لم يحضر ممثلوها اجتماعات الدوحة.. هل “تغيرت” طالبان بعد عامين في السلطة؟
أعلنت الأمم المتحدة أنها تعتزم تعيين ممثل خاص لأفغانستان، في تصريحات جاءت في ختام الاجتماع الثاني للمبعوثين الخاصين بأفغانستان، تحت رعاية الأمم المتحدة، الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة.
وأفاد مراسل قناة الحرة بأن حركة طالبان رفضت الحضور، وفق ما نقلته وزارة الخارجية القطرية في بيان.
كان المتحدث باسم المكتب السياسي لحكومة طالبان، محمد نعيم، أعلن، السبت، عدم مشاركة الحركة نظرا لعدم اعتراف الأمم المتحدة بالحركة ممثلا رسميا لحكومة أفغانستان.
وبناء على هذا الرفض، تم إلغاء الاجتماع الذي يضم ممثلين خاصين للدول مع ممثلين عن إدارة طالبان من جدول أعمال اجتماع الدوحة.
وانضم إلى اجتماع الأمم المتحدة بشأن أفغانستان في الدوحة العديد من الدبلوماسيين الإقليميين والمبعوثين الخاصين لأفغانستان من أكثر من 20 بلدا وممثلي المجتمع المدني الأفغاني ومسؤولي الأمم المتحدة، لمناقشة الوضع في أفغانستان وسبل الخروج من الأزمات الإنسانية وأزمات حقوق الإنسان.
وفي ختام الاجتماع، أعلنت الأمم المتحدة أنها تعتزم تعيين ممثل خاص لأفغانستان في الاجتماع المقبل لمجلس الأمن المقرر عقدها في الـ26 من فبراير الحالي.
وكشف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن خطط لبدء مشاورات لتعيين مبعوث للأمم المتحدة لتسهيل التفاعل بين حركة طالبان والمجتمع الدولي، وسيقدم غوتيرش تقريرا عن نتائج اجتماع الدوحة ويقدم الممثل الخاص لأفغانستان خلال الجلسة.
وقال غوتيريش ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي بختام الاجتماع الثاني للأمم المتحدة إن تعليم النساء والفتيات الأفغانيات أمر مهم، وإنه يريد أن تتمتع جميع الفتيات في أفغانستان بنفس الحقوق التي تتمتع بها حفيداته، حسب تعبيره.
وعلى هامش الاجتماع، كتبت الزرقاء يافتلي حكيمي، مديرة مؤسسة البحوث القانونية للنساء والأطفال في أفغانستان: “حقوق الإنسان وحقوق المرأة ليست من أولويات بعض الدول المشاركة في مؤتمر الدوحة. الدول التي لديها مبعوثون خاصون لأفغانستان يجب أن يكون لديها توافق في الآراء بشأن أزمة حقوق الإنسان وحقوق المرأة”
وكتب يوي شياو يونغ، المبعوث الصيني الخاص لأفغانستان على منصة”أكس” : “المناقشات التي جرت في اجتماع الدوحة كانت بناءة والجميع أكدوا على المشاركة”.
وطالب مركز الصحفيين الأفغان في بيان بإيلاء اهتمام جدي في اجتماع الدوحة لمخاوف وسائل الإعلام والصحفيين الأفغانيين.
تغييرات.. ولكن
وعن الوضع في أفغانستان بعد أكثر من عامين على وصول طالبان إلى السلطة، كتبت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها استند إلى مقابلات مع أشخاص يعيشون في الداخل إن العديد باتوا يتقبلون فوائد الحياة الحضرية، و”مع استمرار حركة طالبان في تغيير كابول، بدأ البعض هنا يتساءلون عما إذا كانت المدينة قد بدأت أيضا في إعادة تشكيل حركة طالبان”.
وتشير الصحيفة إلى أن البعض يقضون عطلات نهاية الأسبوع في المتنزهات الترفيهية بمدينة كابول، ويشاهد البعض مباريات الكريكيت على شاشات خارجية كبيرة، ويملأ آخرون صفحاتهم على فيسبوك بصور شخصية، ويشترون كتب المساعدة الذاتية المنشورة في الغرب.
وبدأ بعض أعضاء طالبان في شراء سيارات “لاند كروزر” بعدما كان اهتماهم في السابق هو شراء الدراجات النارية.
وقال طارق أحمد أمرخيل، وهو بائع نظارات يبلغ من العمر 20 عاما، إن لديه شعورا متزايدا بأن طالبان “تحاول تبني أسلوب حياتنا”.
قوال عبد الرحمن رحماني، وهو مسلح سابق في طالبان: “لقد تغيروا من نواح عديدة”.
يتذكر رحماني أن جنديا آخر من طالبان أخبره أنه حزين لأنه وشقيقه تركا دراستهما. وقال لرحماني: “لو كنا قد درسنا لكنا نجلس في المكاتب الآن”.
ويقول سكان في كابول إنهم يأملون في أن يفوق عدد المقاتلين السابقين الذين يعتنقون حياة المدينة أولئك الذين يرفضونها، وأن تصبح طالبان أكثر اعتدالا.
لكن التقرير يشير أيضا إلى أنه لا توجد دلائل تشير إلى أن هذه التغييرات أدت إلى “تخفيف سياسات طالبان القمعية، وخاصة ما يتعلق بالحملة ضد حقوق المرأة”.
وتنقل واشنطن بوست شهادات نساء قلن إنهم لم يلحظن هذا التطور، وتضيف: “لا تزال الجامعات مغلقة أمامهن، وتُمنع الفتيات من الدراسة”.
وتقول الأمم المتحدة إن القيادة العليا لحركة طالبان حولت أفغانستان من مدينة قندهار المنعزلة إلى الدولة الأكثر قمعا للنساء في العالم.
وقالت رقية (25 عاما) بائعة الملابس النسائية: “طالبان لن تتغير”.
وقالت إن المبيعات في كشكها في سوق الملابس النسائية انخفضت فجأة الشهر الماضي بعد أن احتجزتها وزارة الأمر والفضيلة التي تديرها طالبان النساء مؤقتا بسبب مخالفات لقواعد اللباس.
وأضافت: “لم تعد أي من الفتيات تجرؤ على الخروج بمفردها”.
ودى طالبان خطط كبيرة لإعادة الإعمار بعد الحرب، لكن القيود المفروضة على النساء يمكن أن تصبح العقبة الرئيسية، وفق الصحيفة.
المصدر: صحيفة الراكوبة