حزب الأمة حالة توهان أم تغيير قادم «4 4» السودانية , اخبار السودان
حزب الأمة حالة توهان أم تغيير قادم «4 4»
زين العابدين صالح عبد الرحمن
حزب الأمة بين الوحدة والتشظي
أن ورقتي عبد الرحمن الغالي إذا استطاعت نخبة حزب الأمة؛ أن تفتح حوارا لمناقشة الحمولة المضمنة فيهما، سوف تتحول إلي مشروع سياسي للحزب، تعيد به كل طيور الحزب التي هجرته لتجلس على مقاعد المسرح تراقب فقط العروض. والحوار الفكري الجاد وحده القادر أن يبعد العناصر الهوائية المتقلبة حسب رغباتها الشخصية التي تتحكم في مسارها. هذه ليست إشكالية قاصرة على حزب الأمة بل هي حالة عامة تضرب كل مفاصل القوى السياسية، صعود قيادات للقيادة تجربتها السياسية متواضعة لا تصدم أمام التحديات، وحتى الأحزاب التي جلست على قمتها قيادات تاريخية في العمل السياسي تجد أيضا قدراتهم متواضة لا يستطيعون إحداث إي تغيير يتماشى مع الشعارات التي ترفعها الأجيال الجديدة. اذلك الأزمة لا تضرب حزب الأمة لوحده بل تؤثر سلبا على أغلبية القوى السياسية.
إن قيادة حزب الأمة الريديكالية تريد أن تصنع للحزب وجهة جديدة، ومغايرة لرؤية الإمام الصادق، وهذا حق مشروع في الاجتهاد الفكري والسياسي، ولكن يحتاج إلى استعداد ذهني قادر على استنباط أنماط جديدة من إدارة الحزب ،و إدارة الحوار الداخلي لتجميع أكبر كتلة داخل الحزب مساندة، ليس من خلال الهتاف والتكبير فقط، ولكن مسلحة بالوعي الذي يمكنها من معرفة واجباتها وحقوقها، والدور المناط أن تلعبه لإنجاز هذا التغيير المطلوب. والتغيير الذي يقترن فقط بمصالح شخصية لقيادات لا يستطيع أن يصمد أمام التحديات.
إذا نظرنا إلي مسار تحالف قحت منذ أن فك حزب الأمة قرار تجميد نشاطه، وأصبح فاعلا فيه، نجد أن حزب الأمة كان قد حصل على نصيب الأسد في محاصصة الحكومة الثانية، إلي جانب عدد من الوظائف القيادية في عدد من الوزارات، وخاصة في وزارة الخارجية، وأصبحت قيادة الأمة الريديكالية تقود التحالف السياسي، وتقوم بالدور النشط فيه، والمدافع عن التحالف، ومن خلال قيادتها للتحالف وإدارتها لوزارة الخارجية استطاعت القيادات الريديكالية أن تقوي الصلة بعدد من القوى الخارجية في الاتحاد الأوروبي والإمارات وبعض دول الجوار الأفريقي وغيرها. هذه المكتسبات ساعد الحصول عليها غياب القوى السياسية الأخرى المعارضة للتحالف. لكن أثبتت الإيام أن الحزب لم يستطيع أن يقود العملية السياسية بعيدا عن المطبات. بسبب سوء التقدير؛ خاصة في الصراع مع المكون العسكري، حيث بادر الدخول معه في صراع محموم دون أن تتأكد القيادة الريديكالية من عملية توازن القوى التي تجعل المكون العسكري عاجز أن يقوم بانقلاب على السلطة، أن الانقلاب خسر قحت المركزي السلطة، وفي نفس الوقت كانت قد خسرت الشارع، وخاصة العدد الأكبر من لجان المقاومة، ولم يكن لها طريق غير أن تقبل بالشعارات التي كانت قد رفعتها قوى سياسية أخرى الاءات الثلاث “لا مشاركة لا مساومة لا تفاوض” الالتزام بالاءات الثلاث جعلها تغلق الباب على نفسها، وعجزت أن تقدم أي رؤية تفتح لها طريقا ثالثا، مما يؤكد قلة الخبرة، وغياب العقل المفكر الذي يساعد على الخروج من الأزمة، فكان دور المكون الخارجي في الحل.
