تيسير النوراني : الحرب جعلت ملايين الموظفين بلا عمل
الحكومة غير مشغولة بالمواطنين وأولويتها الصرف على الحرب..!!
قالت وزيرة العمل والإصلاح الإداري السابقة إن الحرب أثرت على قطاعي الخدمة المدنية (العام والخاص) وأن ملايين الموظفين تشردوا وفقدوا وظائفهم، وأضافت النساء هن أكثر الفئات تضرراً …تفاصيل أوفى في الحوار (أدناه):
أجرى الحوار أشرف عبد العزيز
*الحرب أثرت على الخدمة المدنية ؟في البداية مرحب بـ(راديو دبنقا) ومستمعيه ، وحقيقة (راديو دبنقا) مؤسسة ظلت تعلب دوراً مهماً في التوعية بالديمقراطية ..الخدمة المدنية مرت بظروف سيئة جداً في الفترات السابقة ومليئة بالأخطاء ، والحرب كانت بمثابة قاصمة الظهر على الخدمة المدنية.. طيلة الـ(10) أشهر السابقة لم يتم إعطاء الموظفين رواتبهم كاملة ، وحتى الذين صرفوا أجورهم في الولايات الآمنة صرفوها على أساس المرتب الأساسي، وفي ذلك ظلم كبير ، فعدد الموظفين في الخدمة المدنية العامة يتجاوز الـ2 مليون موظف ، وهم الآن يواجهون مسغبة الجوع والمرض، فالحرب لديها تأثيرات كارثية على كل القطاعات في السودان .
*هل من أرقام أو إحصاءات بشأن البطالة في السودان؟
حجم البطالة في السودان في تزايد، وكثير من الموظفين في القطاع العام هم الآن خارج مظلة العمل، وكثير من الموظفين في القطاع الخاص منحوا إجازات مفتوحة، أو فصل بعضهم، فهناك كثير من السودانيين يعملون في القطاع الخاص كالبنوك والشركات الكبرى مثل (دال حجار)، وبالتالي البطالة في تزايد وقد يصل عدد الذين فقدوا وظائفهم عشرات الملايين.
*وزير المالية أكد عجز الحكومة وعدم مقدرتها على صرف الرواتب ما تعليقك؟
بالتأكيد ذلك سيفاقم من معاناة الموظفين، خاصة وأن الحكومة التي اتخذت بورتسودان مقراً لها غير مشغولة بالموظفين في الخدمة العامة والقطاع الخاص، وإنما مشغولة بالصرف على الحرب، والانباء تشير إلى أن وزير المالية نفسه صرف على حركته الملايين في اطار الصرف على الحرب، وتظل الأزمة ماثلة مادام الحكومة ممثلة في كبار الوزراء غير آبهة لما يجري للشعب السوداني، فلقد توفي كثير من السودانيين بسبب الخوف والجوع.
*النساء هن الأكثر تضرراً من الحرب؟
هذا صحيح وكلنا نعلم أنه في السنوات الأخيرة هناك كثير من النساء العاملات يعلن اسرهن، وهن مسؤولات بشكل مباشر عن إعالة أبناءهن والصرف على معيشتهم وعلى التعليم وما إلى ذلك، وبعد اشتداد الحرب بالتأكيد تأثر النساء ونزحوا من ولاية إلى أخرى وبعضهم احتضنته دور الإيواء ويعاني من الحصول على لقمة يسد بها رمقه، وقد تعيش الأم وأبناءها يوماً كاملاً على وجبة واحدة، وكذلك هناك بعض النساء لجأن الى بلدان خارجية (مصر، يوغندا، أثيوبيا) وهن يقاسين تجربة العيش.. ففي تلك البلدان لا يجدن المساعدات.. في مصر مثلاً مفوضية اللاجئين تمنح الأسرة 1600 جنيه، وهي بسيطة مقارنة بالاحتياجات.
*هناك انتقادات تواجه الأستاذة تسيير النوارني بأنها لم تغير قوانين العمل “البائسة” أثناء فترة توليها الوزارة؟
فعلاً نحن في الوزارة بذلنا مجهوداً مضنياً لتغيير قوانين الخدمة المدنية خاصة مادة الفصل التعسفي المجحفة، ولكن للأسف السودان موقع على اتفاقية (Ilo) ولا يستطيع تغيير قانون الخدمة المدنية إلا باتفاق ثلاثة أطراف ( النقابات القطاع الخاص ووزارة العمل)، ولقد قاتلنا من أجل اجازة قانون النقابات وواجهتنا تحديات من داخل دوائر الجهات الداعمة للفترة الانتقالية وأخرى خارجها مثل الاتحاد السابق للنقابات الذي عمل ضد القانون وحاول تشويه صورتنا في الاتحاد النقابية بالخارج وأذكر في مؤتمر العمل في القاهرة تصدينا للهجوم وانتقادات الاتحاد، وكل هذه المؤشرات تؤكد بأننا إذا كنا أكثر وحدة وتماسكاً في إدارة الفترة الانتقالية كانت المحصلات ستكون أكثر إيجابية ولن يستطيع العسكر القيام بانقلاب 25 أكتوبر.
دبنقا
المصدر: صحيفة الراكوبة