“المراحيض الخطيرة”.. مؤشر لـ”عدم المساواة” في جنوب أفريقيا
مع اقتراب موعد الانتخابات العامة المرتقبة في جنوب أفريقيا، فإن ظاهرة المراحيض البدائية الخطيرة الموروثة من زمن الفصل العنصري، لا تزال شاهدا على تجذر عدم المساواة في ذلك البلد الأفريقي الذي يملك إمكانيات اقتصادية كبيرة وواعدة.
فوفقا لتقرير نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية، فإنه ورغم مرور 30 عاما على انتهاء نظام الفصل العنصري في البلاد، وسيطرة حزب المؤتمر الأفريقي على الحكم، فإن ظاهرة مراحيض “الحفرة الواحدة” لم تختف من كل المدارس.
ويتألف هذا المرحاض من حفرة كبيرة قد يصل عمقها إلى 3 أمتار، وبالتالي فإن الأطفال قد يكونوا معرضين للسقوط فيها والموت غرقا في تلك الفضلات دون أن ينته أحد لذلك.
مأساة كومابي
وكانت وفاة الطفل مايكل كومابي، عام 2014 إثر وقوعه في حفرة مراحيض المدرسة بالقرب من بولوكواني، في مقاطعة ليمبوبو، قد أثارت غضب الرأي العام.
ورغم وعود الحزب الحاكم بالقضاء على تلك الظاهرة، فإنه لا تزال أكثر من 3932 مدرسة أو 17 في المائة لديها مراحيض بدائية وخطيرة، وفقا لمجموعات حملات حقوق الإنسان التي تتابع هذه القضية.
وبعض تلك المدارس، لديها مزيج من المراحيض المقبولة والبدائية، لكن وبحسب الإحصائيات، فإن هناك 728 مدرسة ليس لديها سوى تلك التي كان ينبغي حظرها واستبدالها.
وفي هذا الصدد، أوضح الناشط والمحامي موثيو برودي، أنه “بالإضافة إلى أن تلك المراحيض تشكل خطر على الحياة، فإنها غالبًا ما تكون في حالة مثيرة للاشمئزاز”.
وتابع: “إنها غير صحية تمامًا وتشكل تهديدًا لصحة التلاميذ، وفي بعض الحالات، تكون هذه المراحيض متداعية لدرجة أنه لا يوجد لها أبواب”.
وجنوب أفريقيا هي الدولة الأكثر عدم مساواة في العالم، وفقا لتصنيفات مقياس إحصائي يسمى “معامل (مؤشر) جيني”، الذي يقيم كيفية توزيع الدخل بين السكان، وفق الصحيفة البريطانية.
ومع توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع في 29 مايو المقبل، فإن فشل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في تخفيف هذا التفاوت وعدم المساواة، وتقديم حتى الخدمات الأساسية، سيكون له تأثير كبير في أذهان العديد من الناخبين الفقراء.
وفي هذا المنحى، قالت كاساندرا دوراسامي من منظمة العفو الدولية: “مراحيض الحفرة تجسيد واضح لعدم المساواة في جنوب أفريقيا”.
ووفق مراقبين، فمن المتوقع أن تؤدي أزمات الاقتصاد ونقص الخدمات واستمرار الفساد، إلى خسارة الحزب للأغلبية المطلقة للمرة الأولى منذ انتهاء نظام الفصل العنصري.
وإذا فشل الحزب في الحصول على 50 في المئة من الأصوات، فإن فترة 3 عقود من الهيمنة المطلقة ستنتهي وتبشر بعصر جديد غير مؤكد يعتمد على تشكيل ائتلافات سياسية.
ورأت الصحيفة أن إقناع الناخبين الفقراء بأن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي عمل لصالحهم وحقق تحسينات على مدى السنوات الثلاثين الماضية، “سيكون أساسيا في الاستراتيجية الانتخابية للحزب”.
الحرة / ترجمات دبي
المصدر: صحيفة الراكوبة