“كبش فداء”.. حكاية طيار طائرة مانشستر يونايتد التي تحطمت قبل 66 عاما
07:35 م
الخميس 08 فبراير 2024
كتبتهند عواد:
“كبش الفداء” كان عنوان فصل في كتاب “كارثة ميونيخ الجوية” لـ ستيفن مورين الصادر عام 2007، والذي عرض تفاصيل الطائرة المحطمة منذ 66 عاما، بالتحديد يوم 6 فبراير 1958، وقتل فيها 23 شخصًا، بينهم 8 من لاعبي مانشستر يونايتد، وأشار الكتاب إلى أن الطيار جيمس ثين لعب دورا بطوليا في عملية الإنقاذ.
وقتل 8 لاعبين من فريق مانشستر سيتي، قبل 66 عاما، بقيادة مات بوسبي، عندما تحطمت الطائرة التي كانت تقلهم في 6 فبراير 1958، وأصيب اثنان آخران بجروح بالغة لدرجة أنهم لم يلعبوا مرة أخرى، كما توفي خمسة عشر آخرون كانوا على متنها.
وكان جيمس ثين هو الطيار قائد الطائرة التي تحطمت، ونجح ثين في الخروج من الحطام وعاد إلى وارفيلد، في ريف بيركشاير، ليدير مزرعة دواجن مع زوجته روبي، وكان يعاني من إلقاء اللوم عليه، واستغرقت التحقيقات معه 11 عاما، وتم التحقيق معه من اثنان ألمانيان واثنان بريطانيان، لتبرئته في النهاية.
إلا أنه بعد تبرئته رسميا، رفضت السلطات الألمانية قبول هذا، ولا تزال ترفض هذا حتى يومنا هذا، ووفقا لصحيفة “ذا أثليتك” تعتقد عائلته أن الضغط الذي تعرض له سبب وفاته المفاجئة، عن عمر يناهز 54 عامًا، في عام 1975.
ويقول مارتن ثاين، المقرب من جيمس، لصحيفة “ذا أثليتك”: “لقد مات صغيرًا نسبيًا وحمل ثقل الحادث على كتفيه لسنوات عديدة، أنا متأكد من أن صدمة مثل هذا الحادث المروع كان لها تأثير كبير في حد ذاتها، دون الثقل الإضافي للشكوك والاتهامات بأنه كان مسؤولاً شخصياً عن الحادث.”
ونشر ستيفن مورين كتاب “كارثة ميونيخ الجوية” عام 2007، وأشار فصل في هذا الكتاب إلى أن ثاين لعب دوراً بطولياً في عملية إنقاذ الطائرة، وكان هاري جريج حارس مرمى يونايتد، أحد الناجين من الحادث، وقال في الكتاب السابق إن إلقاء اللوم على الطيار كان بمثابة “قناعة ملائمة” وأن الوقت قد حان لإخراج الجناة الحقيقيين، الرجال الذين يعيشون في الظل، لمواجهة العواقب.
وبدأ ثين حياته المهنية كرقيب في سلاح الجو الملكي، وخدم في الحرب العالمية الثانية، وبعدها أصبح ملازم طيران قبل أن يغادر سلاح الجو الملكي البريطاني للانضمام إلى الخطوط الجوية البريطانية الأوروبية كطيار تجاري، وبعد ظهر يوم الحادثة، هبط بالطائرة في ميونيخ للتزود بالوقود، عائداً من مباراة ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي ضد ريد ستار بلجراد في يوجوسلافيا القديمة، وفي اليوم التالي كان عيد ميلاده السابع والثلاثين.
وكان الاعتقاد المنتشر حينها، أن تراكم الطين والثلوج الكثيفة هو الذي تسبب في فقدان الطائرة لسرعتها وخروجها عن المدرج في محاولتها الثالثة للإقلاع، ومع ذلك، كان من الصعب إثبات هذه الحجة في عام 1958 ولعدة سنوات بعد ذلك. لم يكن يُعرف سوى القليل في ذلك الوقت عن تأثيرات الطين على إقلاع الطائرة.
ولم تتم تبرئته إلا في يونيو 1969، وكان عمره حينها 48 عاما، وتلقى ثين وعائلته رسائل كراهية وتهديدات بالقتل، كما تعرضت ابنته سيبودا، التي كانت في السابعة من عمرها حينها، للتنمر في المدرسة، وقالت في عام 2008: “كان يعتقد أنه كان ضحية لظلم كبير، لقد كان مريرًا ومن يستطيع أن يلومه؟ برأت السلطات البريطانية والدي من كل اللوم، لقد جلب ذلك له قدرًا معينًا من الراحة، لكنه كان يعلم في قلبه أن الألمان ما زالوا يلقون عليه اللوم وأن هذا لم يكن صحيحًا”.
وقبل عامين من وفاته، اضطر ثين إلى بيع مزرعته التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، من أجل إنقاذ عائلته من الإفلاس، وتخلت زوجته التي كانت تعمل معلمة، عن خطط التقاعد المبكر.