ذوو طلبة يشكون حجب نتائج أبنائهم بسبب التعثر في سداد «الرسوم»

شكا ذوو طلبة في مدارس خاصة بالشارقة، لـ«الإمارات اليوم» قيام مدارس باتباع إجراءات صارمة بحق أبنائهم، لعدم تمكنهم من سداد أقساط الرسوم في مواعيدها، أبرزها عدم تسليمهم شهادات الفصل الدراسي الأول، أو إعلان نتائجهم، لافتين إلى أن إدارات مدارس أبنائهم ربطت إعلان النتائج بسداد بقية الرسوم.

واعتبروا أن «هذا الإجراء تعسفي، ويؤثر سلباً في الجانب النفسي للطلبة، بسبب عدم معرفتهم نتائج ما بذلوه من جهد خلال الفترة السابقة».

بدورها، شدّدت هيئة الشارقة للتعليم الخاص على ضرورة التزام المدارس بالإجراءات والتعليمات الصادرة رسمياً عنها، في ما يتعلق بعدم جواز فصل الطالب، أو حرمانه دخول الامتحان، أو إيقافه عن ممارسة حقه في التعليم، بسبب التأخر في سداد الرسوم الدراسية المستحقة، داعية الإدارات المدرسية إلى التعامل بمرونة مع أولياء الأمور في ما يتعلق بهذا الشأن.

وتفصيلاً، قال ولي أمر طالبين في مدرسة خاصة تتبع المنهاج البريطاني، يوسف سليم، إنه توجه إلى المدرسة لتسلم شهادتي ابنيه الخاصتين بنتائج امتحانات الفصل الأول، إلا أن المدرسة رفضت تسليمه إياهما لعدم سداده رسوم الفصل الأول بالكامل.

وقال إن «هذا الإجراء تعسفي، ويؤثر نفسياً في الطلبة لعدم قدرتهم على مقارنة ما بذلوه من جهود بما حققه زملاؤهم في الصف».

وأفادت ولية أمر ثلاثة طلاب في مدرسة تتبع المنهاج الأميركي، ريم علي، بأن «بعض المدارس تصلها التعميمات الصادرة عن الجهات المختصة، متضمنة آليات التعامل مع الأسر المتعثرة في السداد، وهي تعليمات محددة وواضحة، وتضع في الاعتبار مصلحة الطالب أولاً، إلا أن بعض المدارس تضرب بها عرض الحائط، وتصرّ على تحصيل الرسوم أولاً».

وأضافت أن «حجب النتائج مشكلة متكررة، خصوصاً أن عدداً كبيراً من ذوي الطلبة يعاني ضغوطاً مالية كبيرة مع بداية العام الدراسي، لكن الأمور تبدأ في الانتظام مع الفصل الثاني».

بدوره، أكد ولي أمر طالبة في مدرسة تتبع منهاجاً خاصاً، خالد عبدالحميد، أن «الجهات التعليمية تضع آليات لضمان حق المدارس والطلبة؛ فمن حقها أن تحفظ حقوقها المالية، بما أن لديها أوجه صرف، لكن في المقابل يجب عدم المساس بمصلحة الطالب، أو وضعه في موقف محرج أمام زملائه».

واعتبر أن «حجب شهادات نهاية العام نتيجة عدم الدفع إجراء سليم، أما حجب نتيجة الفصلين الأول والثاني فإجراء ضاغط، وغير سليم، فضلاً عن أنه يضرّ بمصلحة الطالب أولاً».

من جانبه، قال مدير مدرسة خاصة في الشارقة تتبع المنهاج البريطاني فضّل عدم ذكر اسمه إن بعض ذوي الطلبة يعمدون إلى تأخير الأقساط المدرسية، محاولين وضع الإدارات أمام الأمر الواقع، فتلجأ بعض المدارس إلى إجراء حجب النتيجة للمطالبة بحقوقها.

وأضاف أن «مثل هذا الإجراء لا يؤثر بصورة كبيرة في الطلبة، لأن الإدارات تعتبر هذه الخطوة بديلاً عن إجراءات أخرى، مثل منع تسليم كتب الفصل التالي، أو منع طلبة من حضور الامتحانات».

وشدّد على التزام مدرسته بما أقرّته هيئة الشارقة للتعليم الخاص بضرورة تنحية الطلبة عن الأزمات المتعلقة بالجوانب المالية، حيث يجري تقديم العديد من التسهيلات لذويهم بشأن إجراءات السداد؛ لاسيما منذ بداية العام، إلى جانب إتاحة العديد من الخيارات، مثل تعدد الدفعات أو خصومات على السداد الكامل، فضلاً عن خصومات الإخوة.

بدورها، شددت هيئة الشارقة للتعليم الخاص على ضرورة التزام المدارس بكل الإجراءات والتعليمات الصادرة رسمياً عنها، في ما يتعلق بعدم جواز فصل الطالب، أو حرمانه دخول الامتحان، أو إيقافه عن ممارسة حقه في التعليم، بسبب التأخر في سداد الرسوم الدراسية المستحقة.

وحدّدت الهيئة في تعميم، آليات التعامل الواجب اتباعها في حالات التأخر عن تسديد الرسوم المدرسية، من خلال التواصل المباشر مع ولي الأمر ومطالبته بتسديد الرسوم المستحقة في وقتها، مع التشديد على أهمية تجنيب الطلبة لهذه المواقف وتحييدهم عن أي مطالبات مالية، وإبداء المرونة مع ولي الأمر عبر تقديم خيارات للتسديد، أو إعادة الجدولة بما يناسب الطرفين.

وكفل التعميم للمدارس الخاصة المنضوية تحت مظلتها، حقها في الامتناع عن صرف شهادات الانتقال، أو شهادات نهاية العام الدراسي، والامتناع عن إعادة تسجيل الطالب للعام الدراسي الثاني، حتى يتم إجراء تسوية مالية تضمن للمدارس حقوقها، دون الإضرار بحق الطالب في إنهاء عامه الدراسي أسوة بأقرانه، حرصاً على تعزيز البيئة المدرسية الصحية لدى الجميع.

. يحق للمدارس الامتناع عن صرف شهادات الانتقال، أو شهادات نهاية العام الدراسي، وعن إعادة تسجيل الطالب حتى إجراء تسوية تضمن لها حقها.