صورة: رئاسة جنوب إفريقيا

هسبريس توفيق بوفرتيحالأحد 18 فبراير 2024 05:00

تناول تقرير حديث نشر على الموقع الإلكتروني لمجلة “قراءات إفريقية” مسألة تباين السياسة الخارجية الجنوب إفريقية ما بين أزمتي غزة وأوكرانيا، مشيرا إلى أن “الدعوى القضائية التي رفعتها بريتوريا في لاهاي ضد إسرائيل أظهرت تباينا كبيرا في المواقف الخارجية لهذه الدولة التي تغاضت عن ما يرتكب على الأراضي الأوكرانية ولم تتخل عن علاقاتها التاريخية مع موسكو وحليفتها في مجموعة البريكس المناهضة للنظام العالمي الأحادي؛ بل وشرعت في إجراء مناورات عسكرية مع الصين وروسيا، بعد عام على غزو أوكرانيا”.

وفي استعراضه لصيرورة تطور العلاقات بين إسرائيل وجنوب إفريقيا، أوضح التقرير ذاته أن “الجماعة اليهودية في هذا البلد الإفريقي لعبت دورا حتى قبل قيام إسرائيل في تأسيس العديد من “الكيبوتسات” على أرض فلسطين. وفي حرب 1948، تطوع المئات من يهود هذه الدولة للذهاب إلى فلسطين والقتال إلى جانب الإسرائيليين، حيث تؤكد الجهات الرسمية في إسرائيل أن جنوب إفريقيا كانت سباقة في دعم الدولة الوليدة حينها”.

وظلت العلاقات بين البلدين متميزة، حيث تم السماح ليهود جنوب إفريقيا بعد الحرب العالمية الثانية بنقل المساعدات الإنسانية والعسكرية مباشرة إلى اليهود في فسلطين. كما سُمح لهم بالمشاركة في القتال ضد العرب، حيث إنه “بعد نشأة الدولة اليهودية أقامت شراكة مع نظام الفصل العنصري في هذا البلد الإفريقي”، إذ لفت المصدر ذاته إلى أن “صادرات إسرائيل العسكرية إلى بوريتوريا بلغت ما بين العامين 1973 و1993 نحو 600 مليون دولار أمريكي”.

واتخذت العلاقات ما بين الحكومتين “منحى هابطا”، منذ انتخاب نيلسون مانديلا رئيسا لجمهورية جنوب إفريقيا؛ وهو ما أدى إلى تغير جذري في السياسة الخارجية لهذا البلد تجاه إسرائيل، مقابل تعزيز تقاربها مع روسيا خاصة بعد انضمام بريتوريا إلى البريكس في سنة 2011 وإحجامها عن دعم القرارات الغربية التي تدين العملية العسكرية الروسية ضد كييف بل إنها منحت الحصانة الدبلوماسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد إصدار محكمة العدل الدولية لمذكرة توقيف في حقه.

وفي ما يخص محددات السياسة الخارجية تجاه أزمة غزة، لفت المصدر ذاته إلى أن “هذه الدولة الإفريقية نهجت نهجا جديدا مع تهاوي النظام العالمي أحادي القطبية، الذي تربعت عليه واشنطن منذ العقد الأخير من القرن الماضي؛ وهو ما جعل موقفها الأخير من إسرائيل معاديا، إذ تمثل تل أبيب مخلب الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط وحليفها الدائم لتضع بذلك بريتوريا نفسها في محور الشرق الذي يضم روسيا والصين وإيران، الأعداء التقليديين لأمريكا”.

أما في ما يخص سياستها تجاه أوكرانيا، أورد التقرير سالف الذكر إلى أن “محرك السياسة الخارجية لبريتوريا تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية كان براغماتيا منذ اللحظة الأولى؛ فتلك الدولة التي رأت في الحرب على غزة انتهاكا لحقوق المدنيين وتعديا على القانون الدولي، غضت بصرها عن مدنيي أوكرانيا”، مشيرا إلى أن جنوب إفريقيا لم تخاطر بعلاقاتها مع موسكو ومستقبل علاقاتهما الاقتصادية، وبالتالي التزمت الصمت إعمالا لمبدأ “عدم اتخاذ القرار هو قرار في حد ذاته”.

وخلص إلى أن “التحرك الجنوب إفريقي تجاه قضيتين ورغم التشابه بينهما كان من منظورين مختلفين؛ فتحركها تجاه أزمة غزة كان من منظور مثالي، بينما كان تحركها في الملف الروسي الأوكراني بدوافع براغماتية تروم الحفاظ على العلاقات مع الروس بالدرجة الأولى”.

الأزمة الروسية الأوكرانية جنوب إفريقيا حرب غزة

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>

المصدر: هسبريس

شاركها.