مرضا نفسيا”، وزاد:
“يوجد قلق هو جزء من الحياة، ويوجد قلق إيجابي، والطبيب النفسي لا يعالج القلق أو الحزن في الحياة، فهي مشاعر طبيعية”.
وأوضح المتحدث أن “الضغوط في عالم المال والأعمال والسياسية تسبب فعلا همّا وترقبّا وتفكيرا سلبيا. وهذا ليس مرضا نفسيا وإنما عوارض أو مشاكل نفسية تحل عن طريق الدعم النفسي والعودة إلى الله”، مؤكدا “وجود أمور في الحياة تساعد الإنسان على تجاوز المراحل الصعبة والحرجة من الحياة، دون الحاجة إلى زيارة الطبيب. لهذا، أعتبر مغادرة الحكومة جزء من الحياة، كأي إنسان آخر دخل إلى نطاق المسؤولية ثمّ خرج منه”.
وجوابا عن سؤال الأثر النفسي لما تعرض له من سخرية واستهزاء وتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتباره نال أكثر قدر منها ضمن كل رؤساء الحكومة، أورد العثماني أنه لا يُتابع الشبكات الرقمية، وأنه ليس على بينة بما يقال فيها، واعتبر أن “الدفع بأن ذلك يُحدث انتكاسة نفسية، هو مبالغة. هذا جزء من الحياة، ومن يريد أن يعيش كمسؤول عليه أن يعي أن تصرفاته لن تعجب فئات عديدة”.
وبخصوص “حل الروبيني ينزل الما” بوصفها المقولة التي دفعت بها المُحاوِرة كإحدى الطرائف التي ارتبطت به، أكد العثماني تمسّكه بها وأنه “مازال يقولها”، مضيفا أن “الماء نعمة والإنسان لا يحس بالنعم وبالأمور الإيجابية إلا حين يخسرها. لقد كنا على أبواب أن ينقطع الماء مؤقتا في بعض المدن، لكن الحمد لله جاء المطر، وإلا كنا سنضطر لتقنين التزود بالماء”.
وشدد المتحدث على “أهمية نعمة الماء في الحياة”، وعلى أن “هذه المقولة لها دلالات عميقة حين نتأملها”، لافتا إلى “الجهود التي يبذلها المهندسون والأطر والتقنيون على المستوى الوطني، باشتغالهم ليلا نهارا وبشكل يومي، لكي تتم تنقية الماء وتصفيته وتطهيره ليصبح صالحا للشرب”، على حد تعبيره.
المصدر: هسبريس