محاربة الفساد هي جزء من جهود وقف الحرب
اعتبرت أميمة سيد أحمد، المدير التنفيذي للمجموعة السودانية للديمقراطية أولا وعضو التحالف السوداني لمكافحة الفساد أن فكرة العمل حول مكافحة الفساد وتطوير مفهوم الشفافية هي ليست بالفكرة الجديدة، وكل المنظمات المنضوية تحت راية التحالف السوداني لمكافحة الفساد عملت في فترات سابقة وبأشكال مختلفة وحول موضوعات مختلفة ذات صلة بمكافحة الفساد وإنهائه في السودان. وأضافت في حديث لراديو دبنقا أن المواضيع المرتبطة بالفساد قد تكون متداخلة ومتكاملة لكن التعامل معها يعتمد على طبيعة وأهداف كل واحدة من هذه المنظمات. كما أن قضية مكافحة الفساد تصبح أولوية أخلاقية وخصوصا في ظروف الحرب الحالية حيث يرى التحالف السوداني لمكافحة الفساد بأن واحد من الأسباب الأساسية التي أدت إلى اندلاع هذه الحرب في 15 أبريل 2023 هو الفساد المؤسسي وفساد الأفراد المرتبطين بالحكم والسياسة في السودان بالإضافة إلى دوائر مالية وسياسية خارج السودان.
السودان واحد من أكثر 12 دولة في العالم فسادا
وأشارت المديرة التنفيذية للمجموعة السودانية للديمقراطية أولا في حديث لراديو دبنقا أن قيام التحالف في الوقت الحالي هو محاولة مع الآخرين للمساهمة في جهود إيقاف الحرب عبر كشف الفساد. وإذا نظرنا إلى مدى استشراء الفساد في السودان، وجدنا أن السودان يحتل المركز رقم 162 من أصل 168 يشملها تقرير منظمة الشفافية للعام 2023 ما يؤهل السودان ليكون من بين أكثر 12 دولة فسادا في العالم. وبغض النظر عن نظرة العالم، نحن كسودانيين موجودين في بلدنا وشاهدنا كيف أدى الفساد لتقسيم البلد وأدى للقتل الممنهج ليس فقط من 15 أبريل 2023، وأن الفساد المرتبط بالسياسة هو فساد مؤسسي وممنهج وأثاره هي التي دفعتنا للتجمع ومحاولة الخروج بخطة كي نساهم مع الآخرين في مكافحة الفساد.
دور رئيسي للإعلام في مكافحة الفساد
وتقدمت أميمة سيد أحمد بالشكر لمركز المشروعات الدولية الذي وجه الدعوة وقام بتنسيق الاجتماعات التأسيسية للتحالف السوداني لمكافحة الفساد وهو الأمر الذي سمح لنا بإصدار الإعلان الأساسي للتحالف من أديس ابابا في الفترة من 27 إلى 29 فبراير الماضي. وتنضوي تحت راية التحالف حاليا 5 منظمات هي حسب الترتيب الأبجدي: الجمعية السودانية لحماية المستهلك، المجموعة السودانية للديمقراطية أولا، مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية، منظمة وعي ونقابة الصحفيين السودانيين. واعتبرت اميمة سيد أحمد في حديثها لراديو دبنقا أن وجود نقابة الصحفيين السودانيين يمثل إضافة نوعية للتحالف حيث إن وجود الإعلام والإعلاميين الشرفاء هو أحد الروافع المهمة في كشف ونشر القضايا المتعلقة بالفساد. وسيفتح التحالف دون شك أبوابه لمؤسسات أخرى من منظمات مجتمع مدني ونقابات بعد أن يتم تحديد شروط الانضمام للتحالف خلال الأسابيع القادمة.
تحويل مكافحة الفساد لحراك جماهيري
وحول آليات عمل التحالف، ذكرت أميمة سيد أحمد أنه بعد نقاش مستفيض تم اعتماد 6 آليات يمكن العمل بها لمكافحة الفساد وأن الباب سيكون مفتوحا لإضافة آليات جديدة مبتكرة مستقبلا. أول هذه الآليات هي البحوث والرصد والتوثيق والتقارير الاستقصائية، ثانيها، حملات المناصرة والتعاضد الداخلية والخارجية، الآلية الثالثة هي التوعية المجتمعية باستخدام مختلف الوسائل بما يقربنا من المواطنين والمواطنات، رابع هذه الآليات تتعلق باستخدام الفنون المختلفة في إيصال الرسائل الخاصة بمكافحة الفساد بما يعكس التنوع السوداني، تحويل مكافحة الفساد إلى حراك جماهيري بعيدا عن صفوية الوسائل التقليدية وأخيرا أي وسائل أخرى ترتبط بقيم التحالف المتمثلة في الشفافية والنزاهة والحكم الرشيد وغيرها من المبادئ والقيم.
دبنقا
المصدر: صحيفة الراكوبة