لماذا يحاول النظام الجزائري ربط معاناة الفلسطينيين بملف الصحراء المغربية؟
لم يعد يخفى على أحد أجندة النظام العسكري بالجزائر من خلال لعبه على وتر القضية الفلسطينية التي تحظى بتعاطف من أغلبية دول العالم، إذ يحاول في كل مرة أن يربط ما يحدث في الأراضي الفلسطينية بما يحدث لمن يستضيفهم في تندوف.
ويؤكد متتبعون لهذا الملف، أن النظام الجزائري لا تعنيه القضية الفلسطينية إلا في استغلالها لصالح أجنداته التي أصبحت معروفة لدى كل العالم، خاصة أن ادعاءات التضامن التي يطلقها النظام الجزائري يكذبها عدم السماح للجزائريين بمجرد التظاهر في كل مناطق البلاد للتعبير عن التضامن مع ضحايا الاحتلال الإسرائيلي بغزة، عكس ما يحدث في المغرب وفي دول عديدة التي يخرج فيها مئات الآلاف بشكل شبه يومي للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، قال الخبير في شؤون منطقة الصحراء والساحل، عبدالفتاح الفاتيحي، إن الجزائر لا تستطيع ان ترافع عن قضية الصحراء لانها تفتقد إلى أي أساس قانوني عرفيا كان أو دوليا، وبالتالي تلجأ إلى ورقة ربطها بالقضية الفلسطينية من أجل ذكر الصحراء المغربية على لسان حكامها.
وأوضح الفاتيحي أن القضية الفلسطينية منزهة بالكل والمطلق عن قضية الصحراء المغربية التي تعتبر قضية سيادية تتعلق بالمملكة المغربية وفق اعترافات العديد من المنظمات الإقليمية، والعديد من دول العالم بما فيها دول أوروبية التي تناصر اليوم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على أراضي أقاليمه الصحراوية.
وأضاف المصدر ذاته أن السيادة المغربية على هذه المناطق يؤكدها افتتاح حوالي 28 قنصلية بالأقاليم الجنوبية، وهو ما دفع حكام الجزائر للبحث عن آلية تتيح لهم إمكانية الحديث عن الصحراء المغربية، وهو ما يحاولون القيام به من خلال ربطهم لقضية الصحراء المغربية بما يحدث للفلسطينيين، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن الجزائر تحاول استغلال السياق الحالي الذي أبدى فيه مواطنون من كل البلدان تعاطفهم مع الفلسطينيين جراء ما يلحقهم من الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن الدعاية الرخيصة والأسلوب المقيت الذي تقوم به الجزائر لا يجدي نفعا وبات مفضوحا ومفهوما من قبل العديد من الدول بما فيها جنوب إفريقيا نفسها التي لا تخفي دعمها للانفصاليين وتتقاسم مع الجزائر العداء للوحدة الترابية للمملكة.
وأوضح أن هذا التحايل الذي يقوم به حكام الجزائر لم يعد ينطلي على أي جهة من الجهات، خاصة أن الري العام الدولي تشكل واقتنع بشرعية المملكة المغربية في سيادتها على أقاليمها الجنوبية.
وقال المحلل السياسي إن الجزائر فشلت منذ سنوات في هذه المقاربة وهي اليوم تحاول إعادة استعمالها بعد انهيار موقفها التفاوضي بشكل كبير، ونحن نسمع التأييد الكبير لمغربية الصحراء من قبل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي أكدت أمس الأحد على المواقف والقرارات الثابتة للمجلس، المؤيدة لمغربية الصحراء.
يذكر أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي شددوا، أمس الأحد ،على المواقف والقرارات الثابتة للمجلس والداعمة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة المغربية وسيادتها التامة على صحرائها، والمساندة لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد في إطار سيادة المغرب ووحدته الوطنية والترابية.
وجاء هذا التأكيد في ختام جلسة العمل المشتركة التي جمعت، بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج، ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج مع وزراء خارجية دول أعضاء المجلس.
المصدر: العمق المغربي