سفير فلسطين: المغرب يدعم دون أطماع
نوّه سفير دولة فلسطين لدى المغرب، جمال الشوبكي، بالدعم الذي يقدمه المغرب للقضية الفلسطينية دون أطماع، عكس دول أخرى “تدعم مقابل الحصول على مكاسب معيّنة وفق مصالحها”؛ كما نوّه بحجم الترابط بين الشعبين المغربي والفلسطيني، والدعم المغربي المتواصل لفلسطين.
وقال الشوبكي، في كلمة خلال ندوة نظمتها مؤسسة أبي بكر القادري للفكر والثقافة، مساء الجمعة بمدينة سلا، حول موضوع “القضية الفلسطينية وحقيقة الصهيونية”، إن المغرب “يدعم فلسطين بشكل محايد وبدون حسابات، مثل كثير من الدول العربية، ولكن هناك دولا ليست جمعيات خيرية، تدفع للفلسطينيين بمقابل سياسي”.
وأضاف المتحدث: “إيران تريد مقابلا سياسيا من المنطقة، وأجبرت دول الخليج ربما، على التطبيع مع إسرائيل، ولا أبرر هذا، لأ هندام ربنا تهديدا إيرانيا”.
وكشف السفير الفلسطيني أن السلطة الوطنية الفلسطينية كادت أن تصل إلى اتفاق مع إسرائيل، في 2008، برعاية سعودية، مبني على “القاعدة الذهبية” التي تقضي بتوقيع ما تم الاتفاق عليه، وترحيل ما لم يتم الاتفاق عليه، غير أن وقوع حرب في نهاية السنة ذاتها وفي بداية 2009 حال دون ذلك.
وقال الشوبكي، الذي كان حينها سفيرا في المملكة العربية السعودية، إن “العامل الإقليمي تدخّل، إذ كانت حركة حماس في هدنة لمدة ستة أشهر كانت ستنتهي في نهاية 2008، وقال حينها رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل ستشن حربا على غزة إذا لم توقع حماس اتفاقا لتجديد الهدنة”.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن “الرئيس محمود عباس أبو مازن راسل جميع الأطراف الفلسطينية المعنية، وطالب باستمرار الهدنة من أجل عدم إعطاء إسرائيل فرصة عدم التوقيع على ما تم الاتفاق عليه مع السلطة الوطنية الفلسطينية، غير أن طلبه قوبل بالرفض، ووقعت الحرب”.
الدبلوماسي الفلسطيني أورد أن “ما تم الاتفاق عليه نص على أن الأراضي التي احتُلت عام 1967 هي وحدة جغرافية، وعلى تبادل الأراضي، لكن كان هناك اختلاف حول نسبة التبادلية، كما كان هناك حديث عن عودة اللاجئين على مدار سنوات، وعن تقسيم القدس”، وزاد: “شكلَ الحل الذي جرى الحديث عنه، برأيي، يُرضي الفلسطينيين”.
وأضاف المتحدث أن يهود أولمرت، الذي كان حينها رئيسا للوزراء في إسرائيل، “هُدد بتقديمه إلى المحاكمة، بعد أن فُتحت له ملفات تتعلق بفترة تسييره بلدية، حتى تمنع الدولة العميقة في إسرائيل الوصول إلى أي اتفاق مع الفلسطينيين”، معتبرا أن “الإسرائيليين لا يريدون السلام”.
واستطرد السفير جمال الشوبكي بأن “العدوان ومذابح التطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني لم يسبقها مثيل في التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية”، مبرزا أن “هدف إسرائيل من الحرب التي تشنها على غزة هو خلخلة المساواة الديمغرافية على أرض فلسطين المحتلة، حيث يبلغ تعداد الشعب الفلسطيني سبعة ملايين نسمة، وهو عدد الإسرائيليين نفسه”، وتابع موضحا: “على الأرض هناك مساواة ديمغرافية، وهذه الديمغرافية وضعت إسرائيل ومفكّريها الإستراتجيين في مأزق، لأن العالم سيتهمها بأنها نظام فصل عنصري، وهي كذلك، ولذلك فهي تفكر في التخلص من هذه الديمغرافية الفلسطينية، عبر إجبار الفلسطينيين على الهجرة، واستفادت من اتهام حماس بالإرهاب”.
واسترسل السفير: “نحن ضحايا سوء فهم في المنطقة، فهناك من يعتقد أن انتصار حماس يعني انتصار إيران، وإذا انتصرت إيران فهذا إضعاف لدول المنطقة، لأن إيران تتدخل في شؤون هده الدول، وهذا صحيح”، لافتا إلى أن “الحرب تمارس ضد الشعب الفلسطيني، وحقيقة الأمر أن من يقاوم ليس حماس أو الجهاد الإسلامي، بل الشعب الفلسطيني كله”.
المصدر: هسبريس