حزب الاستقلال ينفض الغبار عن كتفيه ويزرع الأمل
واخيرا التئمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال وانتخبت هياكلها إيذانا بانطلاق الاشغال استعدادا لمؤتمر ينعاد نهاية أبريل القادم فيه تنتخب لجنة تنفيدية وامينا عاما علمت هويته بعد بلاغ صدر عن اللجنة التنفيدية الحالية يقول ان نزار بركة مرشح وحيد والكل وراءه في أقدم حزب مغربي..
في بوزنيقة مكان انعقاد آخر دورة للمجلس الوطني ظهر أن جميع العقبات قد ثم تجاوزها بالتوافق حول المسؤوليات والمهام التنظيمية بعد تأخر ساهمت فيه كرونا وبعض الأقاويل.
صحيح ان حزب ورثة علال الفاسي عضو أساسي في الاغلبية الحالية، وصحيح ان الوضع الحزبي يكاد يكون مثيلا لكل الاحزاب عبر العالم وليس المغرب وحده،لأن مفهوم الحزبية تغير من النمط الايديولوجي الى النمط البراكماتي الذي يعتمد آلة حصد الاصوات وتسيير الشأن المحلي والوطني ولاشيء غير هذا ..والاستقلال يتوفر على كثلة منتخبين جعلته في صلب التحالف الذي يقود التجربة الحالية محليا وأقليميا وجهويا ووطنيا أيضا.
ومع ذلك لايمكن أن ننتظر من هذا الحزب ان يتكلم لغة الماضي بحكم ان أجياله الصاعدة تثوق لمستقبل ترى فيه نفسها تقود تجربة حكومية جديدة بعد انتخابات 2026 يبدوا ان أنصار نزار بركة مستعدون لها بعد أن نفظوا الغبار عن أكتافهم وثم طي صفحة (انا او لاأحد)التي كان يتغنى بها ذات يوم (امين عام ) يقال له شباط حميد.
إبان عهد سابق وبالضبط خلال تشكيل حكومة اليوسفي وادريس جطو كان الشعار مفاده (الحل معنا صعب ومن ذوننا مستحيل) .واليوم كل شيء ممكن فالاحرار استنفدوا عبواتهم، والبام ابان عن تجربة محدودة وحده الاستقلال الذي يتذكر الناس انفتاحه على تشغيل العاطلين زمن حكومة عباس الفاسي يمكن ان يعيد إنتاج تجربة تزرع الأمل مثل ماجاء في كلمة نزار بركة خلال دورة بوزنيقة للمجلس الوطني الاخير ليس على وزن لوحة العشاء الاخير ولكن على وزن شعارات رددت بقوة (كن مطمئنا ياعلال نحن البذيل المنتظر).
ولاشيء تنتظره الاحزاب إلا الحكم وماأدراكما الحكم ،تصدر المشهد الانتخابي ورئاسة الحكومة وعلاش لا حتى البرلمان.
معلوم هذا لايعني ان الأمل الموزع سيسربل المغرب معطفا دافئا وانيقا ولكن قد يصنع سلما اجتماعيا وسياسيا وسط عالم يتكلم لغة القوة العسكرية وسلطة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وحروب قادمة بذون شك تحتاج كل أمة لبنيان حزبي متمترس وراء رئيس الدولة ،وليس الى أحزاب تخلق العثرات أكثر ماتحل المشاكل…فهل يستطيع حزب الاستقلال إنتاج نخبة خلوقه مخلقة وخلاقة بمثل طموحها اليوم أم ستخلف الموعد بمبررات شتى ؟! ام ستنشد مع لامية العرب..
فإن علاني من ذوني فلاعجب
لي إسوة بانحطاط الشمس عن زحل
المصدر: العمق المغربي