الوليد مادبو
يواجه الوليد مادبو حملة ضارية من قبل سدنة الشمولية واقلامها وحراسها وامنجيتها لا لشيء الا لانه خلع بزة التورية وأصبح يتحدث بوضوح وصراحة.
الرجل حين قال ان السلطة المركزية في السودان محتكرة من قبل قلة، صدق ولم يأتي بجديد، فكل الذين قاتلوا المركز تاريخيا كانوا يقولون هذا الحديث ابتداءا منذ اول تمرد في عام ١٩٥٥ وليس انتهاءا بحركات دارفور والدعم السريع حاليا.
وهذه ليست سبة، بالمناسبة، وانما حقيقة، والحقيقة تكون سبة لمن ينكرها لا لمن يعترف بها ويواجه بها الاخرين، ومعلوم ان من يقول الحقيقة يواجه بالكراهية، هذه طبيعة البشر منذ التاريخ القديم، واجهوا حتى الانبياء لأنهم قالوا الحقيقة، بل قتلوا منهم الكثير، فإذا كان بنو البشر يقتلون انبياء الله حين يقولون الحقيقة فهل يوفرون لحم الوليد مادبو؟!.
والرجل ازمته ليست في قوله الحقيقة، ولكن في انه ينحدر من ذات العرقية التي ينتمي اليها الدعم السريع، ونعلم ان الدعم السريع الان يقاتلونه بضراوة ليس لانه سرق ونهب واغتصب، فهذه الموبقات فعلها الجيش والكيزان بمعارضيهم وبالشعوب السودانية مرات ومرات في الجنوب ودارفور وجبال النوبة والنيل الازرق، ولكنهم يقاتلونه لانه تطاول على التركيبة التاريخية لسلطان المركز، لأنه قال لهم لا و(طظ).
لذلك الذين يهاجمون الوليد مادبو، هم يدافعون عن امتيازاتهم التاريخية ليس الا، وهم حين يقاتلون بضراوة يظنون انهم يقاتلون من اجل رفعة الدولة والسودان، بل هم في الحقيقة يقاتلون من اجل انحطاط هذه الدولة.
قتلة الأنبياء الذين ذكرناهم في الأعلى كانوا يظنون انهم يفعلون ذلك تقربا للالهة، يقتلون الأنبياء المبعوثون من الله تقربا للالهة، تماما كما يهاجم سدنة الشمولية الوليد تقربا لدولتهم الباطشة.
السوداني المثقف الواعي العاقل لا يشعر باي انتماء حقيقي لدولة الاستقلال التاريخية التي ظلت تقوم بدورين فقط وهما حماية الاستبداد وقتل السودانيين، وهذه اداور الاعداء وليس الحكومة، أعداء الشعب هم من يدافعون عن الاستبداد، واعداء الوطن هم من يقتلون السودانيين، وهذا ما فعلته حكومات عبود والنميري والبشير وتفعله حكومة البرهان بالسودانيين الان.
قالها الوليد او لم يقلها، دولتنا السودانية نتيجة السيطرة عليها بواسطة الشمولية، لم تعد دولة، وجيشنا الذي لعبت به الشمولية لم يعد جيشنا، ووطننا الذي دافع عنه الأجداد بالارواح وحققوا استقلاله مرتين لم يعد وطنا يعبر عن جميع السودانيين، وهذه الحرب الحالية التي اطلقها الشموليين الكيزان عبر كوادرهم في الجيش تمثل نهاية هذه الدولة، فإما ان تنتهي هذه الدولة بلا رجعة، ويعاد توحيد السودان والجيش على هدى عقد اجتماعي جديد، او فلينسي السودانيون ان لهم وطنا يسمى السودان.
يوسف السندي
المصدر: صحيفة الراكوبة