كيف تتوزع السيطرة بين الجيش والدعم السريع في شمال كردفان؟
أدى تطاول أمد الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع إلى اتساع نطاقها ودخولها مناطق في شمال كردفان، ما جعل السيطرة على الولاية المهمة موزعة بين الطرفين.
الأبيض: التغيير
مع دخول الحرب في السودان شهرها العاشر فقدت قيادة الجيش سيطرتها العسكرية على عدة مدن تابعة لولاية شمال كردفان وسط البلاد لصالح قوات الدعم السريع.
وجاء ذلك نتيجة لعدم وجود حاميات عسكرية في بعض مدن الولاية والتي تسطير قوات الدعم السريع على عدد منها، فيما بسط الجيش سيطرته فقط على مدينة الأبيض.
ومنذ اندلاع الصراع منتصف ابريل الماضي ظلت شمال كردفان تشهد معارك بين عنيفة متكررة، فيحاول الجيش فرض سيطرته على الولاية بينما الدعم السريع يهاجم من أجل انتزاعها مثل ما حدث في ولايات دارفور والجزيرة.
وما زالت قيادة الجيش تفرض سيطرتها على الأبيض، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على مدينتي الرهد وأم روابة، لكن لا يزال النزاع مستمراً في مناطق أخرى، بينما بعض المناطق خارج سيطرة الطرفين تماماً.
لماذا شمال كردفان؟
تعتبر شمال كردفان التي تقدر مساحتها بـ700 كلم مربع ويقطنها سكان من قبائل متنوعة هي إحدى ولايات البلاد الغربية بعد انفصال الجنوب، ومناخها من سافانا متوسطة إلى شبه صحراوي، وغطاءها النباتي كثيف كلما اتجهنا جنوبا، وتمثل الزراعة المتنوعة والرعي الحرفة الرئيسية للسكان.
وتبعد الأبيض عاصمة الولاية حوالي «588» كيلو متر جنوب غرب العاصمة الخرطوم، ويمر بالمدينة خط أنابيب النفط الممتد من الجنوب نحو الشرق إلى ميناء بورتسودان في ولاية البحر الأحمر.
وتعتبر الأبيض واحدة من أكبر مدن السودان وبها قيادة الفرقة الخامسة مشاه التابعة للجيش بجانب القاعدة الجوية، وتشتهر بأكبر سوق للمحاصيل النقدية في السودان، وبها أكبر بورصة للصمغ العربي في العالم.
وبعد اندلاع حرب الخامس عشر من ابريل دخلت المنطقة في دائرة الصراع بين الجيش والدعم السريع الذي حاول السيطرة عليها أكثر من مرة ونجح لاحقا في السيطرة على بعض مدن الولاية التي لا توجد بها حاميات عسكرية.
سيطرة الجيش
يسيطر الجيش السوداني على مدينة الأبيض بخصائصها المميزة التي تتمتع بها وتجعلها هدفاً لقوات الدعم السريع، وشهدت المدينة عدداً من العمليات عسكرية الدامية بين أطراف القتال راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين ومئات الأسر التي فرت من منازلها هرباً من الموت.
وبحسب متابعات «التغيير» ظلت مدينة الأبيض تشهد منذ فترات ماضية تصاعداً غير مسبوق للانتهاكات التي ارتكبها الجيش من جانب والدعم السريع من جانب آخر بحق المدنيين داخل المدينة ويتزامن ذلك مع تجدد العمليات العسكرية.
سيطرة الدعم السريع
تسيطر قوات الدعم السريع على مدينة الرهد التي تبعد عن الأبيض حاضرة الولاية 30 كيلومتراً، كما انها فرضت سيطرتها على مدينة ام روابة والتي تبعد عن العاصمة الخرطوم 301 كيلو متر.
وفي يوليو من العام الماضي كانت قد أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الرهد التي تعد المحطة رئيسية لخط السكة الحديد الرابط بين شرق ووسط البلاد، وتعد ثاني أكبر محلية في شمال كردفان من حيث الموارد بعد محلية شيكان.
مدينة ام روابة
ايضا في اغسطس الماضي فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة ام روابة والتي تعد مركزاً تجارياً مهماً وسوقاً كبيرة للحبوب الزيتية والكركديه وتعتبر ملتقى طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالخرطوم وميناء بورتسودان.
و بحسب متابعات «التغيير» لم تسلم مدينتا الرهد وأم روابة أيضاً من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع حيث ارتكبت انتهاكات جسيمة، بما في ذلك القتل العمد، السرقة واحتلال منازل المدنيين.
مناطق خارج سيطرة الطرفين
وتوجد أكثر من مدينة تابعة جغرافياً لولاية شمال كردفان خارج سيطرة الطرفين منذ اندلاع الحرب وهي مناطق بارا وأم دم حاج أحمد ومدينة سودري وأغلبية هذه المناطق كانت قد شهدت صدامات مسلحة بين أطراف الاقتتال.
المصدر: صحيفة التغيير