“العقدة المغربية” تتحول إلى كابوس في الإعلام الجزائري
قراءة مواد بعض الأسبوعيات نستهلها من “الوطن الآن”، التي كتبت أن من يتابع الإعلام الجزائري منذ ما قبل قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الأجواء يدرك أن هذا الإعلام مصاب بعقدة اسمها المغرب، إذ لن تجد صحيفة، ولا برنامجا سياسيا أو ثقافيا أو رياضيا، ولا نشرة إخبارية، إلا والهجوم على المغرب وقادته ومؤسساته، ووصفه بأبشع النعوت.
في هذا السياق، أفاد محمد الطيار، باحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، بأن عقيدة النظام العسكري الجزائري تتسم بالعدوانية وخلق بيئة غير آمنة في المنطقة.
وذكر عبد القادر الطاهر، نائب برلماني باسم الفريق الاشتراكي، أن الجزائر ترى أن تقدمها لن يتحقق إلا بضعف المغرب.
وقال عبد الحكيم الزاوي، باحث في علم الاجتماع، إن مواقف الدول الكبرى الداعمة لقضايا المغرب أربكت الجزائر وأدخلتها في حالة التوجس.
واعتبر أن من “مسؤولية الجميع تهدئة الأجواء وتجاوز حالة الجفاء في الوقت الراهن. لا يمكن أن نتطلع إلى الحل على المستوى الرسمي، بل يجب الرهان على المثقفين من أجل بناء أجواء عودة الثقة. كثيرة هي الأصوات التي تسير في الاتجاه نفسه، لكن للأسف لا يشجع الإعلام وصولها إلى الجمهور”.
وذكرت فتيحة الطالبي، أستاذة القانون العام زائرة بجامعة عبد المالك السعدي رئيسة المعهد المغربي للسياسات التنموية، أن ادعاءات الجزائر الكاذبة ضد المغرب تكشف صورتها الحقيقية للعالم.
من جانبها، نشرت “الأسبوع الصحفي” أن السلطات الإقليمية باشتوكة آيت باها نجحت في تحرير الملك البحري على طول الشريط الساحلي، الذي كان محتلا من قبل شخصيات نافذة ومهاجرين قاموا ببناء منازل وبيوت “كبانوات” بدون ترخيص وبشكل غير قانوني فوق الملك العمومي.
فقد قامت السلطات بإزالة جميع المساكن التي يملكها منتخبون كبار وأشخاص نافذون ومهاجرون في الخارج وأجانب في العديد من المناطق على مستوى الإقليم، منها منطقة تيفنيت، شاطئ الدويرة، سيدي الرباط، وسيدي بولفضايل.
وجاء ضمن مواد الأسبوعية ذاتها أن ساكنة مدينة الجديدة تنتظر افتتاح المحطة الطرقية الجديدة التي تم إحداثها من أجل تعويض المحطة القديمة التي أصبحت غير صالحة لاستقبال المسافرين بسبب الفوضى والعشوائية التي تعرفها.
وحسب “الأسبوع الصحفي”، فإن لجنة تقنية سجلت اختلالات عدة شابت عملية بناء المحطة الطرقية الجديدة، معتبرة أن المشروع لا يستجيب للمعايير والشروط التي تم بها بناء محطات طرقية أخرى بمواصفات عصرية، وأن السلطات القضائية مازالت تحقق في الشكاية التي تقدمت بها الهيئة الوطنية لحماية المال العام، التي رصدت عبرها مجموعة من الاختلالات التي شابت مشروع إنجاز المحطة الطرقية بالجديدة.
المنبر الإعلامي ذاته نشر كذلك أن مدينة تاونات تعرف انتشارا كبيرا للمختلين عقليا والمتشردين بشكل يطرح تساؤلات كثيرة من قبل المواطنين حول دور السلطات المحلية والصحية في ظل الخطر الذي يهدد سلامة الناس بسبب هذه الظاهرة، التي أصبحت تخيف النساء وأطفال المدارس نظرا للتصرفات السلبية التي قد تصدر من هؤلاء الأشخاص.
“الأسبوع الصحفي” أورد أيضا أن ظاهرة احتلال الملك العمومي عادت بشكل كبير بجهة الشمال، سواء من طرف أصحاب المحلات بكل أنواعها وأصنافها، أو من طرف أصحاب المنازل والسيارات، وكل من موقعه يساهم في إغلاق الرصيف أمام مستعمليه، حيث أصبح استفحال هذه الظاهرة يقلق المواطنين الذين يجدون أنفسهم ملزمين باستعمال طريق السيارات عوض الأرصفة المخصصة لهم التي تم الاستيلاء عليها بالكامل بركن السيارات فوقها.
أما “المشعل” فقد كتبت أن رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، رضوان السملالي، قال في حوار أجرته معه، إن تعميم التغطية الصحية بالمغرب يستلزم إحداث 400 مصحة جديدة، باستثمار إجمالي كبير يناهز 14 مليار يورو، مؤكدا أن هذا الغلاف لا يتوفر للمستثمرين عبر مالهم الخاص، ما يتطلب اللجوء إلى تمويلات بنود الاستثمار حتى يتسنى بلوغ الهدف المنشود.
ووفق المنبر ذاته، فإن السملالي أوضح أن نظرة المغاربة للمصحات ليست سيئة بالقدر الذي يتم الترويج له، معتبرا أن استياء المواطنين لا يعود إلى طبيعة الخدمات الصحية بالقطاع الخاص بقدر ما يرتبط بعوامل أخرى، أبرزها ضعف التعريفة المرجعية المعمول بها في نظام التغطية الصحية، باعتبار أنها لم تتحرك منذ 20 سنة تقريبا وتجعل المريض ملزما بتحمل 60 في المائة من كلفة العلاج، وهذا إشكال لا تحمل فيه المصحات أي مسؤولية.
وإلى “الأيام” التي أشارت إلى التغيير المثير الذي أعلن عنه القصر الملكي الإسباني مؤخرا، المتمثل في إعفاء مدير ديوان العاهل الإسباني وتعيين بديل له هو أحد المتورطين في أزمة استقبال زعيم البوليساريو بهوية سفر مزورة باسم “بن بطوش” قبل ثلاث سنوات، التي عصفت بعلاقات المغرب وإسبانيا لأشهر قبل أن تتوهج بالموقف التاريخي الجديد لمدريد من نزاع الصحراء المفتعل.
وذكر المنبر ذاته أنه في الوقت الذي تمر فيه علاقات البلدين اليوم بأفضل حالاتها منذ التحول التاريخي في الموقف الإسباني من نزاع الصحراء في مارس 2022، جاء إعفاء العاهل الإسباني مدير ديوانه، خايمي ألفونسين، وتعيين كاميلو فيلارينو، الذي تورط في استقبال مدريد سابقا زعيم البوليساريو بهوية مزورة، بدلا عنه، ليثير التساؤل عن دواعي ذلك.
المصدر: هسبريس