المغرب يواجه ظواهر مناخية “متطرفة”
تواصل ظواهر المناخ التي توصف من لدن الخبراء بـ”المتطرفة” الظهور في المغرب لتؤكد بذلك على تأثير التغيرات المناخية على البلاد، على غرار مجموعة من بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط؛ فقد سجل المغرب، هذا الشتاء، درجات حرارة قياسية، بلغت أعلى مستوياتها في شهر يناير الذي كان الأكثر حرارة في المملكة منذ العام 1940.
وحسب ما أفادت به المديرية العامة للأرصاد الجوية، الأربعاء، فإن متوسط الحرارة في هذا الشهر “كان قياسيا بزائد 3,8 درجات مقارنة مع المستوى المعتاد خلال الشهر نفسه ما بين العام 1991 و2020″؛ وهي الظاهرة التي وُصفت بـ”غير العادية والناتجة عن ضغط جوي مرتفع خيّم على الجزء الغربي لحوض المتوسط”.
وبالرغم من أن الأرقام المسجّلة وتواريخ تسجيلها تشير إلى أن التغيرات في درجات الحرارة ظاهرة ليست جديدة على المغرب، فإنه يبدو أنها تأخذ مسارًا أكثر حدة وتسارعًا في السنوات الأخيرة؛ ما يطرح تساؤلات لدى المغاربة عمّا إذا كانوا سيعيشون صيفاً أكثر حراً من أي وقت مضى.
محمد بنعبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، قال إن سنة 2024 من المرتقب أن تكون “الأشد حراً على الإطلاق”، مستنداً في ذلك إلى تنبؤات وتقارير لمجموعة من المراكز الدولية والخبراء والباحثين في تأثيرات ظاهرة النينيو منذ بدايتها سنة 2023.
وأضاف بنعبو، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “يتّضح بالملموس أن تأثيرات النينيو ستتواصل بالمغرب، خلال السنة الحالية. كما باتت منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط تشهد ظواهر مناخية اعتُبرت في سنوات خلت استثنائية وتحوّلت الآن إلى عادية بفعل استمرارها وتكرارها؛ كارتفاع درجات الحرارة، وما يصحبها من إجهاد مائي، وتزايد تبخر المياه”.
وأشار الخبير المناخي ذاته إلى أن ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير طبيعي بدأ منذ أكتوبر الماضي ليتواصل طيلة شهر نونبر، قبل أن يسجّل يناير رقماً قياسياً لدرجة الحرارة في فصل الشتاء والتي قاربت الدرجات المسجلة في فصل الصيف، مبرزاً في السياق ذاته أن شهر فبراير هو الآخر عرف أياما عديدة حارة تتبع المنخفضات الرطبة والتساقطات التي شهدها.
ويتوقّع المتحدث عينه أن السيناريو المحتمل للصيف المقبل هو أن تسير درجات الحرارة في المنحى نفسه، مع إمكانية تحطيم أرقام قياسية أخرى على مستوى مجموعة من الأقاليم ومدن المملكة، على غرار سنة 2022 التي سجّلت في مدينة سيدي سليمان رقماً قياسياً (49.5 درجات مئوية).
من جانبه، قال محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إنه “يمكن للمغرب تسجيل درجات حرارية عالية غير مسبوقة، سواء صيفا أو شتاء؛ بغض النظر عن متى سيحدث ذلك”.
وأشار قروق، في حديث لهسبريس، إلى أنه، بالنظر إلى تدخل مجموعة من العوامل في درجات الحرارة المسجلة، “لا يمكن وضع توقعات دقيقة؛ لعدم معرفتنا بكيفية تفاعل هذه العوامل”.
المصدر: هسبريس