إن مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية “مولي في” هي التي فتحت الباب عندما اقنعت التحالف، أن يفتح حوارا مع المكون العسكري في منزل السفير ” السعودي” و أيضا فتح باب لمشاركة أخرى من خلال ورشة لجنة تسيير نقابة المحاميين، الذي أوصل إلى “الاتفاق الإطاري” لكن القيادة الريديكالية لم تحسن القيادة، عندما صممت على إغلاق الاتفاق على قوى بعينها دون الآخرين، لآن الفكرة عندها هي “السلطة” وكما ذكرت أن فكرة الاستحواذ على الفترة الانتقالية أطول فترة ممكنة تجعل القيادة الريديكالية بعيدة عن تحدي الانتخابات، وفي هذه الفترة تستطيع من خلال مؤسسات الدولة مع الإدارات الأهلية أن تعيد امتيازات الحزب في أماكن نفوذه. حتى تحولت المسألة للاستيلاء على السلطة من خلال انقلاب.
بعد الحرب بدأت تظهر معالم الخلاف داخل أسرة الإمام عندما أصدر رئيس حزب الأمة برمة ناصر قرارا بتكليف بعض القيادات بتولي بعض المهام، وكان قد سحب أسم الدكتور مريم الصادق نائبة الرئيس من قائمة الهيكل التنظيمي. إن الخروج وإدارة الأزمة من الخارج في ظل الحرب الدائرة، أبرزت الصراع المستتر. فالتحالف بعد الخروج ورفع شعار “لا للحرب” بهدف تكوين أكبر جبهة مدنية عريضة كان الهدف أن تحدث تغييرات في قيادة إدارة الأزمة خاصة أن التحالف باسم “قحت المركزي قيادة الاتفاق الإطاري” صبح غير مقبول وسط الجماهير التي كانت قد أعلنت انحيازها لدعم القوات المسلحة. هذا التغيير جاء في واجهة التحالف الجديد “تقدم” بقيادات جديدة. تراجعت القيادات الريديكالية في حزب الأمة للوراء، لفسح المجال لقيادة جديدة في ظل المتغيرات، خاصة بعد ما أنتهى دور البعثة الأممية و بعد الاتحاد الأوروبي وأمريكا وهي القوى التي كانت تساعد القيادات الريديكالية. وأصبحت دولة الإمارات في واجهة الصراع خاصة في إدارتها من على البعد لمنظمة “الإيغاد” كان لابد من صعود القيادات التي تعتقد دولة الأمارت قريبة لها.
شعرت بعض قيادات في حزب الأمة أن دور الحزب في مستقبل التحالف ” تقدم” سوف يتقزم، لذلك بدأت تفتح حوارات مع قوى سياسية بعيدا عن التحالف، كان لقاء جعفر الميرغني ومريم الصادق وصدور بيان مشترك، ثم لقاء حزب الأمة والشيوعي والبعث في القاهرة، وهي كلها لقاءات بهدف البحث عن أجندة جديدة تساعد حزب الأمة أن يعيد مكانته القيادية. إن دافع السلطة الذي بنت عليه القيادة الريديكالية فكرتها نحو تجديد المنهج كانت خاطئة، لأنها لم تكن نتيجة لمشروع سياسي تبلور داخل مؤسسات الحزب، و شاركت فيه مجموعات كبيرة بالحوار وإجازته، إنما كان محصورا في نطاق ضيق يقوده أفراد من أسرة الإمام ذوي تجربة سياسية ناشئة. وإذا استطاعت القيادات المعارضة للمشروع، أن تعيد القرار لمؤسسات الحزب، وتقدم أجندة لمشروع سياسي تفتح فيه حوارا لكل قيادات حزب الأمة حتى تطال مشاركة الذين كان قد كونوا أحزابا فرعية امتدادا للحزب “أي الذين هجرو سرب الأمة القومي” يستطيع الحزب أن يعيد مكانته القيادية للعمل السياسي، وفي نفس الوقت سوف يكون دافعا لأحزاب لأخرى تسير في ذات المسار. وهناك قيادات منفتحة أمثال “عبد الرحمن الغالي عبد الجليل الباشا رباح الصادق وإمام الحلو محمد حسن الإمام عبد الرحمن الأمين و غيرهم كذلك من الشباب. نسأل الله حسن البصيرة. و لنا عودة…
حزب الأمة حالة توهان أم تغيير قادم «3 4»
المصدر: صحيفة التغيير