اخبار المغرب

الجالية تستعجل الربط الجوي بين البيضاء وطرابس.. ومصدر من “لارام” يوضح

تفاعلا مع الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام ليبية بخصوص زيارة وفد مغربي عن شركة الخطوط الملكية المغربية، قال مصدر من داخل الخطوط الملكية المغربية إن “الخط الجوي المباشر بين المغرب وليبيا لم يتم الحسم فيه بعد مثلما يتم الترويج له في جهات أخرى بأن الأمر يتعلق بالجانب التشغيلي وجاهزية الأخير لاستقبال الطائرات المغربية”، رابطا الموضوع بـ”الضغط لأجل أن يسرع المغرب في تأهيل هذا الخط الجوي في وقت قياسي”.

وأشار مصدر هسبريس إلى أن “الوفد المغربي زار، فعلا، مطار معتيقية الدولي الواقع بمدينة طرابلس الليبية؛ ولكن الحسم سيتم بعد أن تنجز اللجنة الموفدة تقريرها عن الموضوع بشكل مفصل، وحينها يمكن الذهاب في هذا الاتجاه”، مؤكدا “وجود الرغبة والإرادة بشكل مشترك، وتم الإعلان عن ذلك؛ لكن الحسم بشكل نهائي في الخط ينتظر معطيات دقيقة حول الموضوع ننتظر التوصل بها”، وزاد: “نتفهم إكراهات الجالية، وهناك اعتبارات أخرى حساسة أيضا”.

زيارة الوفد المغربي أتت غداة حلول وفد ليبي يترأسه سالم الشوبهي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، بالمملكة. وأوضح المسؤول الليبي، على هامش لقائه بوزير النقل واللوجستيك في حكومة عزيز أخنوش، حضور الرغبة لدى الجمهورية الليبية لأجل إعادة الربط الجوي بين البلدين، وتعزيز التبادل الاقتصادي بينهما. كما عبّر عن استعداد الدولة الليبية للمساهمة في المبادرة الملكية التي تروم ربط دول الساحل بالواجهة الأطلسية.

“مطلب بكثير حيوية”

تعتبر الجالية المغربية بليبيا الربط الجوي المباشر من أكثر المطالب حيوية؛ وهو ما أكده المكي الخريصي، مغربي مقيم أيضا بليبيا، قائلا: غياب الربط الجوي يعد معضلة حقيقية. وكنا طالبنا، منذ سنوات عديدة، بتحقيق هذا المطلب؛ نظرا لكون العديد من أفراد الجالية لم يستطيعوا زيارة بلدهم الأم منذ سنوات، بكل ما يشكله ذلك من مشاكل نفسية ومن شعور بالاغتراب”.

وسجل المغربي المقيم بليبيا، في حديث لهسبريس، أهمية “الحسم قريبا في الخط الجوي، وأن يفتح المجال أمام المنافسة، وضرورة التشديد في الجانب الأمني”، مؤكدا “وجود الرغبة لدى العديد من المستثمرين الليبيين للمجيء للمغرب والاستثمار فيه. ونحن جميعا نعرف قيمة العمل التجاري وما سيخلقه من جلب للعملة الصعبة”.

وفي هذا الصدد، أضاف المتحدث عينه: “مستثمرو ليبيا ينظرون إلى المغرب بتقدير كبير، نظرا لدور المملكة في مصالحة الفرقاء في بلدهم”، لافتا إلى أن “الخط الجوي يعد بمثابة “العصب الاقتصادي للراغبين في الاستثمار بالمغرب لكونهم يعتبرون بلدنا هو البوابة الرئيسية والاستراتيجية نحو أوروبا”، مشيرا إلى “أهمية المبادرة الأطلسية التي أعلنت الجمهورية الليبية انخراطها فيها”.

وخلص الخريصي إلى أن “كل هذه المعطيات هي في صالح بلدنا وتموقعه، كما هي في صالح الجالية المغربية في ليبيا التي ترى مصلحتها ومستقبلها في نهضة بلدها ورؤيته ضمن البلدان الصاعدة عالميا”.

“مطلب جد مستعجل”

محمد جغلاف، مغربي مقيم بليبيا، قال إن “الخط الجوي طلب مستعجل نظرا للمشقة التي يتكبدها المغاربة في السفر من ليبيا للمغرب عبر تونس، فضلا عن ثمن التذكرة الذي تضاعف أضعافا”.

وأضاف: “من الأفضل ألا يقتصر الخط على البيضاء طرابلس؛ بل يتعين فتح خط آخر مواز نحو بنغازي، لربط المغاربة بوطنهم وتسهيل تنقلهم إليه؛ لأن العديد منا عدل عن الزيارة بسبب الصعوبات الفنية والإكراهات المادية الكثيرة”.

وأشار جغلاف، في تصريحه لهسبريس، إلى “ملحاحية الخط الجوي، كما هو الأمر بأن تبدأ القنصلية في طرابلس وبنغازي تلقي الطلبات الجديدة من المواطنين المغاربة المقيمين بالديار الليبية”، مؤكدا أن “السنوات الأخيرة كانت جد عصيبة على المغاربة الموجودين في ليبيا، لا سيما من حيث تجديد البطائق ووثائق الهوية أو زيارة المملكة الأم التي يحن الكثيرون منا إلى ترابها وإلى كل ما يرتبط بها، ويولد الفخر والاعتزاز والشعور بالانتماء”.

وذكر المتحدث عينه بكون “إطلاق الخط الجوي من المرجح أن يتزامن مع بداية العمل القُنصلي؛ لأن الإجراءين مرتبطان من الناحية العملية والمادية”، داعيا السلطات المغربية إلى “الرفع من درجة التنسيق لإطلاق الخط الجوي، واعتبار تبادل الوفود والزيارات الأخيرة في مجال النقل الجوي أرضية للحسم في ضرورة فتح الحدود الجوية، حفاظا على المصالح الشخصية والاجتماعية والإنسانية لآلاف المغاربة الموجودين فوق التراب الليبي”.

يشار إلى أن إغلاق المجال الجوي بين المملكة المغربية والجمهورية الليبية تم سنة 2021 على خلفية تفشي وباء كورونا؛ لكن الاستئناف جاء بعد تعليق المغرب كل الرحلات الجوية، بشكل مؤقت منذ فبراير 2015، كما أغلق البلد مجاله الجوي في وجه الطائرات الليبية بسبب المخاوف الأمنية و”عدم ملاءمة مغادرة الرحلات الجوية من المطارات الليبية للمعايير الدولية”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *