لن نخفض شحنات التسليح لإسرائيل.. وإيران تهدد استقرار المنطقة
أفرجت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، عن سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط، وخاصة حرب غزة، التي بحسبها “تتمحور حول إيجاد حل للنزاع، وليس فقط إنهاءه في الوقت الحالي”، مؤكدة “عدم نية أمريكا وقف تسليح إسرائيل”.
وقالت ليف في إيجاز صحافي رقمي، مساء اليوم الخميس، إن “واشنطن تبحث كيفية بناء أسس الدولة الفلسطينية بشكل طويل الأمد، بما يضمن الاستقرار للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”.
وبينت المسؤولة الأمريكية ذاتها أن أولويات أمريكا على المدى المتوسط هي “تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، مع العمل مع شركائنا على ضمان إيصال المساعدات، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، مع التأكد بأن هذا الصراع لن يتكرر من جديد”.
واعتبرت ليف أن “ضمان عدم اتساع نطاق نزاع الحرب في غزة” هو أيضا من أولويات واشنطن، إذ أبرزت: “هذا التحدي يواجه تعقيدات عديدة، خاصة في ظل استمرار عمل وكلاء إيران الخارجيين”.
وتشير مساعدة بلنيكن لشؤون الشرق الأدنى إلى أن “واشنطن عازمة على ضمان الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين معا، وهو التزام مستمر رفقة شركائنا الأوروبيين إلى حين تحقيقه”، وفق تعبيرها.
وفي سياق متصل كشفت ليف عن رغبة أمريكا في الظرفية الحالية في ضمان انحصار نزاع غزة في القطاع، وألا يمتد إلى الضفة الغربية أو لبنان، والعراق، ومختلف المناطق الأخرى، مؤكدة أن “مسألة ترحيل الفلسطينيين من غزة غير مقبولة ونسعى إلى ضمان عدم حدوثها”.
وبخصوص موضوع الأونروا، أكدت المسؤولة الأمريكية أن “واشنطن تواصل تكثيف التحقيق في مزاعم تورط، ومساهمة، هاته المؤسسة في حرب أكتوبر، وذلك في إطار محايد ومستقل، ودون أي انحياز”، مبينة أن “عمل هاته المؤسسة يخدم الجانب المدني، ويفيد كلا الطرفين”.
وفي ما يهم طبيعة الرد الأمريكي على مقتل جنود أمريكان في الأردن، شددت ليف على أنه “لا يمكن أن نطلق تخمينات حول الرد، والرئيس بايدن هو من سيحدد نوعيته، والزمان والمكان المناسبين”، مؤكدة أن “هذا الاستهداف غير المقبول والمؤسف هو جزء من حرب الوكالة التي تتزعمها إيران وتدعمها في بعض المناطق، والتي تهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها”.
وحظيت هجمات الحوثيين على القوافل التجارية بالبحر الأحمر باهتمام واسع لدى المسؤولة الأمريكية، التي أوضحت أن “هذا الأمر يؤثر على أسعار المواد الغذائية والسلع، واقتصاديات المنطقة، أبرزها مصر واليمن والأردن، وأيضا على العديد من الشعوب الأخرى، وهو الأمر الذي سيكون التحالف الدولي بقيادة أمريكا أمامه بالمرصاد، سواء أمنيا، أو سياسيا، أو دبلوماسيا”.
وحول الوقت المناسب الذي يمكن لأمريكا أن تطالب فيه بوقف إطلاق النار في غزة، بينت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي أن واشنطن “تبذل حاليا جهدا كبيرا لإطلاق سراح الرهائن، كما أن مدير الـ’سي أي إيه’ زار أوروبا للتباحث مع الشركاء المصريين، والقطريين، والإسرائيليين، حتى يتم وضع مقترح جماعي يتم تقديمه لحماس، يشمل صفقة لوقف إطلاق نار إنساني”.
وأوضحت ليف في هذا الصدد أن “حماس لا يتوقع أن توقف هجماتها التي تشمل رشقات الصواريخ على إسرائيل، وأن تسلم مسببي هجمات السابع من أكتوبر، كما أن أمريكا لا يمكنها فرض وقف إطلاق النار على حماس”، لافتة إلى أن “مسألة تسليم الرهائن أمر حيوي، وهو الحال لدى الحفاظ على مسألة تأسيس الدولة الفلسطينية، الأخير الذي يبقى مهددا في حالة استمرار هجومات حماس”.
وخلصت المتحدثة إلى أن “واشنطن لا تفكر في خفض شحنات التسليح لإسرائيل، كما ترى مسألة استجابة حماس وتل أبيب لمقترح تسليم الرهائن غير واضحة حاليا، طالما هي في مرحلة التفاوض”.
المصدر: هسبريس