(جيش الخصيان) يُضحِّي بأسراه !
(جيش الخصيان) يُضحِّي بأسراه !
علي أحمد
لا يزال الجيش الكرتي قادرٌ على إدهاشنا بكل صور الإنحطاط والسفالة والخيانة، وكلما ظننا أنّ ما سمعناه هو صوت سقوطه وارتطامه بالقاع، يعود من جديد ليؤكد لنا بأن سقوط الجيوش الخائنة لا قاع له ولا قرار!
شهدتْ بلادنا أمس الأول أكبر حادثة خيانة وسقوط للأخلاق والمروءة، وسقوط للشرف في كل معانيه، الشخصي والعسكري، وحالة غير مسبوقة من انعدام الحياء حتى في صورته المومسيِّة الخليعة، وافتقار للرجولة في معناها المُبتذل.
حيث طالعنا ببالغ الحزن والأسى والألم خبر رفض الجيش استلام (537) من ضباطه وجنوده الأسرى لدى قوات الدعم السريع، التي قالت في بيان لها إنها قامت بهذه الخطوة كبادرة حسن نوايا، وحتى يلتئم شمل الأسرى مع ذويهم في هذا الشهر الكريم كما جاء في البيان بعدها خاطبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبدء عملية استلام الأسرى، وقامت اللجنة الدولية الموقرة بدورها في التواصل مع الجيش لتكملة إجراءات التسليم والتسلم، إلّا أنها أي اللجنة الدولية للصليب الأحمر عادت وأبلغت قوات الدعم السريع أنّ قيادة الجيش ترفض استلام ضباطها وجنودها دون توضيح الأسباب!
ولا شكّ أنّ هذا ديدن الجيش المُختطف كيزانياً منذ 30 عاماً، راكم فيها تاريخ طويل من البشاعة في التعامل مع العزل كما الأسرى، بل هو الجيش الوحيد في العالم الذي يعتبر أسراه في عِدادِ القتلى، ووفقاً لهذا التصوّر المُنحط إنسانياً فإنّ القتيل يستوجب الترحم عليه وليس استرداده !
وهناك شواهد كثيرة على فظاعة هذا الجيش، كنت لا أريد التطرق إليها لأن كثيرون قبلي قد كتبوا عنها ونبشوها نبشاً وذبحوها ذبحاً، ولا حياء أو حياة لمن ننادي، ومنها ما حدث مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة الدكتور “جون قرنق” أثناء مباحثات السلام في نيفاشا بكينيا، حيث قامت الحركة الشعبية بإطلاق دفعة من أسرى الجيش كبادرة حسن نِيّة، وكانت تنتظر كوضع طبيعي وعُرف متبع في الحروب؛ أن يقوم الجيش بالمثل؛ ويطلق سراح أسراها، ولكنّها تفاجأت أنه لا يوجد أسيراً واحداً من جنودها وضباطها لدى الجيش فيما كانت تتوقع أعدادهم بالآلاف، إذ اتضح بعدها إنّه لا يحتفظ بالأسرى بل يقتلهم جميعاً، وكيف يحتفظ بأسرى الغير من يعتبر أسيره قتيلاً؟ وكيف يحتفظ بهم والأسرى في عرف قادتهم يعتبرون “أعباء إدارية” لا أسرى ؟!، وهو تصرف ووصف لا يليق بقادة جيوش وإنما بمومسات، فالمومس يترهل جسدها بماء الرجال ولكنها لا تتحمل عبء الحمل!
كنت أتمنى أن أختم مقالي هذا بمناشدة لعل وعسى أن تجد فؤاداً رحيماً واحداً وسط ضباط الجيش، فليس هناك ثمة ما هو أقسى على المرء من الغدر والعقوق، خصوصاً لو كان هذا الغدر ضد من كان يحمل السلاح في صفّك، وليس هناك عقوقاً أكثر من ممارسته ضد من وضع حيّاته ثمناً لحياتك، ولكن للأسف ليس هناك ثمة ضابطاً حراً داخل هذه المليشيا الإرهابية قاطعة الروؤس والأيدي وقاتلة الأسرى؛ حتى نناشده فينتفض لشرفه قبل حرية ضباطهم وجنودهم الأسرى، وأنا متأكدٌ تماماً أنْ لا أحد بين قادتها الذين رفضوا استلام أسراهم قد فكّر ولو لمرة واحدة في مصير ومشاعر وأحاسيس (537) أسرة، فيهم الأم والأب والزوجة والطفل واليتيم والعاجز والمُعاق والفقير، ولكنه لا هو جيش ولا هم برجال، بل هم مجموعة من الكائنات الدنيئة المستأنسة اختارت بمحض إرادتها العيش في مرتبة أقل من الحيوانية؛ (حتى الكلبة تحرس نطفتها)، لكنهم مجموعة من المسوخ تعمل بلا شرف أو عقيدة قتالية أو أخلاقيات مهنة، تأتمر بأوامر جماعة من الثديات الشاذة الخالية من أي أخلاق وفضيلة، تحركها الشهوات وممارسة الشذوذ على كافة الأصعدة، ومنها شهوة القتل.
إنه الجيش الكرتي .. جيش الخصيان!
المصدر: صحيفة الراكوبة