اخبار السودان

صعوبات تواجه الدعم السريع في الخرطوم 🚨

محمد خليفة

⛔ من خلال متابعتي للوضع العسكري والميداني لهذه الحرب منذ بدايتها، أجد أن مليشيا الدعم السريع تواجه أزمات حقيقة، تتمثل في الآتي:

📌 تناقص أعداد قوات النخبة في المليشيا … تلك القوات المتمرسة في القتال والأكثر جاهزية، التي تتمتع بكفاءة وعقيدة قتالية كبيرة، ويعتبر هذا النقص مفهوم إذا نظرنا لإسلوب القتال المتبع لقوات الدعم السريع، والذي يعتمد على الإنقضاض والإندفاع المباشر نحو الخصم، وقد يكون هذا التكتيك ناجحاً ولكن كلفته البشرية عالية جدا، بالذات عندما يتم إستخدامه ضد قوات مثل قوات الجيش، محتمية داخل ثكناتها وخلف السواتر والخنادق، هنا تكون الخسائر البشرية مهولة حتي وإن تحقق النصر في المعركة، وهذا ماحدث خلال العشرة شهور السابقة، إنتصارات نعم ولكن بتكلفة كبيرة، وكانت لقوات النخبة في الدعم السريع نصيب كبير في هذه التكلفة.

📌 تراجع نسبي لكثافة نيران المليشيا … منذ بداية الحرب كان واضحاً أن أحد أهم أسباب تفوق قوات مليشيا الدعم السريع على قوات الجيش هو كثافة النيران التي تتمتع بها المليشيا، وأهم سلاح لهذه الكثافة هو مدفع الثنائي المخصص أصلا كمضاد للطيران ولكن المليشيا أيضا تستخدمه في المعارك البرية ويحدث فرقآ كبيرا بسبب مدي المقذوف البعيد وقوته الفتاكة، ومع إستمرار الحرب وإستخدام الجيش المكثف للطيران والمسيرات والمدفعية، تم تدمير عدد كبير من مدفع الثنائي، سبب آخر أثر في كثافة نيران المليشيا في ولاية الخرطوم هو الإنتشار الواسع للمليشيا في ولايات ومناطق أخري كثيرة، ولتأمين هذه المناطق من الطيران سحبت المليشيا من الخرطوم أعداد كبيرة من سيارات الثنائي، فهذه الأسباب وغيرها أدت لتراجع كثافة نيران المليشيا، مما أثر سلباً في أداءها القتالي وتراجعها في عدة مناطق وفشلها في إقتحام ثكنات جديدة للجيش وتحقيق تقدم كبير في مناطق جديدة.

📌 ضعف العمل الإستخباراتي … مليشيا الدعم السريع عند بداية الحرب وفي شهورها الاولي كانت دايما تتفوق على إستخبارات الجيش وتسبقها بخطوات، فقد كانت تتوفر المعلومات الاستخباراتية للمليشيا بسهولة، عن طريق الطابور الخامس داخل الجيش، وتدفق المعلومات جعل المليشيا تضع خططتها وتكتيكاتها على حسب تحركات الجيش المكشوفة، فكانت تصنع الكمائن المحكمة للإيقاع بمتحركات الجيش وتدمرها، وفي الجانب الآخر تنجو هي من أي عمل عسكري ضدها من قبل الجيش لأنه يكون مكشوفا مسبقا، وهنالك الكثير الكثير من الفوائد الميدانية التي جنتها المليشيا من عمل الطابور الخامس داخل الجيش، أضف لذلك أيضا إنتشار عنصارها الإستخباراتية الكثيرة في مناطق سيطرة الجيش بالزي المدني ومد قيادتها بأي تحرك مقبل، أو رصد القوات وعددها وعتادها وأماكن تجمعاتها وغيرها من المعلومات، ولكن مع مرور الوقت وتنظيم الجيش لصفوفه والعمل الجاد لإستخبارات الجيش داخل الجيش، إنكشف الطابور الخامس أو رفض مواصلة العمل خوفا من كشفه، ومع إنتشار القوات الأمنية في المناطق إنحسرت مصادر المليشيا بسبب الكشف أو التضييق، فغابت المعلومة، أضف لذلك أيضا خسارة المليشيا عناصر إستخبارات ذات كفاءة عالية بسبب المعارك البرية أو عن طريق الطيران والمسيرات والمدفعية، لكل ماسبق ذكره نصل إلي أن مليشيا الدعم السريع وصلت لمرحلة العمي الاستخباراتي، وإنعكس ذلك على أداءها العسكري والميداني.

📌 خسارة المليشيا للقادة الميدانيين … من العوامل التي ساعدت مليشيا الدعم السريع عند بداية الحرب في الظهور بأنها هي القوات الأكثر جاهزية وإستعداد لخوض القتال، هي إنها كانت القوات الوحيدة التي ظلت تخوض الحروب دون توقف، فمن حرب دارفور إلي حرب اليمن التي إستفادت منها جيدا ورفعتةبها كفاءتها القتالية بسبب أن الإشتباك مع الحوثيين ليس بالأمر السهل، والإحتكاك مع الأقوياء يجعلك قويآ أيضا، نصل إلي أن هذه التجارب الطويلة أنتجت قادة ميدانيين متمرسين وذو خبرة وكفاءة عالية في القيادة، ويجدون الإحترام وطاعة الأوامر والإنضباط من قبل جنود المليشيا، وخلال العشرة شهور الماضية وفي حرب المدن القاسية فقدت مليشيا الدعم السريع العديد من هؤلاء القادة الميدانيين بسبب المعارك أو الطيران والمسيرات، وحدث تصعيد لقادة جدد لايتمتعوا بذات كفاءة وكاريزما القادة السابقين، مما أنعكس ذلك على أداء المليشيا في ميادين القتال.

📌 أضف لذلك أزمات أخري تعاني منها مليشيا الدعم السريع، متمثلة في الإرهاق العام الذي بات واضحا في صفوف المليشيا التي تقاتل وتهاجم وتتحرك وتطارد دون معسكرات آمنة لأكثر من عشرة شهور، وأيضا الصعوبات التي تواجهها المليشيا في الحصول على الوقود خاصة بعد ضرب مصفاة الجيلي، ثم أن الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف المليشيا بين قتيل وجريح أظهرت تململ واضح عند أسر وأهالي الجنود خوفآ على أبناءهم، وإنعكس ذلك أيضا على عدم رغبة واضحة من شباب دارفور في التطوع والإستنفار لمليشيا الدعم السريع.

⛔ أخيرآ .. مما سبق ذكره أعلاه من أزمات حقيقية تواجه مليشيا الدعم السريع، نصل إلي أن أداء المليشيا في الميدان أصبح في تراجع واضح، ولا ادري إن كانت المليشيا قادرة على تجاوز هذه العقبات بإيجاد حلول حقيقية أو إستمرار الأزمات وتفاقمها يوما بعد يوم، في الفترة المقبلة القريبة سنعلم ذلك.
محبة وسلام
#خال_الغلابة

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *