سريالية الجيش السوداني السودانية , اخبار السودان
عبد الله برير
حسنا فعلت إدارة الجيش السوداني الحالية وهي تقطع الطريق على السلام برفض مبادرة (تقدم) ووساطة الإيغاد لإيقاف الحرب ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني.
ويبدو أن القيادة العليا للقوات المسلحة تدرك تماما أن ما قامت به بعض القوى السياسية بالجلوس مع حميدتي جريمة كبرى، فالتفاوض حق مكفول للجيش وعليه يُحَرَّم على هذه القوى المدنية ممارسة أي دور سياسي إذ أنه من صميم اختصاصات الجيش الوَصِيّ على السودان منذ استقلال البلاد. وبحسب أيدولوجيا البرهان وزمرته فالجلوس مع الدعم السريع في جدة لم يكن مع ذات المليشيا التي قتلت واغتصبت وسرقت و…… بل كان مع جهة ثانية، وأن الوفد الذي شارك من قبل الحكومة السودانية نزلت عليه بركات البرهان وعلي كرتي لأن المبادرة مختلفه بين جدة وأديس أبابا.
كان الجيش حاسما كالعادة في مكافأة قوى الحرية والتغيير بحلها وحل لجان المقاومة في الولاية الشمالية ونهر النيل لأنها من رحم( القحاتة) وتساهم في العمل الطوعي وتقديم الخدمات الإنسانية. اجتهد ولاة هذه الولايات في ملاحقة السياسيين والناشطين بذات الهمة التي اتبعتها في التضييق على الخلايا النائمة من الدعم السريع هناك فاستحقت استخبارات الجيش الإشادة.
الآن فقط فهمنا لماذا يستحوذ الجيش على أكثر من 80% من ميزانية الدولة تحسبا لمثل هذه الأوقات، فالقوات التي كانت تؤمّن ود مدني مارست دورها كاملا في حماية المدينة والمدنيين فاستحق أفرادها وضباطها أوسمة الشجاعة بعد أن وقفوا سدا منيعا للحيلولة دون دخول قوات الدعم السريع عبر جسر حنتوب. حُقّ لنا أن نفاخر بقواتنا المسلحة التي يستحق منسوبوها أن يكونوا المواطن رقم واحد في صف الرغيف قبل ( المَلكية ) الذين له الحق في مجانية العلاج والامتيازات الأخرى طالما ان جيش مدني (مثلا) لم ينسحب أمام المليشيا وقام بواجبه الاكمل في الحماية.
ويحمد للبرهان أنه حقق شعار الثورة و مخرجاتها التي منعت المؤتمر الوطني من المشاركة في الحكومة الانتقالية، وتحققت بالفعل عبارة (كل الاحزاب ما عدا المؤتمر الوطني ) فالحكومة الحالية لا تدار بريموت الكيزان كما يتوهم القحاتة بل هي إرادة الجيش الحالي الذي يملك زمام أمره.
كل هذا يفسر سر إصرار البرهان على رفض مبادرة الإيغاد واستنكار جلوس تقدم مع حميدتي لسبب واحد فقط هو أن هذه القوى السياسية تسعى لتدمير البلاد وليس لتحقيق السلام فوجب مكافأتها بتأليب الشعب عليها لأنها اقنعت قائد الدعم السريع بقبول السلام وخاطبت البرهان للغرض ذاته فاستحقت جزاء سنمار.
لا حاجة للمفاوضات فالجيش متقدم في الخرطوم وقادته لم يبارحوا العاصمة ولم يهربوا كما فعل حميدتي منذ ثمانية أشهر.
موقف القوات المسلحه مطمئن وهي تقطع 80% من مشوار استرداد ودمدني لأن السماح للدعم السريع بعبور كبري حنتوب كان تكتيكا حربيا والآن الطيران يقصف المتمردين في أحياء المدينة بعد أن سمح لهم بدخولها ونهب السيارات وترويع المواطنين ليعد لهم كمينا محكما، كما ان قائد الفرفة الأولى مشاة حوكم محاكمة عادلة شأنه شان الجندي في كادقلي الذي اتهم بالتخابر مع العدو.
الجيش في الطريق الصحيح دائما وهو منزه عن الخطأ ومن حقه يمنع (السياسيين) من ممارسة (السياسة) ولا يتخلى عن واجبه في حماية البلاد ولا يحتاج الى مستنفرين ليقوموا بدوره في الدفاع عن ميليشيا جاءت من رحمه قال عنها الثوار دوما (الجنجويد ينحل). الحديث عن أن استنكار الجيش لمحاولات السلام من طرف (تقدم) هو (غيرة) من القوات المسلحة بسبب أن الجهة التي تقدمت بمقترح المفاوضات جهة مدنية، حديث عار من الصحة وافتراء كبير، فالجيش مؤسسة قومية لا تأتمر بأمر النظام البائد ولا ضير في أن تقف الحرب حسب مفهوم القوات المسلحة شريطة ألا يكون الداعي لوقفها هم القحاتةأعداء السلام.
المصدر: صحيفة التغيير