حل الجيش والدعم السريع
(١) مجرد تساؤل خطر علي نفسي . ماذا سيحدث لنا ان صرنا ( مؤقتا ) .. أمه بلا جيش ولا سلاح .. أو نباح ؟؟
ماذا أن تنازلنا عن جيشنا الذي خاض كل حروبه منذ الاستقلال وحتي الان ضد مواطنه وشعبه .. ولا نكاد نذكر له معركه واحده ضد عدو جاءنا من خارج حدود الوطن الكبير قبل أن يصير وطنا صغيرا مقسوما الي نصفين .. سوي حروب الارتزاق التي يزج فيها بالوكاله واللتي ناقة له فيها ولا جمل ..
وحتى في أكثر ايام الثوره الوطنيه التي تفجرت أخيرا عجز عن حماية المدنيين الذين احتموا بحصونه من مجزره بشعه ارتكبت بليل والناس نيام ..
ما هو السيناريو الذي سيحدث مثلا اذا وضع هذا الجيش سلاحه أرضا وذهب غير مأسوف عليه وذاب أفراده اسوه بمواطنيهم الذين فقدوا كل شيء تقريبا يتوجب علي الجيوش الحقه الدفاع والذود عنه ..
سيتم تشريدنا مثلا ؟؟ .. وقد شردنا بالفعل من منازلنا وديارنا الامنه .. بعد أن قرر الجيش ادارة معركته فوق رؤوسنا دون ادني تقدير واحترام منه للملايين من هذا الشعب ..
ستهب ثرواتنا مثلا ؟ وقد نهبت بالفعل ولم يتبقي لنا اخضر ولا ياس منها ..
ستدمر بنيتنا التحتية ومؤسساتنا الوطنيه مثلا ؟ ؟ لقد دمرت بالفعل كل مؤسسه وطنيه وكل بنيه تحتيه دكتها المدفعيه الثقيله المتبادلة بين طرفي الصراع .. وفعل فيما تبقي منها طيران الجيش الافاعيل ..
(٢) سنكون افضل إذا توقفت الحرب وجلسنا جميعا لبناء ميثاق أمه وميلاد جديد يحفظ تنوعنا ويضمن للجميع العيش بحب وسلام .. نستطيع أن نبني جيشا وطنيا من فلول كل هذه المليشيات بدءا بميليشيا المؤسسه العسكريه الذي يقوم حاليا بتمليش المواطنين وجعلهم حطبا لوقوده النافد .. سنوقف قتل بعضنا البعض وسنعود الي مدننا وقرانا التي هجرنا منها كرها ..
(٣) ان استمراريته الحرب تفرخ لنا حاليا وباءا خطيرا ينخر في نسيج امتنا ويهدد أمنها المستقبلي .. الآلاف من شباب بلادي ومستقبلها الواعد .. الي مليشيات عسكريه مسلحه يصعب ترويضها والسيطره عليها .. فمنذ اندلاع الحرب التي صاحبتها مظاهر النهب والسلب التي شهدتها مدن البلاد التي فرض عليها أن تكون ساحة لحرب لا ناقة للمواطن المغلوب علي أمره فيها ولا جمل .. ومما يفاقم حاليا من هذا الوباء هو حملات ( تسليح ) هذه الفئات المدنية من طلاب المستقبل والسعي الي تمليشها ..
(٤) نحتاج فقط الي شرطه لحفظ النظام .. لحين اكتمال ميثاق الدوله السودانيه الجديده ..
(٥) هل سيرضي الجيش والدعم السريع بمقترح حل الجيشين ؟؟؟؟
(٦) ان إقحام الجيش للمدنيين في حربه العبثيه التي يرفض ايقافها حتي يقضي .. بحسب زعمه علي قوات الدعم السريع وابادتها عن خارطة الوجود هكذا .. دون اكتراث لمن يتم ابادتهم من مدنيين لا ذنب لهم سوي ان الجيش يطارد فريسته دون اكتراث لما يسببه من دمار وإتلاف لمصالح البلاد والعباد ..
وفي ظل هذه اللامبالاة .. ليت الأمر اقتصر علي هذا الدمار والخراب الذي أحدثته آلات الحرب التي لا تميز بين ما لها وما عليها من أهداف .. وما هو مدني وما هو عسكري .. فصارت منازل المدنيين اهداف مستباحه بمجرد الاشتباه .. لا يهمهم كم من الأطفال قد قتلوا بقدر ما يهمهم تدمير أهدافهم التي يخطئون تصويبها ..
ظاهره النهب المتفشية بصوره وبائيه بين أفراد المجتمع وخاصة الفئات الشبابيه وحتي الاطفال منهم للاسف .. ان المغلق حقا هو أن الحرب قد حولت هذه الفئات الهامة من شباب مجتمعنا الي همباتة وقطاع طرق بفضل هذا السلاح الذي يوزع مثل السلع التموينية .. فصار وسيله للتكسب الرخيص
لمجتمع عجزت مؤسسته العسكريه التي تتولي أمر إدارته أن توفر له ضروريات الحياه وملحات البقاء ولكن بدلا عن ذلك تستطيع أن تقدم له بندقيه علي طبق من ذهب .. فماذا تتوقع من شعب جائع تقدم له بندقيه ؟؟؟؟؟ اللهم إلا إذا كان المقصد هو جعل الوضع أكثر انفلاتا للأمن والاستقرار مستقبلا .. بالتأكيد أن الأمر جلل .. والقادم هو زراعة سلوك خطير جدا في مجتمعنا الأمن سوف تصعب معالجته والسيطرة عليه في المستقبل القريب والبعيد .. فحتي إذا توقفت هذه الحرب اللعينه فسيشهد مجتمعنا بفضل هذا السلاح الذي يتم توزيعه ولادة ظاهرة خطيرة من المتكسبين بالسلاح … فهؤلاء بالطبع سوف يصعب فطامهم ..شباب صغار تحولوا الي عالم الثراء الفاحش بسبب (شفشفه ) اغراض الآخرين .. هذه الثروة المفاجئة بالطبع سيكون لها أثر وخيم على نمط حياتهم المستقبلي ..
ستصعب تماما ان لم تستحيل محاوله السيطره عليهم بعد ان تضع الحرب أوزارها .. سوف لن يرضوا بعدها بدخل محدود لراتب أو وظيفه مهما علا شأنها .
انه الوباء الخطير الذي سيضرب أمتنا في حال لم توقف هذه الحرب العبثيه .. وهو أمر اكثر خطورة من استمرار الحرب نفسها ..
يجب أن تقف هذه الحرب فورا مهما كان الثمن باهظا .. لانه وببساطه سوف لن يكون اغلي من ما دفعه هذا الشعب حتي الآن من نفوس بريئه ودمار وخراب سيستمر في دفع فواتيره لاعوام قادمات ..
المصدر: صحيفة الراكوبة