السعودية وإسرائيل وفلسطين.. فريدمان: عقيدة بايدن في الشرق الأوسط تتشكل
04:03 م
الأحد 04 فبراير 2024
كتب محمد صفوت:
تحدث الكاتب توماس فريدمان، في مقال جديد بصحيفة “نيويورك تايمز”، عن استراتيجية الإدارة الأمريكية في التعامل مع توسع الصراع في الشرق الأوسط.
ورجح أن نرى استراتيجية جديدة لإدارة بايدن لمعالجة هذه الحرب، معربًا عن أمله أن تكون هذه الاستراتيجية بمثابة ما وصفها بـ “عقيدة بايدن” التي تلبي خطورة وتعقيد هذه اللحظة الخطيرة.
3 محاور
المقال الذي عنون بـ “عقيدة بايدن للشرق الأوسط تتبلور. وهي شاملة” عرض فريدمان 3 محاور لـ “عقيدة بايدن” الجديدة في الشرق الأوسط، والتي يأتي في مقدمتها اتخاذ بايدن “موقفًا قويًا وحازمًا تجاه إيران، بما في ذلك الانتقام العسكري القوي ضد وكلاء إيران وعملائها في المنطقة.
المحور الثاني وفقًا لفريدمان، يتضمن مبادرة دبلوماسية من جانب الولايات المتحدة لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح في أقرب وقت في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال إنها لن تظهر (الدولة الفلسطينية) إلا بعد أن يطور الفلسطينيون مؤسسات فلسطينية ذات مصداقية وقدرات أمني، لضمان استمرار الدولة ولا تهدد بأي شكل من الأشكال أمن إسرائيل.
أما المحور الثالث، فيكون تشكيل تحالفًا أمنيًا واسع النطاق بين الفلسطينيين وإسرائيل والولايات المتحدة والسعودية، يشمل التطبيع السعودية مع إسرائيل إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مستعدة لتبني عملية دبلوماسية تؤدي إلى دولة فلسطينية منزوعة السلاح بقيادة سلطة فلسطينية متحولة.
إعادة اصطفاف استراتيجي في الشرق الأوسط
وأضاف فريدمان أنه “إذا نجحت إدارة بايدن في تحقيق هذا التطبيع، ستصنع أكبر إعادة اصطفاف استراتيجي في الشرق الأوسط منذ كامب ديفيد عام 1979”.
وأكد فريدمان على ضرورة ربط المحاول الثلاثة معًا، حتى تنجح عقيدة بايدن. ويعتقد الكاتب أن المسؤولين الأمريكيين يفهمون ذلك.
يقول الكاتب الأمريكي، إن إعادة التفكير الجارية تشير إلى إدراك أننا لم يعد بإمكاننا السماح لإيران بمحاولة إخراجنا من المنطقة، وإسرائيل إلى الانقراض، وحلفائنا العرب للترهيب من خلال العمل من خلال وكلاء حماس، وحزب الله، والحوثيين، والميليشيات الشيعية في العراق بينما طهران تجلس بكل سرور ولا تدفع أي ثمن.
وفي الوقت نفسه، فإنه يشير إلى الوعي بأن الولايات المتحدة لن تحظى أبدًا بالشرعية العالمية، وحلفائها في الناتو والحلفاء العرب والمسلمين الذين تحتاجهم لمواجهة إيران بطريقة أكثر عدوانية ما لم تتوقف عن السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتمسك بسياستها.
عزل إيران عسكريًا وسياسيًا
ينقل فريدمان في مقاله، عن نادر موسوي زاده المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات الجيوسياسية ماكرو الاستشارية بارتنرز إن عقيدة بايدن الناشئة تعد “استراتيجية الحساب المزدوج”.
وأوضح أن كل محور يدعم الآخر ويبرره مضيفًا، إن التصدي لإيران ووكلائها يعزز أمن إسرائيل وأمن حلفائنا العرب، وربط ذلك بالتزام أمريكي حقيقي وجريء بإقامة دولة فلسطينية يمنحنا الشرعية للعمل ضد إيران والحلفاء الذين نحتاجهم لنكون أكثر فعالية، ويعزل إيران عسكريًا وسياسيًا.
وأكد موسوى أن ظهور “عقيدة بايدن” ستكون جيوسياسية جيدة في الخارج وسياسة جيدة في الداخل.
يمكنها أن تردع إيران عسكريًا وسياسيًا من خلال سحب الورقة الفلسطينية من طهران. ويمكنها أن تعزز قيام الدولة الفلسطينية بشروط تتفق مع الأمن الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه، تخلق الظروف اللازمة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية بشروط يمكن للفلسطينيين أن يتبناها.
وهي استراتيجية يمكن أن تنجح مع الأمريكيين العرب في بحيرة ميشيجان ومع الحلفاء العرب في الخليج الفارسي.
وأكد أنها استراتيجية يمكن أن تفرض حسابات داخل السياسة الإيرانية، وداخل السياسة الفلسطينية، وداخل السياسة الإسرائيلية.