سياحة “التراث الأسود” تزدهر في الولايات المتحدة
في التاسع من مارس 2023، اليوم السابق لعيد ميلاد الناشطة في مجال إلغاء الرق وحقوق الإنسان، هاريت توبمان، توافد العديد من الأميركيين لحضور إزاحة الستار عن النصب التذكاري الجديد لهذه الشخصية التاريخية بولاية نيوجيرزي، وذلك في الموقع الذي كان يشغله تمثال كريستوفر كولومبوس.
وبعد أكثر من قرن وعقد من الزمان على وفاة توبمان، باتت الساحات العامة التي كان يتم فيها شراء وبيع العبيد والأماكن التي تعرض فيها متظاهرو الحقوق المدنية للاعتداء سابقا، وجهات مرغوبة للزوار وسط ازدهار السياحة التراثية لتاريخ أصحاب البشرة السوداء.
وساهمت الاحتجاجات التي تلت مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد شرطي أبيض قبل نحو أربع سنوات، في تحويل المواقع المهجورة التي كانت تعاني من الذكريات العنصرية إلى أماكن يحج إليها الناس لتكريم أولئك الذين ناضلوا من أجل العدالة الاجتماعية.
ولسنوات عدة، ظلت العديد من المواقع المرتبطة باللحظات الحاسمة في تاريخ السود منسية أو مهجورة أو تمت زيارتها من قبل عدد قليل من هواة التاريخ، بحسب موقع “أكسيوس”.
في الآونة الأخيرة، باتت تلك الأماكن التي تم تجاهلها سابقا، مثل مدينة “أفريكاتاون” بولاية ألاباما، مقصدا يزوره السياح السود بصفة خاصة.
وفي المنطقة التي مرت فيها “كلوتيلدا، آخر سفينة معروفة جلبت عبيدا من أفريقيا، يمكن الآن القيام بجولة في قارب مرة كل شهر، حيث يمكن للزوار تفقد المنطقة المحيطة، ومعايشة القصص التاريخية.
وبينما حددت فلوريدا مواقع الحقوق المدنية في الولاية للزوار، رسمت ولاية ميسيسيبي خريطة لطريق “البلوز” حيث عاش السود، أما في تكساس فيعمل نشطاء على تحديد المواقع المرتبطة بخط السكة الحديد تحت الأرض إلى المكسيك.
وتسرد خدمة المتنزهات الوطنية أكثر من 80 موقعا من إنديانا إلى نيوجيرزي متصلة بخط السكك الحديدية التقليدي تحت الأرض الذي يمكن للناس زيارته.
كما تم تحويل المواقع المرتبطة بالاستعباد إلى حدائق.
وينقل موقع أكسيوس عن الخبيرة السياحية كيلي ماكوي أن “الكثير من رغبتنا كأشخاص سود هو أن نفهم حقا من أين أتينا”.
وقالت مكوي إن سياحة التراث الأسود باتت شائعة باعتبارها تجربة غير مكلفة تخبر عن القصص الحقيقية لنضال السود.
وأضافت: “ستحصل على إحساس أفضل بالمكان، ويمكنك تقريبا أن تعيش تجربة العودة بالزمن إلى الوراء ورؤية الشكل الذي كان يبدو عليه الواقع بالفعل، بل يمكنك التحدث إلى أجدادنا”.
الحرة / ترجمات واشنطن
المصدر: صحيفة الراكوبة